جنرالٌ إسرائيليٌّ: الكيان عاجزٌ عن إبعاد إيران من سوريّة وفي الحرب القادِمة سنُواجِه حزب الله مع صواريخ دقيقةٍ تُصيب كلّ بُقعةٍ بالدولة العبريّة وتُلحِق أضرارًا جسيمةً بالعمق

 

تقِف إسرائيل، باعترافٍ من أقطابها وقادتها من المُستويين الأمنيّ والسياسيّ، تقِف عاجزةً أمام تحديين اثنين إستراتيجيين يُواجهانها في الفترة الأخيرة: الأوّل يتمثّل في مُواصلة إيران بالتمركز في سوريّة عسكريًا، الأمر الذي يؤكّد أنّ الاعتداءات التي نفذّتها الدولة العبريّة ضدّ “أهدافٍ إيرانيّةٍ” في بلاد الشام لم تُجدِ نفعًا، أمّا التحدّي الثاني فهو حصول حزب الله اللبنانيّ على صواريخ دقيقةٍ سيستخدِمها في الحرب القادِمة مع كيان الاحتلال، وعلى الرغم من التهديدات الإسرائيليّة والأمريكيّة أيضًا، فإنّ حزب الله، بحسب المصادر في تل أبيب، يُواصِل الحصول على هذا الطراز من الصواريخ الذي يؤرِّق صُنّاع القرار في الكيان ويقُضّ مضاجع أقطاب إسرائيل لأنّ هذه الصواريخ ستزرع الدمار الكبير في كلّ بُقعةٍ من الداخل الإسرائيليّ، كما يُقِّر قادة كيان الاحتلال.

وفي هذا السياق، قال الجنرال في الاحتياط عومر دنك، وهو ضابط سابق في سلاح الجوّ الإسرائيليّ، وخدم في قسم تخطيط المعركة وفي القسم الإستراتيجيّ في شعبة التخطيط التابعة للمُخابرات العسكريّة (أمان)، قال إنّ التهديد الصاروخيّ من جانب حزب الله بات أخطر من أيّ وقتٍ مضى، على حدّ تعبيره.

الجنرال دنك الذي كان يتحدّث خلال مقابلة أجراها معه مُحلّل الشؤون العسكريّة في صحيفة “معاريف” العبريّة، طال ليف رام، عبر إحدى الإذاعات الإسرائيليّة، تطرّق إلى جهوزية كيان الاحتلال الإسرائيليّ لحربٍ في الجبهة الشماليّة، أيْ ضدّ حزب الله اللبنانيّ، بعد اغتيال اللواء قاسم سليماني من قبل الولايات المُتحدّة الأمريكيّة في الثالث من الشهر الجاري، فأشار إلى أنّ الدولة العبريّة ليست قادرةً على إخراج الإيرانيين من سوريّة، وهي ليست قادرةً أيضًا على تقييد وجودهم في المنطقة، كما قال للإذاعة العبريّة ( FM103).

ووفقا لحديثه، فإنّ البديل الإستراتيجيّ الذي سار فيه كيان الاحتلال الإسرائيليّ وصل اليوم إلى طريقٍ مسدودٍ، مُشدّدًا في الوقت عينه على أنّه الآن يجِب إجراء تقدير وضع متجدد وإقرار سياسات إسرائيل الجديدة.

عٌلاوةً على ذلك، طرح الجنرال دنك في مقابلته الإذاعيّة خيارات إسرائيل لإخراج الإيرانيين من سوريّة حسب تعبيره، وهي: أولاً، محاربة الإيرانيين إلى ما لا نهاية، ثانيًا، جباية ثمن من الإيرانيين يجعلهم يرغبون بالمغادرة، وثالثًا وأخيرًا، قال الجنرال دنك، فرض إخراجهم على الروس أوْ على الرئيس السوريّ د. بشّار الأسد، وفقًا لما أكّده للمُحلِّل العسكري ليف رام.

