حتى وليام بيرنز يُحاول “تحييد الوسيط وإنقاذ الوساطة”..
وصفت مصادر مقربة من فصائل المقاومة الفلسطينية الزيارة التي يقوم بها حاليا وفد من قيادة حركة حماس برئاسة إسماعيل هنية بأنها قد تكون بعيدة عن مضمون صفقة الأسرى والتفاوض في المرحلة الاولى لكنها أقرب لمحاولة استدراك في خلافات علنية حصلت بين حركة حماس والسلطات المصرية إثر تصريح وزير الخارجية المصري سامح شكري، حول شرعية حماس، وخروجها عن الإجماع الفلسطيني.
ويبدو أن رسائل وردت من المستوى الأمني المصري لشخصيات في حركة حماس تحاول تخفيف حدة آثار تصريحات الوزير شكري العاصفة والتي فآجأت جميع الأطراف واعتبرت نتيجة لضغط عنيف على المقاومة يريد الوسيط المصري ممارسته خصوصا بعد خلافات خلف الستائر بملفي تواجد او انسحاب لقوات العسكرية الاسرائيلية تماما مقابل اي صفقة تعقد والوقف الكامل لإطلاق النار.
أوضحت الرسائل المصرية الأولى أن تصريحات الوزير شكري دبلوماسية ولها أهدافها وتمثل وزارة الخارجية المصرية فقط وقيلت في ظرف محدد.
وعبّر الجانب المصري في رسالته التي دفعت برئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية ورفاقه لزيارة القاهرة عن رغبته في أن لا تحكم تصريحات وزارة الخارجية العلاقات والاتصالات حركة حماس خصوصا في جانبها الأمني كما ذكرت مصادر خاصّة لـ”رأي اليوم” عن تقدير بأن تصريحات شكري يُفترض أن لا علاقة لها بالدور الذي تقوم به الوساطة المصرية وأن المنظومة الأمنية المصرية على الأقل تريد إستمرارا واستئناف المشاورات والاتصالات.
الوزير شكري كان قد فاجأ الجميع بتصريح اعتبر فيه أن حركة حماس خارج الإجماع الفلسطيني وطالب بمحاسبة من موّلها.
وأثارت تصريحات شكري عاصفة كبيرة من الجدل وصلت رسائل انزعاج من عدة جهات فلسطينية إلى القاهرة بما في ذلك أطراف فتحاوية مقربة منها فيما لوحظ بأن رئيس وزراء السلطة الفلسطينية الدكتور محمد إشتية أطلق تصريحا مضادا لمضمون تصريح شكري.
ولاحظ المراقبون عموما أن تصريحات شكري هُوجمت آلاف المرات من قبل الشارع العربي وأن قياديا في حركة فتح وفي اتصال مع وزير المخابرات المصري تقدّم بالسؤال المُحرج التالي عبر الهاتف: “إذا كانت حركة حماس خارج الإجماع الوطني الفلسطيني، فلماذا تتعامل معها وتفتح صالات مطار القاهرة لقياداتها منذ سنوات طويلة؟”.
عمليا وخلال الساعات القليلة الماضية كادت تصريحات الوزير شكري أن تعصف تماما بكل منظومة اتصال بين المؤسسات المصرية وقيادة حركة حماس خصوصا بعدما هوجم الموقف المصري بكثافة من جهة وسائل ومنابر إعلام مقربة من حماس والجهاد الاسلامي فيما قالت السلطة الفلسطينية عكس ما يقوله الوزير شكري عن وجود حركة حماس خارج الإجماع الوطني.
ويبدو أن تصريحات شكري خالفت ايضا معيار الدول الأوروبية التي تتحدث الآن عبر وسيط ثالث هو قطر مع حركة حماس خلافا لأن الإدارة الأمريكية وقد قيل ذلك للأمن المصري تصنف حركة حماس بالإرهاب لكنها توفد وليام بيرنز للتفاوض معها عبر الوسيطين المصري والقطري في الدوحة والقاهرة.
وبسبب الجدل الضخم برزت خطوات مصرية تريد تأسيس الانطباع أنّ القاهرة لن تقف عند تصريحات شكري وبانها معنية باستمرار دور الوساطة والتفاوض مع أمل بأنْ تستدرك حركة حماس بدورها ولا تقف عند اتهامات الوزير شكري.
وعلى خلفية هذه الاتصالات التي شاركت فيها ايضا شخصيات قطرية عاد إسماعيل هنية وثلاثة من رفاقه إلى القاهرة في زيارة خاصة لها علاقة بإغلاق صفحة تصريحات الوزير شكري وعدم التوقّف عندها بمعنى استدراك مصري للبقاء في دور الوساطة.
صحيفة رأي اليوم الألكترونية