حروب التجارة تدخل مستوى جديداً يمهد لأزمة مالية عالمية

مع تنفيذ الرئيس الأميركي دونالد ترمب تهديداته بفرض رسوم جمركية بنسبة 10%، على واردات صينية بقيمة 200 مليار دولار؛ تكون الحرب التجارية بين البلدين قد دخلت مستوى جديدا يمهد الطريق نحو الأزمة المالية التي تتسارع الخطى إليها. فالصين لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه هذه الرسوم، وقد ردت بالفعل وتعهدت برد فعل مماثل، وتعني التعريفات الجديدة أن أكثر من نصف البضائع الصينية القادمة إلى الولايات المتحدة سوف تخضع الآن للتعريفة الجديدة.

وفي وقت سابق كانت قد قالت إنها سترد برسوم تبلغ قيمتها 60 مليار دولار من البضائع الأميركية. وهذا يعني أن ما بين 85% و95% من  الواردات الأميركية القادمة إلى الصين سوف تخضع للتعريفة الجمركية.

المرحلة الثالثة

وتمثل هذه التعريفة الجديدة المرحلة الثالثة من حروب التجارة التي شنها ترمب، والتي بدأت بفرض  رسوم على واردات صينية بقيمة 34 مليار دولار، والمرحلة الثانية شملت واردات بـ16 مليار دولار. ومثل هذه الخطوة تنطوي على خطر تفاقم المواجهة بشكل أكبر بين البلديم، حيث قال الرئيس دونالد يوم الاثنين بل هدد بفرض رسوم إضافية على واردات صينية أخرى قيمتها 267 مليار دولار إذا ما ردّت بكين على هذه الحزمة الجديدة من الرسوم.

وقال بيان وزارة التجارة الصينية”إن الجانب الأميركي أصر على فرض تعريفات، مما جلب حالة عدم يقين للمفاوضات الثنائية التالية”. “نأمل أن يدرك الجانب الأميركي العواقب السلبية لمثل هذه الأعمال ويتخذ إجراءات مقنعة لتصحيحها في الوقت المناسب”.

وقالت وزارة الخارجية الصينية في إحاطة منفصلة إنها ستعلن عن اتخاذ تدابير مضادة في وقت مناسب دون توضيح.

وفي مؤشر على الكيفية التي تتحدث بها الشركات الصينية عن نزاع مطول بين البلدين، قال جاك ما الرئيس التنفيذي لشركة “علي بابا” إن  الحرب التجارية قد تستمر لمدة 20 عاما .وقال في يوم الاستثمار السنوي للشركة في هانغتشو “من السهل شن حرب لكن من الصعب وقف الحرب”.

سلاسل توريد بديلة

وبحسب وكالة بومبرغ قال فانغ شينغ هاى، نائب رئيس لجنة تنظيم الأوراق المالية الصينية، في جلسة في اجتماعات المنتدى الاقتصادي العالمي في تيانجين، إن  الصين لن تخضع لأي من ضغوط ترمب التجارية، وتحدث عن قوة الاقتصاد.

وفي الوقت الذي قدر فيه نجاحًا سلبيًا لنمو إجمالي الناتج المحلي الصيني بنحو 0.7 نقطة مئوية إذا مضت الولايات المتحدة قدما في فرض التعريفات على جميع صادرات الصين إلى الولايات المتحدة، قال فانغ أيضًا إنه واثق من أن العلاقات بين البلدين يمكن أن تعود إلى طبيعتها، وأعرب عن أمله في أن يتمكن الطرفان من التفاوض على قدم المساواة.

“إنه لأمر جيد بالنسبة لاقتصاد الولايات المتحدة أن تحتفظ بعلاقات جيدة مع الصين وجيدة مع بقية دول العالم” وقال. “الرئيس ترمب، وكما حدث في قضية كوريا الشمالية، قادر على التراجع بسرعة كبيرة. أعتقد أنه علينا أخذ ذلك في الاعتبار”.

وأعلنت الإدارة الأميركية، التي كشفت عن التعريفة الجديدة، أنها ستمنح الشركات الأميركية فرصة للتكيف والبحث عن سلاسل توريد بديلة بتأجيل زيادة التعريفة إلى 25% حتى الأول من يناير المقبل لواردات بقيمة 200 مليار دولار من البضائع الصينية، وفقاً لمسؤولين بارزين في الإدارة الأميركية. وسوف تصبح التعريفة الجمركية البالغة 10%، سارية المفعول يوم 24 سبتمبر.

فوضى تجارية

وقال رئيس المجلس الوطني للتجارة الخارجية في #أميركا روفوس يركا، “يبدو أن الإدارة استجابت لبعض مخاوف الصناعة، لكن بالنسبة للعديد من الشركات الأميركية والمستهلكين، ما زال هذا يمثل تسارعاً كبيرا في التكاليف، ووتيرة عدم اليقين أيضا تتسارع”.

وأضاف “الأعمال تكره عدم اليقين. هم يفضلون علاقة تبادل مستقرة، بدلا من هذه الفوضى”.

ونقل وكالة بلومبرغ قول اقتصاديين “إن الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين تتحول إلى مواجهة طويلة. من وجهة نظرنا، من غير المرجح أن يؤدي الضغط المتراكم على الصين إلى تنازلات. إن أي خطأ استراتيجي من جانب الولايات المتحدة يخاطر بمزيد من تصعيد حرب الرسوم الجمركية، الأمر الذي سيزيد من تأثير ذلك على النمو- مع وجود تأثيرات أكبر على سلاسل التوريد في آسيا”.

وقال مارشال و. ميير، أستاذ الإدارة في كلية وارتون لإدارة الأعمال لصحيفة “نيويورك تايمز”: “الأمر المدهش حقاً هو أن العلاقات التي كانت تحل هذه المشاكل، والصيغة المستخدمة غير فعالة، ولا تعمل في هذه المرحلة”.

العربية.نت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى