كتب

حسن بلاسم يكشط مساحق التجميل عن مجتمعات الشَّمَال بقانونه

صدرعن منشورات المتوسط-إيطاليا، رواية جديدة للكاتب العراقي المقيم في فنلندا حسن بلاسم، حملت عنوان “قانون سولولاند”.

وكان الكتاب الذي أجاء الكتاب في 104 صفحات من القطع الوسط قد صدر أولاً باللغة الفنلندية وحقق نجاحاً كبيراً وصل لحد أن تطالب إحدى كبريات الصحف الفنلندية (Hufvudstadsbladet) بفرض الكتاب ” كقراءة إجبارية في كل المدارس وفي البرلمان وفي دائرة الهجرة (وعلى القراء أن يخضعوا الى امتحان بموضوع محتوياته)”.

الرواية عن جريمة قَتْل، يكشفها حسن بلاسم منذ الصفحة الأولى، والتي ستنتهي بها الرواية. ليعودَ لرَسْم خطِّ التصاعد البوليسي للأحداث، مُعلِّقاً عليه أفكاره الصادمة والمختلفة، والتي تندمج بالأحداث، والتي تتراكب وتتالى حتَّى تصل لتلك النهاية الدموية التي في البداية.

هذه الرواية، وإن بدت حكاية عن جريمة قَتْل، فهي ليست كذلك، بل هي أوسع وأعمق بكثير. حيث سنجد أنفسنا أمام  مرافعةٍ أخلاقيةٍ صادقةٍ ضدَّ النُّظُم الأوربية، بشكل عامٍّ، في تعامُلها مع اللاجئين، وخاصَّة دول الشَّمَال الأوربيِّ.  ومنذ البداية يُدرِك حسن بلاسم، تماماً، إلى أين سيصلُ. ومع أنَّهُ يُدرِك أنه يستطيع تقديم مرافعتِهِ الثقافية والاجتماعية بطريقة أكثر سهولة وأقلّ متعة. لكنَّه اختار نقيض ذلك، ليكتبَ رواية “خَطِرَة” ومُمتِعَة، يقول، من خلالها، للعالَم ما يريدُ قوله، وليُعرِّيَ مجتمعات الشَّمَال الهانئة، وليصفعَها بأكاذيبها، ويضعَها في مواجهة الحقيقة، وليُخبرَها أنَّها تتجمَّل؛ لتُخفيَ تحت قناع الإنسانية أكداساً من القُبْح.

في هذا الكتاب، إذاً، يتسابق الروائيُّ والبطلُ على استخدام أظافرهما لكشط مساحيق التجميل عن المعايير الأخلاقية لتلك الحضارة.

وقالت صحيفة هوفودستادسبلادت عن الكتاب “من اللازم أن يُفرض هذا الكتاب كقراءة إجبارية في كل المدارس وفي البرلمان وفي دائرة الهجرة (وعلى القراء أن يخضعوا الى امتحان بموضوع محتوياته)… على كل الفنلنديين اتخاذ موقف بشأن الخطابات الطويلة التي يلقيها لنا وعنا الـ’أنا’ في الكتاب”

ويقول هلسنغن سانومات “لا يزال بلاسم يثبت أنه حكواتي لا يضاهى، كما هو الحال في أعماله السابقة. أما التقمص الوجداني أو القدرة على إدراك مشاعر الآخر فيفتقر الناس إليها تماماً. لكن، إذا نجونا من طاحونة حسن بلاسم، فيمكننا القول بأن ما يكتبه حسن دواء لمعالجة ذلك الافتقار. لا تزال كتب بلاسم أفضل دواء”.

ويضيف توركو سانومات “حسن بلاسم يكتب نثراً اجتماعياً عصرياً بعمق، ما بعده عمق، يزيد من قُوَّته إحساسه القصصي وشغفه السردي”.

وحسن بلاس: كاتبٌ وسينمائيٌّ عراقيٌّ مُقيم في فنلندا. كَتَبَ في السينما والمسرح والشِّعْر والسَّرْد. تُرجمَتْ قصصه إلى لُغات عديدة؛ حيث صدرت مجموعته معرض الجثث بالإنكليزية عن دار بنغوين الشهيرة. رُشِّح ونال أكثر من جائزة عالمية مُهمَّة. وفي عام 2014، حصل على جائزة الإندبندنت المرموقة في إنكلترا، وكان بذلك أوَّل كاتب عربيٍّ يحصل على هذه الجائزة.

كَتَبَتْ عن قصصه كُبريات صحف العالَم ومجلَّاته، وشارك في العديد من المهرجانات الأدبية العالمية. وَصَفَتْهُ صحيفة الغارديان بأنَّهُ (أفضل كاتب عربيٍّ على قيد الحياة).

صدر له: معرض الجثث: قصص 2015، وطفل الشِّيْعَة المسموم: نصوص 2016، والله 99: رواية 2018. صدرت كلُّها عن المتوسِّط.

من الكتاب:

عزيزي رامان. هؤلاء الشَّمَاليُّوْن وأصحاب بشرة التفوُّق الأبيض يريدون أن يشبهوا حالنا نحن اللاجئين والمهاجرين، كالجراد. يريدون أن يقولوا إنهم يخوضون حرباً ضدَّ تدفُّق أسراب الجراد من بقاع العالَم المتخلِّف، وهو يهدِّد محاصيل رفاهيَّتهم المقدَّسة. في الحقيقة، هؤلاء أبناء الرفاهية والاستهلاك الأناني هم الجراد الحقيقي والأخطر على هذا الكوكب. إنهم أخطر جراد في تاريخ البشرية، وليس منذ اليوم! لن تكفي تِقْنِيَّاتهم ومصانعهم وأنانيَّتهم وهَوَسهم، موارد هذه الأرض المنهَكَة من حمَّى التصنيع والاستهلاك الذي يمارسونه منذ قرون. لن يكفي جوع هذا الجراد الأبيض المتفوِّق، ولا عشرة كواكب أخرى شبيهة بالأرض.

  الزمن سيشفي جروحكَ .. أنتَ بحاجة إلى جلسات علاج، هل بدأتَها؟ أنا متأكِّد أنكَ سترجع مثل ما أعرفكَ، صديقي .. إنساناً طيِّباً وذكياً، وقلبكَ مليء بالمحبَّة.

 الهجرة المتواصلة هي الحلُّ!

 ماذا تقصد؟

 انسَ الموضوع! أخبرني عن مشاريعكَ؟

 

ميدل إيست أونلاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى