جبهة لبنان ستُفتَح.. ماذا قِيل للقاهرة والدوحة؟
بالنسبة للقرار المركزي في حركة حماس وتحديدا في الجناح العسكري وبعد التوافق مع القيادة السياسية داخل قطاع غزة وخارجه تم تحديد ما يمكن وصفه ب”خارطة طريق” تنظم التصعيد عندما يحين وقته وتحدد كيفية التعامل عسكريا مع العدو الاسرائيلي إذا ما زادت معدلات التحرش بالشعب الفلسطيني و بالمقاومة وبقطاع غزة في الأسابيع القليلة المقبلة.
ويبدو حسب السيناريو المرسوم أن وجهة نظر الأجنحة العسكرية في المقاومة تشير إلى أن 4 حالات رئيسية لا يمكن تجاهلها في حال حصولها.
بمعنى أربع خطوات يتخذها العدو الاسرائيلي ستعني وفورا ودون تردّد إعلان الحرب والاشتباك العسكري دون تحديد صيغة هذا الاشتباك من جهة حركة حماس وفصائل المقاومة على الأقل.
ويبدو أن هذا السيناريو تم إبلاغه لكل من مصر وقطر على هامش الاتصالات التي جرت مؤخرا عند مسيرة الاعلام الاسرائيلية يوم الأحد الماضي حيث اتصالات مكثفة قالت مصادر في حركة حماس إنها لم تكن السبب وراء عدم إطلاق الصواريخ من جهة كتائب السلام على العدو الإسرائيلي.
لكن تلك الاتصالات بعدما حقّقت مكاسب سياسية للمقاومة ذهبت باتجاه إبلاغ المصريين تحديدا بالسيناريو المُشار إليه.
حدّدت المقاومة أربعة أحداث إذا ما حصلت ستعني بالضرورة ودون تردد اطلاق العمل العسكري والتصعيد مع العدو الاسرائيلي.
الحالة الأولى هي تنفيذ العدو لما يهدد به من اغتيال أي قيادي في حركة حماس أو حتى في المقاومة الفلسطينية وتم إبلاغ المصريين على الأقل بوضوح في هذه الجزئية بأن أيّ حادثة اغتيال تنفذها الأجهزة الإسرائيلية داخل فلسطين أو خارج فلسطين المحتلة سيتم التعامل معها بنفس المعيار بمعنى ان اغتيال اي قيادي يدفع حركة حماس في اي مكان في العالم او داخل قطاع غزة أو داخل الأراضي الفلسطينية والضفة الغربية سيعني أن حركة حماس ستدخل في الحرب.
وبالتالي الأمر واضح وعلى أساس عدم وجود فارق بعد الان عند حماس على الاقل عند اغتيال أي من قيادي من قادة المقاومة سواء في فلسطين المحتلة أو خارجها وهذا ما طُلب من المصريين إبلاغه للإسرائيليين بصورة واضحة.
في الحالة الثانية التي تستوجب الاشتباك العسكري وفورا هي ارتكاب مجزرة او مذبحة في أيّ من بلدات أو قرى او مناطق الضفة الغربية مثل مخيم جنين أو غيرها تحت ستار المداهمات والاعتقالات.
وفي حال حصول عدد كبير من الضحايا الفلسطينيين أبلغت كتائب المقاومة أنها ستشتبك وتطلق النار و فورا ودون اي تردد ويأمل المستوى السياسي في المقاومة هنا أن يردع مثل هذا الابلاغ عبر القنوات المصرية الاسرائيليين ويدفعهم لاجراء حساباتهم قبل الاستمرار في عملية العقاب والإعدام الجماعي بعد الآن.
وهو ردعٌ ليس من الواضح ما إذا كان سيحقق أهدافه في ظل جنوح اليمين الاسرائيلي الملموس نحو اليمين وفي ظل تحوّل إسرائيل إلى دولة مستوطنات.
وفي الحالة الثالثة تلك التي تصر على انتهاك حرمة المسجد الاقصى لمرة إضافية أو السماح لليهود بالصلاة داخل المسجد الاقصى وبشكل جماعي وهي حالة قدرت الاجنحة العسكرية بانها تنطوي على تحذير بعد الان يعني ان فرصة الحرب هي كبيرة وان الاشتباك قائم لا محالة.
وفي الحالة الرابعة تنفيذ اي قصف جديد على قطاع غزة و هنا سيكون الرد فوريا وسريعا وبدون تحديد زمان أو مكان كما كان يحصل في الماضي.
ويبدو أن خطة الاشتباك ضمن السيناريوهات الأربعة لا تاخذ بالاعتبار حسب توصيفات مصادر في حركة حماس اقتصار الاشتباك على قطاع غزة حيث ساحة لبنان هنا مؤهلة للمشاركة في أي معركة قادمة.
وحيث وجود عسكري لوجستي لكتائب المقاومة في عمق الجنوب اللبناني كما أن أي رد عسكري من حماس ليس بالضرورة التعريفات التي تم ابلاغها للاوساط السياسية في الحركة يعني الحرب المفتوحة والشاملة وليس بالضرورة أن يعني بعد الآن إطلاق صواريخ على مدن اسرائيلية بل قد يعني تحقيق اختراقات وعمليات عسكرية متنوعة وفي أكثر من طريقة وليس بالضرورة عبر القوة الصاروخية بعد الآن وهي معلومة علم بها المصريون تحديدا تردّد أنها أربكت الجانب الإسرائيلي وأوحت بأن لدي كتائب المقاومة والجناح العسكري مفاجات وأسلحة جديدة وقدرة عملياتية محددة على الاختراق وخصوصا في غلاف قطاع غزة حيث المستعمرات التي تعتبر دوما مستقرة.
صحيفة رأي اليوم الألكترونية