ثقافة الزبالة

هذه ثقافة من أمضى حياته في الكراهية.

كنت أحضّر مواد ليوم المرأة في 8 آذار/ مارس. وقد صدمني، حجم الاحتقار الذي تتلقاه المرأة من الجهة التي نتوقعها كمنصة لعدالة أنصافها …الأديان.
المرأة ، في الأديان ، مجرد ” كائن لا بد منه، “موجود، ولا يجب أن يعيش بلا قيود”…

عند الغزالي “شاوروهن وخالفوهن” وينسب إلى الخليفة عمر بن الخطاب قوله: “خالفوا النساء فإن في خلافهن بركة” وحتى إلى الرسول نسبوا مثل هذا الحديث: “مثل المرأة الصالحة في النساء كمثل الغراب الأعصم بين مئة غراب”.(الابيض)

“إن كيدهن عظيم، وشرهن فاشٍ، والغالب عليهن سوء الخلق، وركاكة العقل. وللمرأة عشر عورات، فإذا تزوجت ستر الزوج عورة واحدة. وإذا ماتت ستر القبر تسع عورات.

السيوطي يقول نقلاً عن الرسول: “ليس للنساء سلام ولا عليهن سلام” متجاهلاً أن الرسول قال لعائشة: “إن جبريل يقرئها السلام”.

أما الشافعي، فيرى ” أن هناك ثلاثة إن أكرمتهم أهانوك، وإن أهنتهم أكرموك: المرأة والخادم والنبطي.”

“إن النكاح نوع من الرق، والمرأة رقيقة الرجل، وعليها الطاعة في كل ما يطلبه منها في نفسها”.

وثمة تزويرات عديدة وأقوال فظيعة من نوع :

“وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم الغائط أو لمستم النساء، ولم تجدوا ماء فتيمموا صعيداً طيباً فامسحوا بوجوهكم
وأيديكم …”

لقد تساوى الغائط والمرأه في احتمالات التدنيس .

………………..

واليوم وأنا أحاول الاستماع إلى كل أنواع الآراء، وأقرأ كل أنواع “الواقع بيدي” من تحليلات، لكي أفهم هذه اللعنة التي لا يمكن فهمها تماماً، وهي “التآكل الذاتي” هذه التسمية التي اعتبرها واحدة من أسماء الحروب العربية – العربيه .

ما الذي نفهمه من حرب اليمن، ومن الحرب السورية، والليبية والآتي على نفس الطريق؟ هل يكفي فهم الإقليم، ومشاكله؟ هل يكفي لوم أمريكا؟ هل النفط والسلاح؟ هل غرق القادة وغفلة الشعوب؟

وأنا منهمك في هذا بحثاً عن ” القطبة الخفيه ” في أسباب الحروب … أكتشف هذا النص الذي يجعل سلالة حربية أمريكية تتحكم بالربع الأخير من القرن العشرين وآثار هذا التحكم ممتدة الى الربع الأول من القرن الواحد والعشرين… وأبعد !

مايلي… نص لجد جورج بوش الأب من كتاب بعنوان “حياة محمد” كتبه عام 1831

“ما لم يتم تدمير امبراطورية السارزن (العرب) فلن يتمجد الرب بعودة اليهود إلى وطن آبائهم”.

جورج بوش التسعينات خاض حرباً ضد العراق. ولتحرير الكويت.

قال عنها شوارزكوف ، وزير دفاع أمريكا ، مخاطباً شارون الغاضب لأن إسرائيل قصفت بالصواريخ العراقية ولم يسمح لها بالرد: “أيها العزيز أنت تعرف أن هذه الحرب خيضت من أجلكم أولاً . لقد دمرنا لكم واحدا من أقوى الجيوش العربيه”.

ثم يأتي جورج بوش الابن (الحفيد أيضاً) ليكمل تدمير العراق بحرب شاملة 2003 ومنها تدخل المنطقة كلها إلى سياسة ملء الفراغ….ولكن بالجثث، والكتل الإسمنتية المنهارة ، والنسيج الاجتماعي المتهتك .

سأطوي صفحات القراءة ، ريثما أحصل على كتاب أثار فضولي عن جورج دبل يو بوش (الابن) بعنوان “ثقافة الزبالة” . والكتاب يبحث في مكونات وعي الرئيس في كل النواحي من الوجداني إلى السياسي.

أبحث عن هذا الكتاب لأعرف الأسباب الصغيرة أيضاً والمفاجئة لهذه الحفلة من (جنون البقر).

في المحكمة الدولية في ستوكهولم التي انعقدت جلساتها عام 1981 من أجل التحقيقات في غزو السوفييت لأفغانستان.. قدم أحد الزعماء الدينيين( جماعة بن لادن ) شهادته كلها بسطر واحد:

“الشيوعيون ألحقوا العار ببناتنا…

لقد علموهن القراءة والكتابة” !

إن آل بوش وآل سعود ، وآل الغزالي والسيوطي وابناء لادن …وما لا نعلم من الآلات والابناء ـ حكام العالم العلوي والسفلي ـ المعنويين والسياسيين…ما هم إلا جنرالات حروب ستؤدي في النهاية إلى تدمير البشرية .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى