‘حارة اليهود’ تمر على قصة حب في أجواء حرب
تبث عدد من الشاشات العربية مسلسلاً بعنوان “حارة اليهود” ويضم نخبة من النجوم المصريين والعرب منهم منة شلبي وأحمد فهمي وجميل راتب والأردني إياد نصار.
وتدور أحداث العمل الذي لفت سريعا الانظار اليه، في الفترة بين حرب 48 مرورا بثورة 23 يوليو بقيادة عبد الناصر وصولاً إلى فترة العدوان الثلاثي ومسرحها حارة اليهود القاهرية.
تفتتح الحلقة الأولى أحداثها بغارة يشنها الطيران الصهيوني على حارة اليهود، يتراكض على إثرها سكانها إلى المعبد الذي يوقد فيه الحاخام الشموع في رسالة لطلبه السلام والطمأنينة.
وتنتقل الكاميرا إلى الضابط المصري علي (إياد نصار) في معسكر للجيش يتبادل الحديث الغاضب مع رفاقه عن إعلان الهدنة العربية- الصهيونية، وبينما يعتبرها رفاقه خيانة من الأنظمة العربية، يكتفي نصار بتعليقه “الامور ليست بهذه البساطة، نحن بلد محتل”.
تتابع الكاميرا مع علي، ونشاهده يكتب الرسالة إلى محبوبته ليلى (منى شلبي)، يخبرها فيها عن اشتياقه، وأن ما يهون عليه الأحداث هو أنه سوف يأخذ إجازة وينزل إلى القاهرة، ويراها.
وليلى صبية يهودية رومانسية، تعمل في محل لبيع الأزياء، تحب وطنها مصر، وتجيد الرقص الغربي، تحب علي، وتنتظر عودته ليخطبها، تجمع التبرعات لمساعد فرق رقص موسيقية، وتعطيها لأخيها، الذي يعمل سراً لحساب “الوكالة اليهودية”.
ومنافستها على حب “علي” الفنانة ريهام عبد الغفور، تلعب دور الراقصة بنت بلطجي الحارة، تشتعل غيرة عندما تسمع خبر مشروع الخطوبة، فتقوم بتكليف أحد بلطجية والدها برشها بماء حارق.
يعرج المسلسل على دور كتائب حسن البنا، مؤسس “الإخوان المسلمين”، ويتسائل احد المختبئين في المعبد، أين هي الكتائب الموعودة، فيجيب أحدهم “مازالت تستعد”، فيرد الأول “الحرب على وشكل النهاية”.
الخطوط الدرامية المذكورة أعلاه تضع حارة اليهود بوصفها مركزا للحدث، وحتى نهاية الحلقة الأولى تبدو هذه الحارة جزءا من المجتمع المصري الأكبر وتمثيلاً له، مع الانتباه إلى أن العمل، يؤسس لتناول إنساني لقضية اليهود المصريين، وربما تتضح المعالجة الدرامية لهذه القضية الشائكة في الحلقات القادمة.
وعلى رغم أنّ المسلسل استطاع لفت الأنظار مبكرا، إلا أنّه في الوقت نفسه أثار رقعة جدل آخذة في الاتساع، وصلت الى المطالبة بوقف عرضه.
وانتقدت رئيسة الطائفة اليهودية ماجدة هارون العمل بعد ساعات فقط من عرض اولى حلقاته، إذ كتبت عبر صفحتها على الفيسبوك ملاحظات عدة أبرزها أنّ “الأسفار لم تكن متواجدة على البيمة (المنبر) في أي وقت من أوقات السنة”. كما أنّ “مداخل العمارات في الحارة لم تكن بهذا الاتساع والفخامة، وهي ما زالت متواجدة حتى الآن”.
وأشارت هارون إلى أنّ الثلاجات الكهربائية لم تكن متاحة للجميع، بخاصة في حارة اليهود. كذلك، تطرّقت إلى ملابس بطلات المسلسل، قائلةً “ربما كانت الملابس قصيرة، لكن الفتحة في الفستان، أو لحد نصف الفخذ لا أظن”.
وأكدت أنّ اليهود الشيوعيين لم “يتلاعبوا بالشباب”، لتحويلهم لصهاينة. وهددت هارون برفع دعوى ازدراء أديان ضد منتجي المسلسل إذا وجدت كلمة أو مشهدا يضر بالدين اليهودي.
وانتقدت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية المسلسل، مشيرة على لسان الباحث الإسرائيلي في الشؤون العربية روعي كايس إلى أنه رغم تركيزه على الجانب الإيجابي للعلاقة بين المسلمين واليهود في مصر خلال فترة الأربعينات والخمسينات، فإنه حمل طابع التشجيع على كراهية إسرائيل.
والعمل الدرامي هو قصة من تأليف مدحت العدل، إلا انه يعتمد في الأجزاء التاريخية على كتابات الدكتور عبد الوهاب المسيري، أشهر من كتب في ملف اليهود والصهيونيّة.
ميدل ايست أونلاين