ووافق الجنرال دنك وزير الأمن الإسرائيليّ نفتالي بينت، وقال في هذا السياق: أعتقد بأنّ بينت يُحلّل الوضع بشكلٍ صحيحٍ، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّ إسرائيل بالفعل في طريقٍ مسدودٍ من ناحية قدرة إخراج الإيرانيين من سوريّة، مُضيفًا أنّ وزير الأمن الإسرائيليّ يفترِض أنّ ما لا ينجح بالقوّة، سينجح باستخدام قوّةٍ أكبر، على حدّ قوله.

من جهة ثانية، صرّح الجنرال دنك أنّ الخطوة لمنع تجهّز حزب الله بصواريخ دقيقةٍ هامّةٍ وينبغي تنفيذها، لكن السؤال هو: هل هذه الخطوة تخدم هدفًا قوميًا كبيرًا ولصالح خطوةٍ إستراتيجيّةٍ كبيرةٍ؟، وقدّر أنّ حزب الله سيحصل على صواريخ دقيقةٍ، لافِتًا في الوقت عينه إلى أنّه عندما تستثمر طاقةً كبيرةً جدًا في مسارٍ معيّنٍ فإنّه يكون على حساب شيءٍ آخر.

واختتم الجنرال حديثه بالقول إنّه لا يمكن التنكّر لحقيقة أنّ الاستثمار الإسرائيليّ في المعركة بين الحروب جاء على حساب الجهوزية للحرب، وفي نهاية المطاف، عندما نصطدم بحربٍ مع حزب الله، سيكون ذلك عندما تكون بحوزة الأخير صواريخ دقيقةٍ، على حدّ قوله.

عُلاوةً على ما ذُكر أعلاه، أقرّ كيان الاحتلال الإسرائيليّ وبشكلٍ رسميٍّ وعلنيٍّ، أقّر بأنّه لا يملك منظوماتٍ دفاعيّةٍ تقوم بصدّ الصواريخ الإيرانيّة المُجنحّة (كروز)، والتي يُقدّر كبار المؤسسة الأمنيّة في تل أبيب أنّ طهران ستقوم باستعمالها، وأيضًا حزب الله وسوريّة، في المعركة القادِمة بينهما، لافتةً إلى أنّ استخدام هذا النوع من الصواريخ سيتسبب بخسائر فادحةٍ للدولة العبريّة، وعلى نحوٍ خاصٍّ لمنشآتها الإستراتيجيّة، لذا تُسمَع الأصوات العالية في تل أبيب المُطالِبة بتصنيع منظوماتٍ دفاعيّةٍ تكون بمثابة الجواب الكافي والشافي على التهديد الصاروخيّ الإيرانيّ، كما نقلت القناة الـ11 بالتلفزيون العبريّ عن مصادر وصفتها بأنّها واسعة الاطلاع في كيان الاحتلال الإسرائيليّ.

وفي هذا السياق، أوضحت مصادر أمنيّة وُصفت بأنّها رفيعة المُستوى في تل أبيب، أنّ السيناريو الأسوأ بالنسبة للجمهور الإسرائيليّ هو إطلاق أكثر من ألف صاروخ يوميًا على الجبهة الداخلية بالكيان، مُضيفةً إنّه في المؤسسة الأمنية، يُقدّر المعنيون بأنّه إذا تلقّى الجناح العسكريّ لحزب الله “الضوء الأخضر”، فسيُوجِّه ضربةً واسعةً ليس فقط على الحافة الأماميّة، بل بشكلٍ خاصٍّ إلى عمق إسرائيل بواسطة صواريخ دقيقةٍ بهدف كيّ الوعي لدى الإسرائيليين وإرهابهم وإخافتهم، بالإضافة إلى إلحاق الأضرار الماديّة والبشريّة، كما أكّدت المصادر.

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى