جحا في القصر …
وأما بعد ..
عاش جحا سعيداً مدللاً في رحاب القصر الكبير .. يتنقل بين أرجائه الواسعة .. ويقابل الملك رحيم من حين الى حين .. ليخبره بما يراه عقله الراجح الحكيم .. حول قضية تتعلق بالعرش والبلاط .. وما توقعاته اذا فعل كذا أو عاقب هذا او عين ذاك ..
وكان جحا يحك رأسه بروية .. مقدماً المشورة والنصيحة بروح صادقة أخوية .. والملك رحيم يجزل له العطاء .. وجحا سعيد بالرفاه الذي حصل عليه ، والرخاء .. وهو بدوره يدلل دابته ، ويوفر لها طيب الطعام والماء.
وشعر جحا بالأمان واستطاب له المكان .. ونسي مصائب الرعية .. من فساد وفقر وغلاء واختراقات أمنية !! واستمتع بعشرة المسؤوليين واستطعم متعة الرفاهية .. فكبر كرشه ونسي شعبه .. ودخل في متاهة المسؤولية ..!!
واذا بيوم أتى اليه جاره عصام .. مع وفد من رجال الحي .. يقدمون اليه التبريكات .. باعتبار جحا أصبح مسؤولا كبيرا .. وعلى الملك رحيم مشير .. فاستقبلهم جحا بالترحاب ودللهم ودلل معهم الدواب ..
فقال عصام : يا جاري العزيز .. سعيدون نحن بالحي بمنصبك الجديد .. وأرسلنا أهل الحي بالنيابة .. لنبارك لك ونطلب منك المعونة .. ونسألك أن تطلب من الملك أن يكف عنا رجال المخفر والخفير .. فهم على محلاتنا كالديوك رقباء .. ينتظرون حتى يخرج من عندنا الزبون ليطلبوا نسبتهم من البيعة .. ونحن نسأل مقابل ماذا ؟؟!!! فيقولون للدفاع عنكم والحماية .. !!
واذا لم نلبي الطلبات .. يشحطوننا الى المخفر ليسمعونا الويلات .. انهم نهمون طماعون .. وعلى رزقنا رقباء .. وفي لقمة عيشنا شركاء ..
فقال جحا :
حسنا حسنا يا جاري .. دعني أنظر في القضية .. واستبشر مني خيرا .. لما فيه مصلحة الرعية ..
وبعد مشاروات مع حاشية الملك رحيم .. أرسل جحا الى جاره عصام رسالة تقول …..!!!!!!!
(يتبع …. )