حدود دمشق الشرقية، وتفاصيل اليوم الساخن !

دمشق ــ خاص بوابة الشرق الأوسط الجديدة

من الصعب أن يتصور المتابع لما يجري في سورية أن يحدث اختراق ما بهذا الحجم الذي تم تصويره في الإعلام الخارجي. وفي التفاصيل استغرب كثيرون أن معظم الوقائع التي وردت غير صحيحة أبدا، لكن الصحيح أن هجوما كبيرا قد تم من الجهة الشرقية لدمشق كان يريد أن يحقق مجموعة أهداف دفعة واحدة، لكن الأهداف لم تتحقق ، وهذا شيء طبيعي لأن حدود دمشق من جهة جوبر هي واحدة من أهم النقاط الاستراتيجية التي تدافع عنها قوات كبيرة ..

إذا .. ما الذي حصل؟ وهل فعلا كانت دمشق مسرحا لارتباك كبير في بناها العسكرية والسكانية ومؤسسات البنى التحتية كما تم تصويرها أمس؟ وإلى أي حد تم التأثير على الرأي العام من خلال وسائل الإعلام العربية التي تبنت وجهة نظر الهجوم وبدت وكأنها تهييء لانهيارات متتالية في المعنويات ؟

بدأت الأجواء تسخن عند الفجر، عندما اهتزت دمشق بتفجيرات متتالية ترددت أصواتها القادمة من جهة جوبر، وارتفع في أفق المدينة الشرقي دخان أسود شكل سحابة كبيرة اختلطت مع غيوم متناثرة نسيها المخفض الجوي الأخير ..

كان الانفجاران عبارة عن سيارتين مفخختين بكميات ضخمة من المتفجرات استهدفتا مواقع الجيش السوري الأمامية في جهتي جوبر والقابون، وفيما قال الجيش أنه هو الذي استبق التفجير بإصابتهما قبل الوصول إلى أهدافهما، تواردت أنباء التنسيقيات والمواقع الخارجية تتحدث عن الخطة نفسها التي تتبعا داعش والنصرة : سيارات مفخخة ، انغماسيون يتزنرون بأحزمة ناسفة يغزون المواقع ، ثم هجمات واسعة للمجموعات المسلحة، واستيلاء على بعض المناطق ..

وعمليا خرجت أعداد كبيرة من المسلحين من تحت الأرض عبر الأنفاق ، وهناك من قدرها بالآلاف، وكان واضحا أن قذائف الهاون التي انهالت على بعض أحياء دمشق الشرقية كانت تريد إثارة الهلع في السكان بالترافق مع الهجمات..

اشتعلت الأخبار الخارجية بموجات متدافعة من الأخبار عن احتلال ساحة العباسيين والعدوي وعن انقطاع الاتصالات والمياه والكهرباء وعن مطالبة السكان بإفراغ أماكن سكنهم في الأحياء القريبة من جوبر ..إلى غير ذلك من التفاصيل.

ولكن ذلك لم يحصل، رغم انكفاء المدنيين عن الحركة إلا عند الضرورة، لكن اليوم التالي ظهر كثيرون ومن بينهم المراسل جعفر يونس ليبث شريط له من تلك المناطق على صفحته الشخصية فانتشر سريعا وشاهده الآلاف !!..

ورغم أن أجواء الخوف والحذر انتابت السكان إلا أنهم اعتادوا على معارك أشد من تلك التي جرى الحديث عنها، ولم يكن هناك أي مؤشر لتلك الأنباء ولا للخبر الذي بث عن تفجير ضخم في ساحة الأمويين !

والغريب أن تقنين الكهرباء توقف عن تلك المناطق، بل إن الكهرباء لم تنقطع عن باب توما والعباسيين طيلة الساعات الأربع والعشرين التالية، وكانت الاتصالات مستمرة للاطمئنان عن القاطنين في تلك المناطق حتى أن إحدى القنوات المحلية نقلت حوارات من ساعة العباسيين مع سوريين يتوجهون إلى أعمالهم وأصوات الانفجارات قريبة منهم ..

ومع ذلك، لابد من القول إن الهجمات حققت في بدايتها اختراقات سريعة في بعض جبهات جوبر والقابون ومحور المعامل الشهير الذي يتجه من مفرق القابون إلى الكراجات القديمة، ويتضح ذلك من تصريحات المصادر العسكرية التالية عن استرجاع بعض المناطق التي كان قد استولى المسلحون عليها..

تبدو دمشق في اليوم التالي أكثر هدوء من هجمات التاسع عشر من آذار 2017، وتبدو الأنشطة الاعلامية وصفحات التواصل أكثر نشاطا في الحديث عن صورة الوضع في الجبهة الشرقية لدمشق بعد أن استعاد الجيش المبادرة ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى