جيش الاحتلال يُهدّد للمرة بعد الألف باجتياح غزّة ويعتبرها تهديدًا أشّد خطورةً من حزب الله وينتظِر الفرج من الرئيس الأمريكيّ.. الفلسطينيون فقدوا الثقة بعبّاس وخلفائه

 

نقلاً عن مصادر أمنيّةٍ وُصِفت بأنّها رفيعة المستوى، أكّد مُحلِّل الشؤون العسكريّة في موقع (YNET)، الإخباريّ-العبريّ، التابِع لصحيفة (يديعوت أحرونوت) الإسرائيليّة، رون بن يشاي، أكّد أنّ جيش الاحتلال قام بتغيير أولويات التهديدات التي يجب معالجتها بسرعةٍ، ليضع قطاع غزة في المرتبة الأولى كحالة أشّد إلحاحية، بينما وعلى نحو مفاجئ غيّر الجيش الإسرائيليّ ترتيب حزب الله إلى المرتبة الخامسة في قائمة التهديدات المُحدقة بالدولة العبريّة.

ونقل الموقع العبريّ عن مصدرٍ مسؤولٍ في جيش الاحتلال قوله إنّ مردّ هذا التغيير هو كون قطاع غزّة غيرُ مُستقرٍ ومتُفجّر، مُضيفًا في الوقت عينه بصراحةٍ أنّ جيش الاحتلال قد يجِد نفسه قريبًا في حالة تصعيدٍ تُجبره على دخول غزّة بقوّاتٍ كبيرةٍ، على حدّ قوله.

وتابع المسؤول العسكريّ قائلاً إنّ الترتيبات التي يتم التعامل بشأنها مع (حماس) بوساطة مصرية لا تشمل مطارًا أوْ ميناء في غزة، إنّما فقط القضايا التي ستُخفف من حدّة المحنة الاقتصاديّة والاجتماعيّة لسكّان غزّة.

في الوقت نفسه، أوضح الموقع الإسرائيليّ أنّ هيئة الأركان العامّة في جيش الاحتلال كانت قد راجعت مؤخرًا الخطط العملياتية لحملة في غزة من شأنها أنْ تغير الوضع، لافتًا إلى أنّ إسرائيل وحماس لا تُريدان مثل هذه الحملة، ولكن على غرار الوضع الذي استمرّ لسنوات يتوقع كلا الجانبين عملية الجيش الإسرائيليّ، ولهذا السبب تحتّل غزة مكانةً عاليةً في سُلّم اهتمام هيئة الأركان العامة.

وفي المرتبة الثانية في سلم التهديدات المحدث في جيش الاحتلال جاء جهد إيران لإنشاء جبهاتٍ إضافيّةٍ ضد إسرائيل في كلٍّ من سوريّة، العراق واليمن، حيثُ يقوم الإيرانيون بتزويد سوريّة بصواريخ أرض- أرض دقيقة أوْ أجزاء منها لتجميعها في سوريّة، كما أنّهم يحاولون تحريك الإجراءات التي من شأنها تقييد حرية إسرائيل في العمل في سماء سوريّة ولبنان، مُوضِحًا أنّ إسرائيل تُواصِل إحباط هذه المحاولات من خلال الاستخبارات والعمليات ما بين الحروب، طبقًا لأقواله، مُشيرًا إلى أنّ هناك احتمالاً معقولاً جدًا بأنْ يؤدّي اغتيال الجنرال قاسم سليماني وصعوبة ملء خليفته لمكانه إلى وضع “مشروع سليماني” في مأزقٍ عميقٍ في غزة.

وبحسبه، تأتي في المرتبة الثالثة في ترتيب الاستعجال احتمال تطورٍ نوعيٍّ مفاجئٍ في القدرة النوويّة الإيرانيّة، وكذلك للتعامل مع تكثيف إيران السريع للصواريخ وأنظمة الدفاع الجوي والسيبرانية، وفي المرتبة الرابعة حلّت الضفّة الغربيّة القابِلة جدًا للانفجار، بحسب المسؤول نفسه الذي عزا ذلك إلى سياسة رئيس السلطة الفلسطينيّة، محمود عبّاس، الجريئة وغير المُجدية، ذلك أنّ الشارع الفلسطينيّ، وخصوصًا الجيل الجديد، الذي فقد الثقة به وبخلفائه المحتملين، كما قال.

وحول حزب الله قال إنّ سبب تراجعه للمرتبة الخامسة هو أنّ حزب الله قد أكمل إلى حدٍّ ما الاستعدادات لأيّ نوعٍ من الصراع، من الحرب إلى التصعيد الذي سيؤدي إلى عدة أيام من القتال، زاعِمًا أنّ حصده لبنان خلال 33 يومًا من القتال عام 2006 (حرب لبنان الثانية) سيختطفه الآن في يوم واحد.

وأضاف التقرير أنّ الحاجة للتعامل مع نزاع في غزة أو الشمال، والذي سوف يتسارع من صفر إلى مائة في اليوم، يضع الاستعداد للحرب على رأس أولويات الجيش، وكذلك الحاجة إلى القيام بالأنشطة العملياتية والتدريب، وبالإضافة إلى ذلك، أدى الجمع بين كورونا والأزمة السياسية التي تركت إسرائيل دون ميزانية سنوية منظمة إلى أزمة في الميزانية أجبرت رئيس الأركان والقيادة العليا للجيش على الاختيار بين الاستعداد العالي للحرب وإصلاحات بعيدة المدى في القوة والأسلحة والتفكير العسكري في إطار خطة “تنوفا”، مؤكّدًا أنّ الخيار ليس سهلاً، لأن قائد الجيش يعتقد أنّ هذه الإصلاحات ستُعطي الجيش النصر في الحرب القادمة وتقصير مدة القتال، كما قال للموقع العبريّ.

وشدّدّ المسؤول العسكريّ رفيع المُستوى على أنّه وكجزءٍ من الاستعدادات للحرب، قامت القيادة العليا للجيش الإسرائيليّ مؤخرًا بتحديث خطط القتال في غزة ولبنان، كما أصدر رئيس الأركان تعليماته للتحضير لموقف تكون فيه إيران قريبة جدًا من الأسلحة النووية التشغيلية، لكن وفقًا لنائب رئيس الأركان الجنرال إيال زمير ورئيس قسم العمليات الجنرال أهارون حاليفا، فإنّ الوضع بعيد عن أنْ يكون مرضيًا، مُختتمًا حديثه بالقول إنّ الجيش يُصّلي ويبتهل من أجل الفرج الذي سيأتي للجيش من واشنطن، بغضّ النظر وبصرف الطرف عن هوية الرئيس الأمريكيّ الذي سيجلِس في البيت الأبيض بعد الانتخابات الرئاسيّة الأمريكيّة، والتي ستجري في السادس من شهر تشرين الثاني (نوفمبر) القريب، على حدّ وصفه.

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى