جارنا كوكب صالح للحياة؟
أرض أخرى قد تكون الآن بحالة دوران حول أقرب نجم يجاور مجموعتنا الشمسية، وقد أعلن علماء الفلك، أمس، اكتشاف كوكب يدور حول نجم «بروكسيما سنتوري»، جارنا الأقرب، وهو متواجد في موقع يسمى «المنطقة المعتدلة»، حيث درجات الحرارة فيها ليست ساخنة جداً ولا باردة جدا، أي أن إمكانية وجود الماء السائل على سطحه مرتفعة، ما يزيد من احتمال قابليته لاستقبال الحياة.
وكشفت ملاحظات العلماء خلال السنوات الاخيرة، وخاصة من قبل بعثة «كيبلر» لتقصي الكواكب التابعة لوكالة «ناسا»، وجود عوالم بحجم الأرض في جميع انحاء المجرة، وهو أمر يبشر بالخير، خاصة أننا قد نتمكن في يوم من الايام، بعد عقود من الآن، من الوصول إليها. فهي تبعد عن الأرض مسافة 4.2 سنوات ضوئية، أو 25 تريليون ميل، وهي مسافة تعتبر قريبة نسبيا من حيث المعايير الكونية.
وجاء في الورقة البحثية التي نشرت في عدد الأسبوع الحالي من دورية «نيتشر»، أن دراسات مستقبلية قد تكشف عما إذا كان للكوكب غلاف جوي يحتوي على مواد كيميائية تدل على وجود حياة مثل الميثان.
وقال المسؤول الكبير السابق في وكالة «ناسا» بيت وردن خلال مؤتمر صحافي في المرصد الأوروبي الجنوبي لإعلان الكشف الجديد: «السؤال الرئيسي في مبادرتنا هو هل توجد كواكب بها حياة تدور حول هذه النجوم، نعرف الآن أنه يوجد كوكب واحد على الأقل به بعض الخواص المشابهة للأرض».
ويوضح البحث أن الكوكب الذي يبعد نحو 4.2 سنوات ضوئية عن الأرض أو ما يعادل 25 تريليون ميل (40 تريليون كيلومتر)، هو الأقرب من بين 3500 كوكب اكتشفت خارج المجموعة الشمسية منذ العام 1995.
الكوكب الموجود في غسق دائم، وبرغم أن نجمه القزم الأحمر لا يمده إلا بجزء ضئيل من الضوء بالمقارنة مع شمس مجموعتنا، إلا أن درجة حرارته قد تكون كافية ليتمتع بمناخ مناسب لنشوء حياة. ويوضح العلماء أن الحيوانات والنباتات على هذا الكوكب ستتمتع بأشكال تختلف عن حيوانات كوكبنا ونباتاته، نظراً للظلام الدائم الذي يسوده، وستبدو اوراق الشجر بلون اسود كأنها محروقة، كما أنه من الجائز أن توجد كائنات حية غريبة على الكوكب.
صحيفة السفير اللبنانية