سلايدمشاهير

حرائق «النار بالنار» مستمرة: كاريس بشار تلجأ إلى القضاء

وسام كنعان 

لم يُتَح لمسلسل «النار بالنار» (كتابة رامي كوسا، وإخراج محمد عبد العزيز، وإنتاج «الصبّاح إخوان» ــ بطولة: عابد فهد، وكاريس بشار، وجورج خبّاز، وطارق تميم) ظرفاً صحياً. فبعد تسويقه للشركة اللبنانية، كان من المفترض أن يتولاه المخرج السوري الليث حجو، لكن ارتباطه في مصر بعد تأخّر دوران الكاميرا لأسباب إنتاجية، حال دون ذلك.

قرّر المنتج صادق الصبّاح التعاون مع السينمائي السوري محمد عبد العزيز الذي ارتأى ضرورة تعديل النص، لتنحدر الأمور بعد فشل التعاون بين الكاتب والمخرج إلى مكان متهاوٍ لدرجة القطعية. ثم خرج الموضوع عن السيطرة، وذهب نحو تراشق الشتائم عبر الإعلام والسوشال ميديا، لدرجة التشويش على العمل الذي التقط فيه المبضع النقدي حالة مفكّكة. باعتبار أنّ خواتيم أحداثه لا تنسجم مع منطق وبنية شخصياته وطريقة البناء الدرامي التمهيدي في الحلقات الاستهلالية.

إضافة إلى طرح التبادل العنصري بين اللبناني والسوري بصيغة لا تنضوي على عمق معرفي كافٍ، أو غوص صريح في جوهر هذا الخلاف. ولا حتى ترجمة منطقية لواقع العنصرية التي تعرّض لها اللاجئون السوريون فعلياً في مناطق لبنانية. ناهيك عن الاقتباس الصريح من دون الإشارة الواضحة لشخصية «شيلوك» الشكسبيرية الشهيرة في رواية «تاجر البندقية». عدا عن إقحام غير مبرر لملامح صوفية، وظهور «الشيخ الأكبر» محي الدين بن عربي في مشهد مخجل، وخصوصاً أنّ مَن يلعبها كومبارس تغلب على أدائه اللهجة اللبنانية.

لكن رغم ذلك، حصد المسلسل جماهيرية واضحة، وتمكّن من توسيع مساحة مختلفة بذريعة الجهد الإخراجي الواضح، وحساسية الموضوع المطروح، والسوية الأدائية عند عدد من ممثليه على رأسهم طارق تميم الذي صاغ حقيقة لافتة لشيوعي مهزوم.

غير أنّ الخلاف ظلّ ينحدر إلى أماكن أكثر فجاجة. وما زاد الطين بلّة، هو هجوم كاريس بشار، خلال لقائها في برنامج «كلام نواعم» على mbc1، على عبد العزيز واتهامه بـ «عدم الأمانة المهنية، وتقصّد حذف مشاهد لأبطال العمل مقابل توسيع دور ابنه تيم عبد العزيز الذي يمثّل للمرة الأولى». فردّ صاحب «الرابعة بتوقيت الفردوس» على مواقع التواصل الاجتماعي بشراسة واضحة، لم ينجح صادق الصبّاح في لملمة شتاتها وانهيارها المهني.

المنتج الشهير الذي اعتبر في تصريح إعلامي أنّ ما يحدث «ضمن البيت الواحد لا يجوز تسريبه خارج أسواره»، دعم مخرجه وقرّر تكرار التجربة معه في رمضان 2024.

هكذا، احتجبت القصة عن المشهد العام إلى أن حان موعد سهرة الـ «موريكس دور» التي أقيمت أخيراً في شمال بيروت. شهد الحدث مصالحة بين بشّار والصبّاح تعد بتكرار التجربة المهنية، ونالت النجمة السورية على أثرها جائزة «أفضل ممثلة في الدراما العربية المشتركة». أما «النار بالنار»، فخرج بجوائز عدّة تسلّم أحدها صادق الصباح في غياب محمد عبد العزيز الذي احتفى بمسلسله على صفحته الفايسبوكية. ونوّه المخرج بأنّه صاحب الفضل الأوّل والأخير في العمل الدرامي، كونه أعاد صياغته، شاكراً كثيرين من شركائه باستثناء الكاتب رامي كوسا والبطلة كاريس بشّار. بعدها، شنّ عبد العزيز هجوماً مستغرباً على نجمة «غداً نلتقي» (كتابة إياد أبو الشامات، وإخراج رامي حنا)، مكتفياً بذكر الحرف الأوّل من اسمها. واتهمها بـ «الجهل والأميّة وبأنّها سبب وجيه لتهاوي المهنة الفنية مع شبيهات كثر لها». ليعود بعد يومين ويعدّل المنشور بذكر صريح لاسم النجمة السورية. وهو ما أوقع بعض المتفاعلين مع البوست في موقف محرج، ولا سيّما أنّهم لا يوافقونه الرأي في مثل هذا الهجوم الشتائمي الحاد على ممثلة بموهبة كاريس.

في تعليق عابر لـ «الأخبار»، اكتفت كاريس بالقول: «ردّي على محمد عبد العزيز سيكون قانونياً بكل تأكيد». في كلّ الأحوال، لا يستحق مسلسل تلفزيوني، مهما بلغت أهميته، كلّ هذا الخلاف والتراشق وتبادل الاتهامات والشتائم على الفضاء العام!

 

 

صحيفة الاخبار اللبنانية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى