كتب

‘جريمة في رام الله’ تلغي الحدود بين حيوات متعددة

تتحدث الرواية الجديدة “جريمة في رام الله” للكاتب الفلسطيني عباد يحيى عن واقعة قتل تحدث في عام 2012 تكون بالنسبة إلى ثلاثة أشخاص نقطة مفصلية لتبدأ حياة أخرى لهم.
والرواية الصادرة عن منشورات المتوسط في إيطاليا لا يمكن الإجابة فيها بسهولة على سؤال كيف ومتى بدأت أحداثها، ولكن حادثة قتل شابة أصبحت بؤرة كل شيء. فقد أدرك أبطال الرواية الثلاثة رؤوف، ونور، ووسام، أن الجريمة ستكون أهم حدث في حياتهم، وستدمغ ما قبلها وما بعدها.

تضم “جريمة في رام الله” بحسب الناشر، ثلاث شخصيات شابة من جيل ما بعد الانتفاضة الفلسطينية الثانية، يعيشون مختارين في حيوات متوازية مع كل ما حولهم من مجتمع وسياسية وقضايا كبرى، وحين يحدث التقاطع الوحيد إثر جريمة القتل تبدأ نسخة أخرى مختلفة من حياتهم تتتبعها الرواية بين ماض وحاضر ومستقبل تذوب الحدود بينها.

وقد صدرت هذه الرواية في طبعتين، إحداهما عربية، والثانية فلسطينية، وتأتي هذه الطبعة الفلسطينية – في إطار مشروع تبدأه المتوسط، في سعيِها لتطويرِ إنتاجها، وتسهيل وصوله للقارئ الفلسطيني، وتأكيدًا على شعارها الذي اتخذته منهجا لعملها “معا لنحارب طواحين الهواء”.

وهذا المشروع الذي اتخذت المتوسط قرار البدء فيه منذ مدة بدأ العمل به مع رواية عباد يحيى كي يعطي فرصة لكتب المتوسط أن تكون جزءا من العمل المقاوم لسلطات الاحتلال، من خلال كسر التضييق الذي يفرض على القارئ الفلسطيني، وعلى الكتب الراغبة بالتواجد على الأراضي الفلسطينية، حيث ستصدر طبعة فلسطينية لعدد من كتبها بالتزامن مع صدور طبعتها في العالم العربي.
واتخذت المتوسط لهذا المشروع شعار “الأدب أقوى”، وسيتم توزيع هذه الطبعة بالتعاون مع الدار “الرقمية” في فلسطين.

ومن أجواء الرواية:
صارت الجريمة حديث الجميع، ولكل تحليله، انشغل الناس عن كل شيء بالجريمة، وصار الكل محققين ومصادر مطلعة. كان يمكن وضع عنوان كبير على مدخل المدينة يقول إن المدينة مشغولة، مشغولة بالجريمة.
وفي أطراف المشهد يحلم صحفيون شباب ومبتدئون بخبطتهم الصحفية الكبرى، يحلمون بسبق صحفي في بلد لا جديد فيها. وهؤلاء أنهكوا الشرطة والناس والمحيطين بلوتس وجميع من يبدو وكأنه قريب من الحادثة بالأسئلة ومحاولات الاستمالة والاقتراب واختلاس أية معلومة.
وكلٌّ يجذب الأمر لمساحته، من يحذر من القاتل الطليق ومن يلمّح لانتشار العصابات، ومن يغمز بضعف الشرطة وقدراتها، ومن يحذر من دور للاحتلال. وبلغ التهويل مبالغ غريبة، قيل إنها عصابة غامضة تقتل الجميلات، وقيل إنهم أهلها قتلوها انتصارًا لشرف أهدرته، وقيل إنها أحبت شابًا من غير دينها فقُتلت، وقيل إن عائلتها متورطة في قتل قديم وحان الثأر، وقيل إنهم متطرفون، وقيل إنها متورطة في سوء كبير أفضى بها إلى القتل. كان التأكد من زيف كثير من هذه الأحاديث والأخبار ممكنًا، ولكن أحدا لم يكن يريد أن يتأكد
وعباد يحيى روائي فلسطيني مقيم في رام الله وباحث في علم الاجتماع وصحفي، صدرت له رواية “رام الله الشقراء” 2012، و”القسم 14″ 2014، و”هاتف عمومي” 2015.

ميدل ايست أونلاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى