حزب الأمة السوداني: ضباط في الجيش يدعمون الإخوان وفلول البشير
اتهم حزب الأمة القومي في السودان في بيانين متتاليين “بعض الضباط في الجيش بدعم تنظيم الإخوان وفلول النظام السابق”، مؤكدا أنهم “يفضلون حرق السودان على البقاء خارج الحكم”، داعيا السودانيين إلى عدم الانجرار إلى أي دعوات لأنصار المؤتمر الوطني (حزب الرئيس المعزول عمر البشير) “الذين يدعون لاستمرار الفتنة بإشعال حرب أهلية”، معتبرا أيضا أن ما يجري هو من تدبير الإخوان وفلول النظام السابق وأن إخراج محكومين منهم من السجن دليل على ضلوعهم في مكيدة تفجير الحرب.
وقال إنه نصح قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) بعدم الانجرار إلى الاستفزازات الصادرة غن قيادات في الجيش وأنه دعا الدعم السريع كذلك إلى الخروج من المدن، محذرا في الوقت ذاته من أن خروج قيادات النظام السابق من السجون سيصعد الحرب.
وقال في بيان نشره على صفحته بفيسبوك “تتزايد الأزمة الراهنة في البلاد مع تزايد حدة الصراع المسلح بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع ونتيجة لذلك فإن الوضع الإنساني يزداد تعقيدا والوضع الأمني يزداد تدهور مع تزايد حالات الإنفلات الأمني وانتشار حالات السلب والنهب وتنامي مظاهرة الردة السياسية بعد أن أطل النظام البائد بوجهه الكالح من جديد وازاء هذه التطورات الخطيرة فإن حزب الأمة القومي” يوضح للسودانيين أن ما يجري حاليا هو “ردّة سياسية كاملة محمية بالسلاح بصرف النظر عن الدوافع والأسباب”
ودعا إلى إيقاف هذه الردة السياسية فورا، ملمحا إلى مسؤولية قيادة الجيش عنها (الردة) يتحمل أعباءها التاريخية من سعوا إليها.
وقال “إن خروج قيادات النظام البائد من السجن يؤكد ما ذكرناه في بيانات سابقة بضلوعهم في تفجير هذه الحرب وطموحهم للعودة للحكم عبر فوهة البندقية ويقف شاهدا على ذلك تصريحات قادتهم المتكررة في شهر رمضان وبيان أحمد هارون المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بعد خروجهم المدبر”.
وحث حزب الأمة القومي القوات المسلحة التي يقودها عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو (حميدتي) على وقف القتال وحقن الدماء لإنقاذ أرواح السودانيين من رحى الحرب.
ودعا إلى تعبئة شعبية عامة في الداخل والخارج لوقف الحرب وأيضا للتصدي لطموحات وممارسات النظام السابق المخلوع للعودة للحكم، مشددا أيضا على ضرورة العمل على تفعيل دور لجان المقاومة ولجان الأحياء لمراقبة أي نشاط تخريبي يعرض حياة المواطنين وممتلكاتهم للخطر أو أي أنشطة تحريضية تأجج الحرب.
وعلق حزب الأمة يوم الثلاثاء في بيان على إخراج عناصر من نظام الإنقاذ الإسلامي السابق (نظام الرئيس المخلوع عمر البشير) من السجن ودورهم في تأجيج الحرب، قال فيه “أطل علي الشعب السوداني القيادي بحزب المؤتمر الوطني المحلول والمطلوب للمحكمة الجنائية الدولية أحمد هارون ببيان صوتي مسجل إنابة عن مجرمي نظام الإنقاذ الموقوفين بسجن كوبر بعد إخراجهم من السجن”.
وتابع “ذلك البيان أكد الحقائق التي ظللنا نرددها في قوى الحرية والتغيير الآونة الأخيرة أن النظام المباد وحزبه المحلول ومن خلال عناصرهم الموجودة داخل القوات المسلحة والقوات النظامية هم من يقفون خلف الحرب الدائرة الآن منذ صباح السبت 15 أبريل الجاري بهدف عودة الطغمة الفاسدة المستبدة للحكم مجددا بأي شكل من الأشكال”.
واعتبر أن ظهور أحمد هارون المطلوب للجنائية الدولية بسبب جرائم الحرب والإبادة في دارفور، رسالة واضحة من حزب المؤتمر الوطني المنحل.
وقال “ولذلك فإن وجودهم في مشهد الأحداث وخروجهم من السجن في هذا التوقيت بوصفهم مجموعة مارست من قبل أبشع الجرائم والحروب وقسمت البلاد وقتلت وشردت الملايين من أهلها يعني زيادة اشتعال الحرب وهذا ما وضح في خطابهم بنيتهم الواضحة في زيادة إشعال الفتنة وتوسيعها وهو أمر غير مستغرب من نظام اعتاد قتل شعبه في جرائم الحرب والإبادة والجرائم ضد الإنسانية.”
وحذر من أن “هذه الحرب التي أشعلها ويتكسب منها النظام البائد، ستقود البلاد إلى الانهيار ولن تحقق أيا من القضايا الرئيسية التي سعت الأطراف المدنية والعسكرية لحلها عن طريق العملية السياسية وعلى رأسها قضية الإصلاح الأمني والعسكري الذي ينهي وضعية تعدد الجيوش ويقود للوصول لجيش واحد مهني وقومي”.
واعتبر أن ما يجري هو من مخططات من وصفهم بـ”الفلول الشريرة” وأن “من يقف خلف الحرب ويعمل من أجل استمرارها هو النظام المباد وعناصره الذين أنتجوا وفرخوا ظاهرة تعدد الجيوش وجميع التشوهات الأمنية الماثلة حاليا بالبلاد”.
وتكثف الولايات المتحدة ودول أفريقية جهودها لتمديد وقف إطلاق النار في السودان اليوم الخميس، فيما أبدى الجيش السوداني موافقة أولية على اقتراح أفريقي يدعو إلى إجراء محادثات حتى مع استمرار القتال.
وقُتل المئات خلال قرابة أسبوعين من الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية على السلطة والذي يهدد بزعزعة استقرار الدول المجاورة.
واتهم الدعم السريع في بيان الجيش بمهاجمة قواته الخميس ونشر “شائعات كاذبة” دون الإشارة إلى الاقتراح الذي قال الجيش إنه جاء من الهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد)، وهي تكتل إقليمي أفريقي.
وقال شهود وصحفيون من رويترز إنهم سمعوا دوي غارات جوية ودفاعات مضادة للطائرات في العاصمة الخرطوم ومدينتي أم درمان وبحري المجاورتين.
وأدى وقف إطلاق النار الحالي ومدته ثلاثة أيام إلى تهدئة القتال دون أن يتوقف تماما، ومن المقرر أن ينتهي بحلول منتصف الليل (2200 بتوقيت جرينتش).
ولا يزال العديد من الأجانب عالقين في السودان على الرغم من النزوح الجماعي على مدى الأيام القليلة الماضية في واحدة من أكبر عمليات الإجلاء منذ انسحاب القوات الأجنبية بقيادة الولايات المتحدة من أفغانستان في عام 2021.
ودفعت الأزمة أعدادا متزايدة من اللاجئين لعبور حدود السودان. وقدرت وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أن 270 ألفا ربما فروا إلى جنوب السودان وتشاد وحدهما. وينتظر الآلاف وأغلبهم سودانيون، دورهم لعبور الحدود مع مصر.
وقالت فرنسا اليوم الخميس إنها أجلت المزيد من الأشخاص من السودان، مضيفة أنهم شملوا مواطنين من بريطانيا والولايات المتحدة وكندا وإثيوبيا وهولندا وإيطاليا والسويد.
وقالت بريطانيا إنها قد لا تتمكن من إجلاء رعاياها بعد انتهاء وقف إطلاق النار وحثتهم على ضرورة محاولة الوصول إلى طائرات بريطانية تغادر السودان على الفور.
وحد القتال من توزيع الغذاء في الدولة الشاسعة التي كان يعتمد ثلث سكانها البالغ عددهم 46 مليون نسمة بالفعل على المساعدات الإنسانية قبل تفجر العنف.
وتركز أغلب القتال في الخرطوم حيث تنتشر عناصر قوات الدعم السريع في المناطق السكنية وفي إقليم دارفور بغرب البلاد الذي احتدم الصراع فيه بعد عقدين من اندلاع حرب أهلية هناك.
ميدل إيست أون لاين