( حريق المنيه ) يشعل ورقة اللأجئين السوريين في لبنان

 

نزق بعض اللبنانيين تجاه العمال السوريين دفع أحد المتعنترين إلى فش خلقه باستعمال السلاح  فتحول الخلاف مع العمال السوريين في مخيم المنيه شمال لبنان  إلى إطلاق النار على العمال، ثم أكمل المسلحون اللبنانيون طيشهم بإشعال النار في خيم اللاجئين السوريين في المنيه و حرقوا المخيم كله، ودمروا جميع البيوت المبنية من البلاستيك والخشب والقماش . . و شردوا اللاجئين القاطنين في المخيم ليتشردوا من جديد في البرد والفاقة ، والليل مازال في بدايته.  الحدث وقع ليلة الأحد .

اللاجئون السوريون عبارة عن عائلات من نساء وأطفال وشيوخ، وقبل أن يسدل الليل سدوله وجدوا أنفسهم تحت حريق يأكل خيمهم وبلاستيك سقوفهم، ولم يستطيعوا أكثر من النجاة بجلودهم، حاملين أطفالهم ، ومسندين شيوخهم  ليتشردوا في الطرقات لا يعرفون أين يذهبون خاصة وأن محافظ شمال لبنان قال بعد ساعة من الحادث أن المحافظة لا تملك ما تقدمه لهم، مع إعترافه أن السلاح أستعمل من قبل اللبنانيين النزقين لأن السوريين لا يحملون أي سلاح و هم خاضعون للتفتيش والتدقيق المستمرين .

هؤلاء اللاجئون هربوا من الحرب والإرهاب ، ولجأوا إلى لبنان ليأمنوا على حياتهم، و ليؤمنوا رزق أولادهم، وقبلوا العيش في المخيم . لكنهم فوق معاناتهم كلاجئين ، لحقهم البؤس الإضافي بانهيار الإقتصاد اللبناني، وإفلاس الدولة اللبنانية تقريباً. وهاهم يقعون فريسة عنتريات غاضبين فشوا خلقهم فيهم . ورغم أن الكثير من عائلات عكار عرضت على الهاربين من الحريق إستضافتهم في بيوتها ، و في مدارس البلدة ، إلا أن الأمر يحتاج إلى حل أكثر جذرية يعالج مشكلة لجوئهم، وينهي معاناتهم ويخفف عن اللبنانيين عبئهم مع أن كل سوري يشكر اللبنانيين الذين قدموا ويقدمون المساعدة لهؤلاء اللاجئين.

الحكومة السورية نادت وتنادي أنها أمنت الظروف المناسبة لعودة اللاجئين، ودعتهم للعودة إلى بلدهم، وطالبت القضاء اللبناني , بمحاسبة المتسببين بالحريق، و لكن هل يكفي ذلك ؟؟ لا بد من تعاون الحكومة اللبنانية ومنظمة اللاجئين مع الحكومة السورية لاجتراح حلول تطمئن هؤلاء اللاجئين، وتدفعهم للعودة إلى بلداتهم وبيوتهم ووطنهم سورية ، خاصة و أن حالة الأمن والأمان والإستقرار باتت واضحة في سورية . كما على الحكومة السورية ، أن تبذل جهوداً أكبر في طمأنة اللاجئين  إلى أن عودتهم ستعني لهم الأمان والإستقرار واستعادة دورهم الحياتي في رعاية عائلاتهم بالشكل الكريم واللائق، كما يتيح لهم الإنخراط في إستعادة وطنهم للحياة الطبيعة وإعادة الإعمار … سورية تدعو أبناءها للعودة إلى وطنهم ….

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى