حصاد رمضان… ممثّلون وممثّلات استحقوا العلامة الكاملة

بالرغم من غياب عدد من الممثلين المتمرّسين عن شاشة رمضان هذا العام، إلا أنّ آخرين قدّموا أدواراً مهمّة، تشكّل نقطة فارقة في مسيرة بعضهم. فإلى جانب الظهور المتميّز لعدد من أبرز نجوم التسعينيات مثل سيمون في «بين السرايات»، ومحمد رياض في «لعبة إبليس» (راجع «السفير» 2015/07/16)، قدّم بعض الممثلين والممثلات بين مصر وسوريا أدواراً نقلتهم إلى مواقع متقدّمة، أو أعادتهم إلى الصدارة بعد غياب.

من بين الممثلين المصريين الذين حظوا بفرصة إظهار طاقاتهم هذا العام بشكل أفضل، الممثل طارق لطفي في «بعد البداية»، حيث قدّم أوّل أدواره في البطولة المطلقة، ليحظى بإشادات نقديّة واسعة. كذلك الأمر بالنسبة للممثلة نيللي كريم التي تقدّم للسنة الثالثة على التوالي دوراً صعباً وجديداً، إذ حافظت على أدائها المتميّز في «تحت السيطرة»، وكان لافتاً أداء شريكها في البطولة الممثل التونسي ظافر العابدين، إلى جانب باقي أبطال العمل خصوصاً محمد فرّاج وجميلة عوض.

«دور العمر» قدّمه باسل خيّاط في مسلسل «طريقي» بجانب شيرين عبد الوهاب، بأدائه لشخصيّة المحامي الفاسد والأب والزوج المتسلّط يحيى المنيسي. على الرغم من أن الممثل السوري ظهر من قبل في الدراما المصرية، وشارك غادة عبد الرازق العام الماضي في بطولة «السيّدة الأولى»، إلا أنّه كان في أفضل حالاته هذا العام، وابتعد عن تقديم دور الشرير بطابعه النمطي، متقمصّاً الشخصيّة بشكل مقنع حدّ التماهي. وشهد المسلسل أيضاً أداء تمثيلياً قويّاً للممثلة المصريّة سوسن بدر، بدور هدى، والدة دليلة التي تصاب بالألزهايمر، وذلك ليس جديداً على بدر المعروفة بتمكّنها، إلا أنّها لعبت في منطقة جديدة عليها أبدعت فيها. كذلك الأمر بالنسبة لخالد الصاوي بأحد أفضل أدواره في «الصعلوك»، وخالد النبوي في «مريم».

نجوم الدارما السوريّة تفوّقوا على أنفسهم في كثير من الأعمال، سواء في الأدوار الأولى أو الثانويّة. ويمكن القول إنّ كاريس بشار كانت نجمة الموسم بدور وردة في «غداً نلتقي»، والتي تمزج بين السخرية والحزن، ومحاولتها التأقلم مع واقع النزوح، وحبّها من طرف واحد لمحمود (عبد المنعم عمايري). وقدّم جميع الممثلين في العمل أداءً مبهراً، خصوصاً ضحى الدبس في دور أم عبدو، ومحمد حداقي بدور صامت في أغلب الحلقات. ومن بين الممثلّات السوريّات، برزت أيضاً شكران مرتجى بأحد أهمّ الأدوار خلال مسيرتها في مسلسل «بانتظار الياسمين» من خلال شخصيّة نازحة تحترق داخل خيمتها في إحدى حدائق دمشق العامّة. وفي العمل ذاته، قدّم الممثل القدير غسان مسعود دور نازح يقيم مع عائلته في الحديقة ذاته، في دوره الوحيد لهذا الموسم.

كذلك عوّض جمال سليمان غيابه عن الدراما السورية بعودة قوية في «نادي الشرق»، ضاعفت من رصيد العمل، وليستعيد أدواراً قديمة حققت له حضوراً هاماً. وهي حالة تنطبق على مواطنه تيم حسن الذي ظهر في أفضل حالاته بدور تيمور تاج الدين في «تشيللو». وبالرغم من كلّ الانتقادات التي رافقت النص والحكاية المقتبسة عن فيلم «عرض غير لائق، إلا أن حسن ظهر متمكّناً من دوره، بشخصية تذكر بنجاحاته في الدراما السوريّة قبل انتقاله إلى الدراما المصريّة في «الملك فاروق». كما قدّم أيمن زيدان قراءته الخاصّة لشخصيّة التاجر الذكوري صبحي في «حرائر»، من خلال منحه طابعاً كوميدياً في بعض المشاهد، تذكّر بملامح من شخصيّة جميل في «جميل وهناء».

صحيفة السفير اللبنانية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى