حرام نخسر

 

إسمحوا لي أن أحدثكم اليوم عن كرة القدم … فأنا من عشاقها القدامى الأوفياء لها بعد خسارة فريقنا الوطني في مبارايات كأس آسيا لكرة القدم ضد الأردن ( 2-0) و ضد إستراليا (3-2) فلماذا خسرنا و هل كان ممكنا أن نربح ؟

لقد إستدعينا لاعبين سوريين من السعودية هما : عمر السومة ، وعمر خريبين كي يلعبا مع المنتخب الوطني مما يدل على أن الوضع العام للعبة عندنا قد تأثر كثيرا بالحرب المدمرة التي تعاني منها سوريا و ما تزال  مما قد دفع إدارة اللعبة إلى إستدعاء هذين اللاعبين و كأن لا وجود لمثلهما في البلد . و مع ذلك فإن مشاهدتي للمباراتين لم تؤكد لي أن فريقنا سيئ جدا – لقد استطاع فريقنا مثلا الوصول إلى مرمى خصمه و اللعب في منطقة جزائه طويلا أكثر من مرة حتى لقد كادت إحدى الرميات الخاطفة أن تدخل المرمى الأسترالي و لكنها إصطدمت بالعارضة و بهذا المعنى إستطعنا أن نسجل هدفين ضد استراليا و نتعادل معهم لولا الهدف الذي تلقاه فريقنا في الدقائق الأخيرة و كان ممكنا تلافيه بسهولة .

لماذا إذن خسرنا المباراتين ؟…

في تصوري العام للمباراتين اللتين شاهدتهما على شاشة التلفزيون قد لا حظت أن اللاعبين السوريين كان يسيطر عليهم نوع من الخوف في الوقوع في الخطأ أكثر مما يجب، إذ كان اللاعب السوري الذي يمتلك الكرة لا يجد دوما رفاقا في الأمكنة المناسبة له مما كان يجعله يتأخر نسبيا في أدائه و يبدو كمن يتخلص من الكرة بأن يقذفها إلى لاعب بعيد أو يعيدها إلى حارس المرمى في أغلب الأوقات.

كان اللاعبون السوريون يلعبون جيدا لفترة قصيرة ثم يتحولون إلى لاعبين لا عمل لهم سوى الدفاع عن مرماهم . كان الخوف من إرتكاب الخطأ مبالغا فيه مما كان يجعلهم يترددون ، ثم يخسرون الكرة بسهولة أحيانا مع أنهم يبدون بعد قليل أفضل من منافسيهم و لكن سرعان ما يتغلب عليهم البطء في إتخاذ القرار على حالة التردد فيقذفها غالبا إلى الخلف أو إلى حارس المرمى .

باإلهي ..!.. لقد خسرنا و كان ممكنا جدا أن نربح و على الأخص مع الفريق الأسترالي الذي كان يغامر بهجوم عدد كبير من اللاعبين و ترك الدفاع صعبا على الباقين.

في المنافسات الرياضية يلعب الوضع النفسي دورا كبيرا في إتخاذ القرارات بالسرعة الكافية وتنفيذها بالتالي بالسرعة ذاتها وبالإتقان المناسب.. إن أي تردد ، أو تأخر في إتخاذ القرار المناسب يغدو سببا قاطعا صارما و مفاجئا للخصم مما يصعب تلافي نتائجه السيئة و خاصة حين يكون الطرفان المتنافسان متساويين في المهارة .

معليش ياشباب ..إنها محنة الحرب الظالمة التي نشبت و ماتزال ، فكيف نربح في الرياضة و نخسر في كسب السلام ؟؟..

حرام يابلدي الحبيب أن نخسر..حرام!!.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى