فن و ثقافة

حكاية من بلدي، وجرأة النص المحلي !

حكاية من بلدي، وجرأة النص المحلي !

خاص

على خشبة مسرح القباني، عُرضت مسرحية ( حكاية من بلدي ) التي كتبها المسرحي جوان جان، وهو يضيف للنصوص المحلية تجربة جديدة وبُعداً آخر، يؤشر إلى ضرورة المغامرة المسرحية في الشغل على نص محلي، وكان عنوان المسرحية موحيا بأن النص يأخذ من الواقع والتاريخ، ويعيد بناءه على نحو جديد يحمل طموحاً بمسرح شعبي تجريبي أفضل.

والمسرحية جاءت ضمن عروض المسرح التجريبي في مديرية المسارح والموسيقا بإخراج إشكالي للفنان سهيل العقلة، الذي لم يبن تجربته على نجوم بارزين بل أعطى الفرصة لأسماء جديدة ، وهي مغامرة تحسب له ، وخاصة في إشراك الفنانة صباح السالم التي تحتاج إلى فرص جديدة فعلاً.

تبدأ المسرحية بزمن غير الزمن الذي نعيش فيه، فتقدم رجلاً ساذجاً هارباً من زوجته (سعدية) تلاحقه السلطات العثمانية لتشابه اسمه مع اسم أحد أبطال الثورة ضد العثمانيين، ويقوم الثوار باختطافه من السلطات باعتباره بطلا ينبغي إنقاذه، لكن اللعبة المسرحية تقدمه لنا بكركتر كوميدي يؤدي مفارقات مضحكة لا تتوافق مع البطل الشعبي الذي يفترض أنه تم إنقاذه !

يقوم جوان جان ببناء مزج بين زمنين، فإذا نحن أمام الشخص نفسه الفار من سعدية، وقد وقع بيد داعش، وأرادت السلطات استخدامه للإيقاع بالإرهابيين الذين يعدون لتفجير نفسه .

ورغم بساطة النص في التعاطي مع زمنين، فإن الأداء الكوميدي حمى الفكرة من احتمال السطحية في الطرح، ودفعها لتؤدي دورا مقبولا في التعاطي مع الأحداث ودفع المشاهد للتفكير أكثر في أبعاد اللعبة المسرحية.

أما عن الإخراج، فقد غامر سهيل عقلة بالممثلين الذين حملوا النص (زهير بقاعي، تاج الدين ضيف الله، صباح السالم، بسام دكاك، عبير بيطار، مؤيد الملا، طلال محفوض، أنس الحاج، حمدي عقلة)، واستعان بإيحاءات الديكور الذي وضعه الفنان كنان جود لأصابع يد تتحرك مع المشاهد ، وكان المؤثر الغنائي ناجحا في الإيحاء بمحلية الأحداث .

وبغض النظر عن كل هذه التفاصيل ، فقد خاض المشاركون التحدي في عرض مقبول، ينبغي تعميقه لأننا نحتاج إليه كمسرح شعبي يجدد نفسه ، ويحاول بناء تجربة جديدة ، تجعل خشبة المسرح قادرة على تقديم وجهات النظر حتى لو واجهها النقد ببرود !

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى