جميلات وأمهات
جميلات وأمهات … ” حائط مبكى الأم… ولد !”
…………………………………………………………………………
لم يأت ابنها، خارجاً من مشفى السجن الإسرائيلي… بل أتت ساقه المقطوعة نتيجة الإهمال الطبي. وفيما عاد هو إلى السجن. استلمت الأم ساقه النازفة الملفوفة… فكفنتها ودفنتها… ودشنت هذه الام، لأول مرة، أغرب أنواع القبور!
ذات “أم” أخرى…. فقدت ابنها الوحيد في البحر… وعاد إليها جثة منتهكة… دخلت إلى غرفتها معه، ومنعت الجميع من الاقتراب ساعات، ثم خرجت وقالت كلمة واحدة وأخيرة إلى الأبد:
ادفنوه !
ولم تبك بعدها أبداً !
قالت أم أخرى : حكمت المحكمة على ابني مرتين مؤبد، و58 سنة ونصف أخرى .
قالت: أكثر شيء أغاظتني هذه النصف سنة… كيف أحتمل انتظارها؟
……………..
وسئل الشاعر الأمريكي “آمونز” عن أول صورة أو حادثة، يعتقد أنها جعلته شاعراً، فقال :
” كان ذلك حين توفي أخي، الذي يصغرني بسنتين ونصف، ولم يكن تجاوز السنة ونصف .
وجدت أمي، بعد أيام قليلة من موته، آثار قدميه في الباحة، فحاولت بناء شيء حول هذه الآثار لتقيها هبوب الريح !
تلك كانت هي الصورة الشعرية الأقوى التي عرفتها!”
……
ومن بين أصدقائي الشعراء... من كان دائم الترديد لهذا المقطع من قصيدة حسن عبد الله اللبناني :
“أجمل الأمهات…
تلك التي عاد ابنها مستشهداً
فبكت دمعتين ووردة”
وكان أحدنا يعلق عليه : هذه أم غليظة مثلك .
فتمجيد فرح الأمهات بموت أبنائهن، لأي سبب، هو أمر سيء، وتربوياً سيء، وانسانياً ، مخالف للطبيعة.
وبالمصادفة، عندما كنت أسمع الأم الفلسطينية التي عادت ساق ابنها المقطوعة… كان لدي كتاب مفتوح على الصفحة التالية:
اليوم هو عيد المرأة 8 آذار \ مارس
على امتداد التاريخ انشغل بالمرأة عدد من المفكرين ، الإنسانيين ، والإلهيين ، جميعهم ذكور ، وكان انشغالهم لأسباب مختلفة.
تشريحها :
أرسطو : المرأة هي رجل غير مكتمل.
القديس توما الأكويني : المرأة هي خطأ من الطبيعة ، تولد من حيوان منوي في حالة سيئة .
مارتن لوتيرو : للرجال كتفان عريضان ووركان ضيقان ، وهم مزودون بالذكاء.
للنساء كتفان ضيقان ووركان عريضان… كي ينجبن أبناء ويقعدن في البيت.
طبيعتها :
القديس يوحنا الدمشقي : المرأة حمارة عنيدة !
آرثر شوبنهاور : النساء حيوان طويل الشعر وقصير الفكر !
قدرها :
قال يهوه للمرأة ، كما جاء في التوراة : زوجك يسيطر عليك !
وقال محمد مستلهماً القرآن : المرأة الصالحة هي المطيعة !
وهناك ، طبعاً ، أطنان من الهجاء الذكوري للمرأة… إلا أن رتبتها ،كأم، لم يستطع أحد تخفيضها. ومن المؤكد أنه لا يوجد على وجه الأرض أي تعبير عن الحزن، كما هو حال وجه الأم التي فقدت أحداً من أولادها.
وفي هذه الأيام… انتشر وباء جديد في بلادنا، في كل مكان من بلادنا هو……. ” وباء حزن الأمهات” . وهو واحد من أخطر الأوبئة ، إذ يمتلىء الهواء بأرواح ترفرف فوق البيوت ، وتؤرق نوم الأحياء المؤجلين !
…………………..
وثأراً من الصفحة التي قرأتها لكم… هذا الحوار :
سأل رجل إمرأة: لماذا خلقتم جميلات وناقصات عقل؟
فأجابت : جميلات لتحبونا ، وناقصات عقل لنحبكم !