فن و ثقافة

‘جرار الرّوح’ تفيض باعمال محملة برموز مصر القديمة

‘جرار الرّوح’ تفيض باعمال محملة برموز مصر القديمة… الفيوض الإنسانية، وقبول الآخر، كانت هي الفلسفة التي دارت حولها لوحات المعرض الجديد للفنانة التشكيلية المصرية، مني حمدي، والذي يختتم الخميس، بغاليري وهبة في ضاحية الزمالك بالعاصمة القاهرة.

المعرض الذي حمل عنوان “جِرَارٌ الرّوحِ” احتوى على 43 لوحة دارت في فلك الرسائل الإنسانية والرموز والعناصر المستلهمة من الحضارة المصرية القديمة، وجميع الأعمال الفنية بالمعرض، جاءت كنتاج رحلة قامت بها الفنانة منى حمدي، لمدينة الأقصر الغنية بمعابد ومقابر ملوك وملكات ونبلاء ونبيلات مصر القديمة، في صعيد مصر، وتجولها وسط معابد ملوك وملكات مصر القديمة، ووقوفها وسط أفنية المعابد الضخمة، ورؤيتها لمظاهر عظمة خلود الحضارة المصرية، وتاريخها، ومعالمها، بجانب تعرفها عن قُرب على المعالم الأثرية المصرية الضاربة بجذورها في أعماق التاريخ، واطلاعها على ما يرتبط بتلك الحضارة من القصص والحكايات المختلفة التي تقترب في تفاصيلها من الأسطورة، والتي تأثرت بها كثيرا، حيث يظهر ذلك التأثر جليا في معرضها ” جِرَارُ الـرّوْحٍ” والذي حاولت من خلاله استعادة روح ورموز وحضارة مصر القديمة برؤية فنية معاصرة، وذلك بحسب قولها.

وحول مفردات وموضوعات أعمالها بشكل عام، قالت الفنانة مني حمدي لـ”ميدل إيست أونلاين”، أن تلك المفردات والموضوعات، في تغير مستمر وأنها كثيراً ما تكون من نتاج التجارب اليومية التي تعيشها، وأنها تحب دائما خوض التجارب الفنية الجديدة، حيث تارة تستخدم مفردات من التاريخ مثل التي معرض “جِرَارُ الـرّوْحٍ”، ومعرضها السابق الذي حمل عنوان “ملامح زمن”، فهما، أي المعرضين، نتاج تجارب لها علاقة بالسفر والقراءة في التاريخ المصري القديم.

ولفتت إلى أن الأعمال التي سبقت المعرضين الأخيرين، كانت نتاج التجارب شخصية لها علاقة بمواجهة مخاوفها الشخصية وحياتها، فكانت العناصر وقتها مستلهمة مما يدور في عقلها الباطن وما مرت به من تجارب يومية، لافتة إلى أن الفن بالنسبة لها هو المنفذ الدائم للتعبير عن افكارها ومشاعرها، وهو البوابة التي تصل افكارها للعالم من خلالها، وهي جسرها للتواصل مع الآخر.

وحول رؤيتها لحاضر ومستقبل الحركة التشكيلية ببلادها، أكدت الفنانة التشكيلية المصرية، أن بلادها شهد الآن حركات تشكيلية جديدة وتحركات كبيرة في الأوساط الفنية، وأن أنواعا جديدة من الفنون الحديثة ظهرتمن خلال المعارض التشكيلية في مصر، ومصر تشهد الكثير من عروض الفن المعاصر، بجانب انتشار الفن في الشوارع في تفاعل حي ومباشر بين الفنان والمتلقي، معتبرة أن ذلك يُعدُ خطوة رائعة سيتغير بعدها المشهد الفني، ويكون أكثر تواصلا وقربا من الحركة التشكيلية العالمية.

وحول رؤيتها لحضور المرأة بالمشهد التشكيلي، قالت بأنها تعتقد أن المرأة اليوم قد تخطت الكثير من العقبات في الكثير من المجالات بوجه عام، وفي الفنون التشكيلية بوجه خاص، وأنه قد أصبح للمرأة دور فعال في المشهد التشكيلي، حيث نجد أن أعداد الفنانات التشكيليات اللاتي يشاركن بالحركة الفنية، تفوق أعداد الرجال، وأن ذلك يأتي بجانب ارتفاع أعداد الأكاديميات والطالبات في الكليات الفنية، مثل كليات الفنون الجميلة، والفنون التطبيقية، والتربية الفنية، وأن ذلك بات يُبشر بأن وخلال الأجيال القادمة سيكون للمرأة حضور اقويفي الحركة  التشكيلية، وبالتالي فسوف نشهد الكثير من الطروحات الفنية التي تخص المرأة بوجهات نظر أنثوية.

يذكر أن منى حمدي، هي فنانة تشكيلية مصرية، درست فنون الغرافيك بكلية الفنون الجميلة بالزمالك، كانت قد شاركت في عدد من الملتقيات والمعارض الفنية الجماعية في مصر، واقامت أول معرض شخصي لها في كلية الفنون الجميلة بمدينة الأقصر، وقد نالت العديد من الجوائز، ولها مقتنيات فنية في مصر وعدد من البلدان الأجنبية بينها: مقتنيات مصر إيطاليا وكوريا الجنوبية وتايوان واليابان وتركيا والمكسيك.

 

ميدل إيست أون لاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى