جيش الاحتلال بدأ أضخم مناورةٍ تُحاكي حربًا مُتعددة الجبهات مع التركيز على حزب الله وسوريّة ورئيس أركان الاحتلال: لا نعرِف متى تبدأ المُواجهة الحقيقيّة
بدأ يوم الأحد تمرين “السهم- القاتل”للجيش الإسرائيليّ، والذي يُحاكي حربًا متعددة الجبهات في تركيز على الجبهة الشمالية (لبنان وسوريّة)، وشدّدّ الناطق العسكريّ في جيش الاحتلال على أنّ التمرين يهدف لرفع الجهوزية وتحسين القدرات الهجومية لجيش “الدفاع” على كافة المستويات، بشكل متكامل مع تبنّي طريقة عمل، لتحقيق الانتصار بآليات جديدة بين مقرات القيادة الرئيسيّة، وأضاف أنّ التدريب سيستمّر حتى يوم الخميس القادم.
وفي هذا السياق، قال مُراسِل صحيفة (يديعوت أحرونوت) للشؤون العسكريّة، يوسي يهوشواع، إنّ الجيش قلّص العام الماضي حجم التدريبات خاصة لمنظومة الاحتياط، وأيضًا النشاطات العملياتية للتقليل قدر الإمكان من عدد المصابين، لافتًا في المقابل إلى أنّ المناورة الحاليّة هي الأكبر في الجيش الإسرائيليّ في العام 2020، وُوضِحًا أنّها تُحاكي حربًا على الجبهة الشمالية مقابل حزب الله في لبنان، وتتضمن استيعاب قدرات جديدة. كما لفتت الصحيفة إلى أنّ المناورة ستجرى على خلفية التوتر مع حزب الله، والخشية من تدهور الأوضاع، مشددًة على أنّ التمرين يُحاكي حربًا متعددة الجبهات، مع التركيز على الجبهة الشماليّة، أيْ ضدّ حزب الله اللبنانيّ وسوريّة، وفقًا لما نقلته عن مصادر أمنيّةٍ وعسكريّة رفيعةٍ في تل أبيب.
ووفقًا للصحيفة، فإنّ رئيس أركان الجيش، الجنرال أفيف كوخافي، قال لعناصر الاحتياط الكبار الذين سيشاركون فيها إنّ المناورة ستجرى حتى لو بثمن إصابة 1000 جندي بكورونا، لأنّه لا خيار أمامنا، على حدّ تعبيره.
وتابعت الصحيفة قائلةً، نقلاً عن المصادر عينها، إنّ حديث الجنرال كوخافي فاجأ بعضهم، وهم حاولوا تحديه بطرح أسئلة لفهم ما قاله جيدًا، فردّ قائلاً إنّه تمّ أيّام تقليص المناورة، موضحًا أنّه يشارِك فيها آلاف الجنود، أغلبهم جنود نظاميون والباقي احتياط، طبقًا لأقواله.
وأضاف كوخافي: أنا اعرف المخاطر، لكن عليكم التذكر أنّ لا أحد يعلم متى تندلع الحرب، يجب علينا التأكد أنّ جاهزية الجيش الإسرائيليّ فاعلة، سنفعل كل شيء لتقليص المصابين بـ”كورونا”، لكن المناورة ستجرى، على حدّ قوله.
وتابع: حقيقة وجود “كورونا” لا يجب أنْ تشُلّ الجيش، سبق أنْ ألغينا مناورات ويجب علينا تدريب القوات وتحسينها، المسؤولية تقع عليّ وأنا أدير المخاطر، وأهلية الجيش لا يمكن أنْ تمس، حسب تعبيره.
وبحسب الموقع الرسميّ للجيش الإسرائيليّ فإنّه يتحتّم على الجنود والضُبّاط، الذين أُصيبوا بفيروس (كورونا)، البقاء في قواعدهم لمدّة 28 يومًا، لافتًا إلى أنّ الوحدة الطبيّة في الجيش ستقوم على نحوٍ مُستمّرٍ بإجراء تقييماتٍ جديدةٍ على ضوء الارتفاع الحاصل في تفشّي الوباء بهدف فحص إمكانية تغيير الأوامر التي يتعيّن على الجيش الإسرائيليّ العمل بموجبها.
وكانت القناة الـ12 بالتلفزيون العبريّ نقلت مؤخرًا عن قائد اللواء 401، العقيد دودو سونغو، قوله إنّ تجهيز القوّات لمُواجهةٍ مُحتملةٍ مع “حزب الله”، هي حاجة فورية، مُشيرًا إلى أنّه رغم الضربات التي تلقّاها حزب الله في سورية، إلّا أنّه يعود إلى لبنان مع خبرةٍ قتاليّةٍ كبيرةٍ جدًا، مؤكّدًا في الوقت عينه أنّ حزب الله لم يَعُد تنظيمًا يعتمِد على حرب العصابات، بل أصبح جيشًا حقيقيًا، مُختتمًا تصريحاته بالقول: “هم قاتلوا في سورية ضمن كتائب وسرايا، مثل الكثير من الجيوش النظاميّة”.
صحيفة رأي اليوم الألكترونية