ثُلاثيّة أردوغان على نار الجوار العربي…
يبدو أن الطاقم الاستشاري العامل مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مهتم جدا وبشغف شديد لإكمال التفاعل والمصالحة مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بعد لقاء لأكثر من نصف ساعة حصل بين الزعيمين على هامش افتتاح كأس العالم في قطر في الوقت الذي ظهرت فيه مؤشرات تعزز القناعة بأن القصر الجمهوري التركي وفي سباقه مع الأحداث يسعى إلى تصفير الخلافات قدر الإمكان مع دول الجوار العربية خصوصا بالرغم من كل مؤشرات التصعيد.
ويعتقد خبراء يراقبون عن كثب الخطط التنفيذية لطاقم الرئيس أردوغان أنه حدّد ثلاثة أهداف في هذا السياق ينبغي تحقيقها خلال الشّهرين المُقبلين في أبعد تقدير.
وهي أولا: أنهاء ملف المصالحة مع مصر والرئيس عبد الفتاح السيسي مع استعداد سريع لتهيئة الأرض لاستقبال السيسي في أنقرة أو زيارة أردوغان نفسه إلى القاهرة حيث نشاط دبلوماسي وأمني تحديدا مباشر يبحث باسم الجانبين الآن الكثير من التفاصيل وحيث إجراءات مباشرة اتّخذتها السلطات التركية في إيقاف عمل عدّة مؤسسات إنسانية وإعلامية تتبع معارضين مصريين ومن الإخوان المسلمين لكن بصمت في الأسابيع القليلة الماضية.
وثانيا: يسعى الرئيس أردوغان وطاقمه إلى تحديد سقف زمني فاعل قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة لتطوير ملف تقارب مع الدولة السورية أيضا.
والتصوّر هُنا أن الأزمة الحالية العسكرية والأمنية على الحدود التركية مع شمالي سورية تُدار بريموت كونترول سياسي من طراز رفيع بمعنى أن هدف التصعيد التركي ليس أمنيا فقط بل التوصل إلى إمكانية تنظيم حلقات تواصل ثنائية مباشر مع الحكومة السورية والوصول إلى تفاهمات حدودية وأمنية معه بصيغة مباشرة بدون أطياف معارضة مسلحة وبدون حتى الدول الكبرى.
وهُنا يتكرّس الانطباع بأن الرئيس أردوغان يتجهّز لمقايضة سياسية تنتهي باستخدام التأزيم الحالي في المناطق الكردية للوصول إلى صفقة ما مفصلة مع سورية وهي صفقة تدعمها عن بعد موسكو وترحب بها وثمة انطباع بين عناصر الجهاز الاستشاري للرئيس التركي هنا بأن استبعاد اقتحام شمال سورية بعملية عسكرية برية قد يكون ثمنه مصالحة مع الدولة السورية ويبدو أن السلطات التركية وضعت تصوّر ما لتحقيق هدف محدد هو عقد لقاء قمّة بين الرئيس أردوغان والرئيس السوري بشار الأسد قبل شهر نيسان إبريل المقبل إذا ما تيسّر ذلك والمعنى قبل الانتخابات البرلمانية والرئاسية التركية.
في الخطوة الثالثة اجتهد أردوغان خلف الكواليس في زيادة جرعة التواصل مع السعودية وحصرا مع حلقات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان حيث تم إرسال وفود متعددة استشارية ومجموعات من رجال الأعمال أيضا بعدما حظيت تركيا بضوء سعودي أخضر للبحث عن حصّة لها في مشاريع نيوم الضخمة.
لكن في الأثناء وبالمقابل يزور الحج السعودي اسطنبول قريبا في إطار الحرص على توثيق بروتوكولات تعاون في بعض مجالات الاختصاص وهي زيارة تنظر لها السلطات التركية باعتبارها جزء من منظومة استعادة العلاقات والتطبيع بين الجانبين.
صحيفة رأي اليوم الألكترونية