حزب الله يدخل بشكل مدروس على خط عملية طوفان الأقصى
دخل حزب الله اللبناني اليوم الأحد على خط عملية طوفان الأقصى التي يشنها مقاتلو حركة حماس داخل إسرائيل بعد هجوم مباغت برا وجوا وبحرا والتي تستمر لليوم الثاني على التوالي، بينما بدا هذا التدخل مدروسا لجهة تخفيف الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة فيما كان الردّ الإسرائيلي محدودا لتفادي فتح جبهة مواجهة أخرى بينما تواجه القوات الإسرائيلية أخطر هجوم على الإطلاق منذ حرب العام 1973 والأعنف في سياق الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وأطلقت إسرائيل قذائف مدفعية على جنوب لبنان اليوم الأحد بعدما استهدفت جماعة حزب الله ثلاثة مواقع عسكرية إسرائيلية في مزارع شبعا المتنازع عليها ودمرت خيمة كان قد أقامها الحزب منذ فترة في غمرة توتر لم يهدأ على الحدود الجانبين.
ولم ترد تقارير حتى الآن عن وقوع قتلى أو إصابات. ويأتي القصف المدفعي عبر الحدود بعد يوم من هجوم مباغت شنه مسلحون فلسطينيون على بلدات إسرائيلية أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 300 إسرائيليا. كما قُتل 230 من سكان غزة عندما ردت إسرائيل بقصف انتقامي.
وقالت جماعة حزب الله اللبنانية القوية التي تدعمها إيران إنها أطلقت هجوما بالصواريخ الموجهة والقذائف المدفعية على ثلاثة مواقع في مزارع شبعا “تضامنا” مع الشعب الفلسطيني.
وقال الجيش الإسرائيلي الأحد إنه شن هجوما بالقذائف المدفعية على منطقة في لبنان أطلقت منها قذائف مورتر عبر الحدود، مضيفا أن المدفعية “تقصف حاليا المنطقة اللبنانية التي تم إطلاق النار منها”.
وأوضح أن إحدى طائراته المسيرة قصفت موقعا تابعا لحزب الله في منطقة جبل روس التي تسميها إسرائيل هار دوف في مزارع شبعا.
وتسيطر إسرائيل منذ العام 1967 على مزارع شبعا التي تبلغ مساحتها 39 كيلومترا مربعا. وتقول سوريا ولبنان إن مزارع شبعا لبنانية.
والتزمت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) الصمت حتى الآن. وقالت أمس السبت إنها عززت وجودها في جنوب لبنان في أعقاب التطورات الأخيرة في إسرائيل وغزة، وشمل ذلك تنفيذ عمليات لمواجهة إطلاق الصواريخ.
وقالت جماعة حزب الله التي تسيطر فعليا على جنوب لبنان السبت إنها “على اتصال مباشر مع قيادة المقاومة الفلسطينية في الداخل والخارج” وإنها ترى أن الهجمات الفلسطينية على إسرائيل هي “رد حاسم على جرائم الاحتلال المتمادية ورسالة إلى العالم العربي والإسلامي والمجتمع الدولي بأسره وخاصة أولئك الساعين إلى التطبيع مع هذا العدو أن قضية فلسطين قضية حية لا تموت حتى النصر والتحرير”.
ويتردد حديث في لبنان وسوريا وإيران عن تفعيل محور المقاومة في مواجهة إسرائيل بينما تأتي هذه التطورات في خضم جهود إسرائيلية أميركية لتوسيع التطبيع ليشمل دولا عربيا أخرى بينها السعودية التي سبق أن كشف ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أن المملكة اقرب من أي وقت مضى من التطبيع مع تل أبيب ضمن اشتراطات محددة.