شرفات

جامعة الأندلس الطبية : صممت في بنسلفانيا، وسورية الأحق بها !

عماد نداف

اختزل الدكتور المهندس زهير يوسفان ، وهو أحد رجال الأعمال السوريين المعروفين ، اختزل المسألة بعبارة واحدة، وكان يمكن أن لا يهتم للبوح بها لأنه ليس بحاجة لإطراء من أحد، لكنه يريد أن يصل إلى المعنى ، والمعنى كبير، وكبير جداً، في عرف الانتماء الوطني الذي نبحث عنه!

سأتأخر قليلا في ذكر العبارة التي أثارت اهتمامي، وأتحدث عن الجامعة التي بنيت على تلة ساحرة في منطقة القدموس ، فالجامعة صرح كبير بدأ كفكرة حيوية، ثم تحولت الفكرة إلى واقع، وبدأت تتسع ، وملئت بالطلاب السوريين الذين جاؤوا من مختلف المحافظات السورية بالآلاف.

وهذه الجامعة كانت ثمرة اتفاق بين مجموعة من الأطباء السوريين في المهجر، والهندسية للمنشآت التعليمية في سورية. وهو اتفاق لحمته وسداه، الرغبة في إنشاء أقنية لنقل المعرفة المتطورة بمجال الطب والصحة والتعليم.

ويقول التعريف بهذه الجامعة إنها تتربع “على إحدى قمم جبال منطقة القدموس، ذات الطبيعة الساحرة، والمناظر الخلابة. تحيط بها مجموعة من القرى الغافية على السفوح، المتدثرة بثوبين من جلال وجمال.

أما ارتفاعها عن سطح البحر فهو بحدود 850 متراً، فقد منحها جوّاً معتدلاً وهواء نقيّاً، تزيده أشجار الصنوبر صيفاً برودةً ونقاءً، وتسعى جامعة الأندلس، من موقعها الجغرافي المميز، نحو غاية علمية مميزة؛ هي تعميق التواصل مع المصادر العلمية المتطورة، في مجال العلوم الطبية، من أجل رفع مستوى الصحة العامة. وتستعين على تحقيق هذه الغاية بكلّ ما من شأنه أن يسهم في تحقيقها، ولاسيما الأداء العلمي المميز، والتدريس باللغتين العربية والإنكليزية.

وعندما دعتنا الجامعة إلى نشاط ثقافي مضمونه مهرجان قصصي لمجموعة من كتاب القصة في اتحاد الكتاب العرب، لم نتوقع أن يكون الحضور بهذا الحجم، ومع ذلك تحولت المفاجأة إلى سلسلة مفاجآت أخرى، لها علاقة بالتنظيم والدقة، واحترام الضيوف، وتأمين سبل الراحة لهم، والأهم الإصغاء جيدا لما تمت تقديمه في هذا النشاط .

وأثناء عودتنا من رحلة إلى سد قريب من الجامعة، توقفنا للتعرف على الدكتور المهندس زهير يوسفان، وكان في مشوار مسائي على قدميه على كورنيش مدينة القدموس، وصافحنا باحترام وترحيب ، ثم أطلق عبارة واحدة، وهو يصغي إلى إشاداتنا بهذا الصرح :

ــ هذه الجامعة صممت في مدينة بنسلفانيا في أميركا، لكنني قلت : مكانها سيكون في سورية !

تلك هي العبارة التي تحمل المعنى الكبير الذي نبحث عنه ، وقد جاءت مختزلة، لكنها رسالة غنية في مضمونها، واضحة في معناها، تقول لجميع السوريين في كل مكان في هذا العالم، وبغض النظر عن ظروف الإغتراب أو الهجرة، أو طبيعة الحياة الصعبة في سورية هذه الأيام، فإن الرسالة هي من القلب ، وتقول ، تماما كتلك العبارة التي أطلقها الدكتور يوسفان:

إن كل منجز يمكنهم التفكير به في أنحاء العالم مكانه هنا، في سورية !

 

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى