جبهة أمريكية (ضد حماس) والمستهدف تصفية القضية الفلسطينية !!…إضافة إلى السلاح والعتاد والذخائر وحاملة الطائرات والدعم الاستخباراتي و و و و آلخ، فإن أمريكا تسعى الآن إلى الإنخراط العملي في تحقيق هدف الجرائم الإسرائيلية على غزة والمتمثل بـ ( القضاء على حماس) و أهم أساس يتحرك من أجله وزير الخارجية الأمريكية بلينكن في المنطقة هو إقامة (جبهة ضد حماس) ويبدو انه يسعى بوقاحة إلى ضم دول عربية إلى هذه الجبهة معتمدا على التوصيف الإسرائيلي الأمريكي لحركة حماس بأنها (داعش). وفي عرف العالم داعش يجب القضاء عليها. ويبدو أن المقصود والهدف الأمريكي الصهيوني هو القضاء على القضية الفلسطينية عبر القضاء على المقاومة النشطة الآن والمؤلفة من جميع الفصائل المنخرطة في المعركة مع حماس.
نتنياهو وبعد إطمئنانه للدعم والانخراط الأمريكي معه ضد المقاومة الفلسطينية، أطلق لجنونه المجروح المكسور والمذل والمهان العنان لقصف وحرق وتدمير للحياة والأحياء والحجر والبشر في غزة. نتنياهو يمارس جريمته تحت شعار انه بعد تدمير المقاومة شعباً وارضاً وقضية، سيقدم للعالم صورة مختلفة و مغايرة لـ (الشرق الأوسط). ويبدو انه يقصد او يتوهم أنه سيصل إلى شرق أوسط لا مقاومة فلسطينية فيه ولا حقوق فلسطينية ولا قضية فلسطينية، أي أن المجروح والمهان يتوهم انه سيقضي على القضية الفلسطينية بالهمجية العسكرية وبالجرائم ضد الإنسانية و بالدعم السياسي والعسكري و الاستخباراتي من أمريكا والغرب الصهيوني. أنه ( جنون المذلول المجرم) يريد شرقاً أوسطَ على شاكلته.
في هذا الإطار لم ينتبه الوزراء العرب إلى أن اصرارهم على إدراج عبارة ( منظمة التحرير هي الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني) في البيان الصادر عن اجتماعهم حول غزة، لم ينتبه الوزراء العرب إلى أن الأمريكي فهم من هذه العبارة تخلياً من الحكومات العربية عن حماس (لأنها ليست ضمن منظمة التحرير الفلسطينية) وعن المقاومة الجارية الآن في غزة.و هذا حسب الفهم الأمريكي يفتح المجال لواشنطن لأن تتقدم أو تدعو هذه الحكومات للانضمام إلى ما تقترحه حول (جبهة ضد حماس) وحتى الآن هناك مواقف تجاه هذه الجبهة، منها مواقف غربية أوروبية أمريكية تتصف بأنها مؤيدة ومنخرطة عبر ( فعل صارخ ) عالى الصوت، كما أنه يخشى أن يكون لبعض الدول الإقليمية والعربية إنخراط في هذه الجبهة عبر (فعل صامت) أو (فعل موارب)، خاصة وأن البعض يتوهم أن في ذلك استقراراً وأمناً لكراسيهم وحكمهم.
مقابل استراتيجية ( وحدة الساحات ) التي أعلنها محور المقاومة، وما زال يهدد بها، تسعى الادارة الأمريكية إلى (إسكات الساحات) الأخرى، و إلى (الاستفراد بغزة) وحدها. تكمن وراء ما أعلنه بلينكن من إنشاء(جبهة ضد حماس) عملية صهيونية أمريكية تهدف إلى (إنهاء القضية الفلسطينية) كلها ليتحقق ما أعلنه نتنياهو عن (شرق أوسط مختلف). فهل سأل العرب أنفسهم عما يعني هذا الشرق الاوسط المختلف؟؟؟ وهل سيستمرون بدعم أهل غزة بالتصريحات السياسية والمتطلبات الكلامية؟؟؟؟ وإلى متى سيتغافل العرب عن ما يخططه الصهاينة لإسقاط العروبة وتشتيت الواقع العربي المشتت؟؟؟ و كم سنستمر في تضييع قوتنا العربية بالتصرف كدول فرادى بينما الصهاينة يستهدفوننا كأمة متكاملة؟؟؟ ألم يعلمنا “طوفان الأقصى” أن إسرائيل بكل ما وراءها ليست عصية و لا محصنة ضد الهزيمة و أن العرب قادرون على الإنتصار إذا قرروا و خاصة إذا توحدوا ؟؟؟؟