جديد المجتمع المدني السوري : جمعية عين الفنون !

خاص :

في محاولة جريئة لتنشيط فعاليات المجتمع المدني في العاصمة السورية ، بدأت ((جمعية عين الفنون )) الجديدة باكورة نشاطها في دمشق من خلال حوار ساخن ، كسر حدة المقدمة التي قرأتها السيدة ديانا جبور مقررة الجمعية عن أن الجمعية تريد أن تكون صوتا خافتا للفن في المجتمع المدني من خلال نشاطات متعددة على أكثر من صعيد قد يكون بينها الغنائي والمسرحي والفضاء الحواري .

كان اللقاء يتعلق بالمعايير الفنية والحرب . قدم فيه المداخلات الرئيسية كل من الباحث الدكتور صلاح صالح، والفنان المسرحي فايز قزق، والكاتبة ديانا جبور، وحضره عدد كبير من نجوم الفن والثقافة والصحافة في دمشق من بينهم : دريد لحام ، المخرج محمد ملص، طاهر ماملي، مصطفى الخاني ، الدكتور طلال معلا ، منى كردي..

المداخلة الأولى للدكتور صلاح صالح ذهبت إلى التنظير للحالة التي تعيشها الثقافة من خلال النموذج الروائي، فالفن كما قال يلتقي مع الحرب باعتباره تطرفا ، والحرب في سورية لاتزال قيد الحدوث، وفي القابل فإن الفنون لاتزال قيد الحدوث أيضا. وذهب الدكتور صالح بعيدا في تأطير مداخلته بالقواعد النظرية للنقد والمجتمع والرواية وعرج سريعا على القصة والقصيدة والدراما التلفزيونية، وهذا ما أثار الانتقاد لطريقته في التعاطي مع الموضوع دون إن يتحدث عن النماذج المعاصرة أو عن الظروف التي يعيشها الفن وتعاني منها الثقافة .

الفنان المسرحي فايز قزق قدم الصورة الأخرى الأكثر وضوحا ومباشرة وتماسا مع الواقع فهاجم أداء وزارة الثقافة، وقال إنها بمثابة وزارة للدفاع لم تؤد دورا فاعلا خلال الحرب، واتهم الفنون التلفزيونية بأنها أخذت المسرح لأن المال الذي يصرف في التلفزيون جذاب ، وكان قادرا على استقطاب كل الطاقات المسرحية، واستهلاكها في الدراما التلفزيونية..

وأعلن الفنان فايز قزق إنه لايريد مظاهر ذات دلالات معروفة كظاهرة ((برج فندق الفور سيزن)) بدمشق . وإنما يريد برجا للثقافة . وأفصح عن أن هناك محاولات لتغيير الذهنية الثقافية ونسف الثقافة ..

أثار طروحات قزق حوارا ساخنا ذهب فيه المتحدثون إلى الحياة السياسية والفساد في الفن والاقتصاد وإلى الحريات وإلى الفجوات الموجودة في الحياة اليومية للسوريين والتي كانت سابقا مدخلا لاختراق كبير لبنية المجتمع السوري . كما هوجمت دائرة الرقابة في التلفزيون السوري ، وانتقد أداؤها بقسوة ووضوح خلال طرح نماذج لأدائها تدل على نوع من الابتزاز الذي يتناقض مع الدور الحقيقي لأعمالها .

وتساءل الحضور عن سبب انكفاء الفنان دريد لحام والمخرج محمد ملص عن الحديث، فوعد دريد لحام بالحديث في المرة القادمة نظرا لحالته الصحية، فيما اختتم المخرج محمد ملص المداخلات بعبارات موجزة قال فيها إن الهم الوطني يتجاوز هموم الأفراد . وأننا نحتاج إلى لقاءات ليس للتعبير عن مشاكل وإنما للتعبير عما نود تحقيقه !!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى