«جنيف» سيبحث تفاصيل «السلال الأربع» … ومعارك البادية تحفّز حراكاً أميركياً
في الوقت الذي أعلنت فيه دمشق إعادة الاستقرار إلى منطقة القابون ومحيطها، وبالتوازي مع حديث عن حشود للجيش السوري وحلفائه لتصعيد هجوم البادية وتوسيعه نحو نقاط جديدة، تنطلق اليوم في جنيف اجتماعات جولة جديدة من المحادثات، التي ينتظر أن تتطرق ــ برغم قصر مدتها ــ بنحو مفصّل إلى السلال الأربع التي اتُّفق عليها سابقاً.
المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، أعرب عن تفاؤله واعتقاده بأن هذه الجولة قد تستفيد من الاتفاق الذي جرى التوصل إليه في أستانا. التفاؤل الأممي جاء مصحوباً بترحيب بدور الولايات المتحدة الجديد، التي أصبحت «أكثر انخراطاً واهتماماً» بعملية التسوية السورية، وفق تعبير دي ميستورا، الذي لفت إلى «نشاط ديبلوماسي رفيع المستوى، يجري خلف الستار».
وفي موازاة ذلك، نفى احتمال انعكاس تصريحات الرئيس السوري بشار الأسد التي «قللت من أهمية المفاوضات» على الجولة، موضحاً أن رئيس الوفد الحكومي بشار الجعفري، قد وصل بالفعل إلى جنيف «مفوّضاً لإجراء مناقشات جادة». وجدد التأكيد أن هذه الجولة ستكون «أقصر وأكثر عملية» ولن تتاح فيها فرص كبيرة «للأحاديث الخطابية».
وقبيل وصولها إلى جنيف للمشاركة في المحادثات، شددت «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة، في بيان نشرته أمس، على «افتقاد (اتفاق أستانا) للشرعية الدولية»، مشيرة إلى «ضرورة أن تلعب الأمم المتحدة الدور الذي حدده لها القرار 2254، سواء من حيث مراقبتها لوقف إطلاق النار أو وضع آليات المراقبة وفرض الامتثال على أطرافه». ورأت أن «مصطلح تخفيف التصعيد قد يسمح للنظام بالاستمرار في ارتكاب الانتهاكات والخروقات»، مجددة «رفض وجود إيران ضامناً في هذه الاتفاقية»، ومطالبة روسيا «بتغيير سياستها… نحو دور محايد على الأقل ما دامت تقدم نفسها راعية للسلام». وفي المقابل، رأى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الأولوية الحالية هي تعزيز اتفاق وقف الأعمال القتالية، معرباً عن أمله أن تدفع «مناطق تخفيف التوتر» التي اتُّفق عليها في هذا الاتجاه. وعلى صعيد آخر، نشرت مصادر مقربة من «مغاوير الثورة» صوراً قالت إنها لآليات أميركية تنتشر في نقاط ضمن الصحراء السورية، قبالة معبر التنف الحدودي مع العراق. كذلك أعلن «القائد العسكري» في «مغاوير الثورة» عبر تسجيل فيديو، أن قواته تواصل تقدمها في غرب البوكمال ضد تنظيم «داعش». وتأتي هذه التحركات في الوقت الذي أفادت فيه عدة مصادر بوصول تعزيزات إلى جبهة ريف دمشق الشرقي، في محيط منطقة بئر القصب، وإلى ريف السويداء الشرقي، بغية التقدم شرقاً نحو عمق البادية، في منطقة تنتشر فيها قوات تابعة لـ«التحالف الدولي». وفي موازاة ما يجري على الأرض، أعلن الديوان الملكي الأردني أن الملك عبد الله الثاني بحث مع قائد القيادة المركزية الأميركية في الشرق الأوسط، جوزف فوتيل، تطورات المنطقة و«الجهود الإقليمية والدولية في الحرب على الإرهاب». وتأتي زيارة فوتيل للأردن بعد اجتماعه قبل أيام مع القيادات العراقية في بغداد، ولقائه رئيس الوزراء حيدر العبادي.
صحيفة الأخبار اللبنانية