«جنة ونار»: رواية التيه الفلسطيني الى الشاشة

في سياق التحضيرات لتصوير مسلسله التلفزيوني الجديد، زار المخرج الفلسطيني الشاب طارق يخلف المقيم في القاهرة، العاصمة اللبنانية والتقى فيها كاتب السيناريو السوري حسن م يوسف، الذي قطع شوطاً كبيراً في إعداد رواية الكاتب الفلسطيني يحيى يخلف «جنة ونار»، الى سيناريو عمل تلفزيوني مصوّر من ثلاثين حلقة بالعنوان ذاته.

عن سبب تعاونه مع يوسف يقول يخلف: «لا أخفي بالطبع أنني معجب بأعمال كثيرة له مثل «نهاية رجل شجاع» و»إخوة التراب»، وهو ساهم مع آخرين في تفتّح وعيي الدرامي منذ انطلقت الدراما السورية قبل أكثر من عقدين. أما الرواية التي نستلهم منها عملنا، فقرأتها وهي ما زالت مسودة واكتشفت فيها العمل الذي أريد أن أقدم نفسي من خلاله الى التلفزيون، وأعتقد أن حسن م يوسف التقط الخيوط الدرامية التي تعدّ لذلك».

ويصف مخرج «العاصفة مرت هنا»، رواية «جنة ونار» بأنها تقدم قصة إنسانية تحتوي على شيفرة جديدة لحل لغز كبير، ويقول: «عنصر التشويق في السرد أساسي في العمل، فإضافة الى كونها قصة اجتماعية، فإن فيها رحلة بحث مشوقة وجميلة، كما أن مفاتيح حلّ عقدها جديدة، ومن خلال تطريز الثوب الفلسطيني وتاريخه ستتمكن البطلة من حلّ طلاسم هذا اللغز والوصول الى مبتغاها».

وعن العودة بالشأن الفلسطيني الى المربع الأول بوصفه قضية كبرى، وما إذا كان سيشكل عائقاً أمام تسويق المسلسل، يقول يخلف: «نحن هنا بصدد إنتاج دراما إنسانية بالدرجة الأولى، ولسنا بصدد عمل مرافعة سياسية حول القضية الفلسطينية. وما يهمني بالدرجة الأولى هو قضية الإنسان، وليس السياسة المباشرة، فالدراما فنّ رفيع يحكي حكايا الناس وتفاصيل حياتهم وهو يصنع المتعة والإثارة عند الجمهور، وبالتالي أتفهم تخوّف بعض القنوات من المسلسل أثناء التفاوض بخصوصه، ولكن أعتقد أن تنفيذه بشروط فنية عالية سيمنحه جواز المرور». ويضيف يخلف موضحاً: «ما يجمع بين شخصياتنا هو رحلة بحث عن الهوية. ثلاثة خطوط درامية تجتمع في وقت ما لتستكمل كل شخصية رحلتها التي بدأتها بحثاً عن مبتغاها. «سماء» التي تبحث عن أمها بعد أن تكتشف أن من رباها ليس أبويها الحقيقيين، والإنكليزي عازف الكمان الذي يبحث عن أهله الذين أعطوه لجمعية أخذت على عاتقها تربيته وتعليمه في لندن لضيق حالهم وفقرهم زمن النكبة، و»نجيب» الذي يبحث عن انتصار في حياته وهو من عاش انهزامات متتالية، ومعه شريكته «بدرية» التي لم تستطع مصائب الدهر انتزاع جمال روحها وحبّها للحياة. جميعهم ستجمعهم الأحداث في رحلة تسلّل مشوّقة الى فلسطين، لإيجاد أهاليهم في إطار من التشويق والمتعة وفي حلّ كل لغز من ألغاز الحكاية».

ولا يخفي يخلف أن «جنة ونار» هو اسم الثوب الفلسطيني المنسوج في مجدل عسقلان، والبحث عن حائكته يحوي أبعاداً ميثولوجية تختصر التيه الفلسطيني. وحول ما إذا كنا نقف أمام مشاهد صبور يمكنه النظر الى هذا الثوب من زاوية جديدة – تلفزيونياً –، يقول: «نعم هذا صحيح. لغز المسلسل الكبير يقوم على فك الشيفرة من خلال التطريز الموجود على الثوب، وهذا تعتمد عليه «سماء» في رحلة بحثها التي لا تكاد تصل الى نهايتها حتى يتبيّن لها أنها كانت تبحث في مكان خاطئ، ويكون التطريز دائماً عالمها السحري الذي يقربها من الحقيقة، وبالتالي سيكون ثوب جنة ونار أحد أبطال المسلسل المهمّين».

يُذكر أن على قائمة المرشحين لأداء أدوار في المسلسل، كما يخبر طارق يخلف، نجم «آراب آيدول» محمد عساف في دور عازف الكمان، والممثلة الفلسطينية ركين سعد السيلاوي في دور «سماء»، وهناك أسماء أخرى على قائمة الترشيحات مثل اللبنانية كارمن لبس.

ولأمكنة التصوير حظوظها من الشتات الفلسطيني، إذ ستدور كاميرا يخلف في لبنان وسورية والأردن وفلسطين والمملكة المتحدة.

صحيفة الحياة اللندنية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى