حكواتي الفن السوري رفيق سبيعي : ابنه معارض فج ، وهو مؤيد حتى العظم !
خاص دمشق-
آخر مرة شاهدنا فيها الفنان رفيق سبيعي كانت في مكتب مدير الانتاج التلفزيوني تميم ضويحي في مبنى التلفزيون العربي السوري. كان يتابع الأوراق الإدارية المتعلقة بالجزء الثاني من برنامجه الوثائقي الدرامي (( حكواتي الفن ))..
جلس رفيق سبيعي على الكرسي، وقال:
ــ إن الكاتب سعيد العبد الله يساعده في إعداد برنامج حكواتي الفن، ويجب أن يعطى أجرا جيدا.
بعد يومين، دخل الكاتب سعيد العبد الله إلى المكتب نفسه… كان يبدو عجوزا أكثر من رفيق سبيعي وهو أصغر منه بكثير. كان يتوكأ على عصاه متعبا يمشي بتثاقل، جلس على الكرسي ينتظر الأستاذ رفيق أكثر من ساعتين ..
دخل رفيق سبيعي بقامته المديدة، يحاول أن يمشي منتصب القامة، لكن التعب كان واضحا على جسده، وكانت ملامحه تحكي عن زمن طويل عاشه هذا الوجه، فقد احتفل في شباط الماضي بعيد ميلاده الخامس والثمانين في لوكيشن أحد الأعمال وحضر ابنه الفنان سيف الدين السبيعي وزجاه السابقة سلافة المعمار ..
كسر رفيق سبيعي كل الألقاب التي أطلقها عليه الكتاب والصحفيون السوريون / فمنذ كان يعرف بأبي صياح يوم ظهر في أعمال الثنائي ((دريد ونهاد)) رافقه هذا اللقب، ولم يمح من ذاكرة الناس، ثم ما أن ظهر في مسلسل (( أيام شامية)) بدور الزعيم حتى راح هذا اللقب يرافقه في المرحلة التالية، وبهدوء كرمه السوريون بلقب (( فنان الشعب)) ، وهو أيضا من ألقابه التي يستخدمها الصحفيون أيضا..
غنى رفيق سبيعي للشباب في سبعينات القرن الماضي، وكان يسخر من جيل الشعر الطويل الذي عرف بجيل ((الخنافس))، وخاصة بأغنيته الشهيرة (( شرم برم كعب الفجان))، فرد عليه ((الخنافس)) بأنهم أطلقوها في كل مرابع ((الديسكو)) وراحوا يرقصون عليها بجنون وكأنها جاءت ((عز الطلب)).. ويغني رفيق سبيعي هذه الأيام للشام وسورية، ولايشبع مسؤولو التنسيق في التلفزيون وخاصة الفضائية السورية من تكرار أغنيته (( هي هية الشام ))، وعلى سيرة الشام فإن رفيق سبيعي من حاراتها الشعبية: ولد في حي البزورية الجميل القريب من المسجد الأموي ، ولهجته هي اللهجة الشامية بجدارة، لذلك كان من أميز من لعب دور القبضاي في الحارة الشامية، ومع ذلك استطاع أن يخرج عن تنميط أدواره ، تماما كما كان يحاول أن لايحاصر نفسه في الغناء، فاشتغل في المسرح ثم الإذاعة ثم التلفزيون مارا بأدوار رديئة في السينما ..
عندما توفي ابنه الفنان السوري عامر سبيعي في تشرين أول أكتوبر الماضي، لم ينكسر ظهر رفيق سبيعي فعمر ابنه البكر ((عامر)) كان 57 عاما. كان يتلقى التعازي بهدوء ، وكان ابنه معارضا ((فجا)) للنظام في سورية، ومع ذلك ظل رفيق سبيعي مؤيدا ((حتى العظم)) يعمل بكل السبل في الخط الموالي، لأن هذا الخط يحمي سورية التي يحبها الجميع !
لم يتعب هذا النجم بعد : يسجل حلقات برنامجه الإذاعي (( حكواتي الفن)) الذي لم يتوقف منذ نحو عقدين، والآن يعمل على إنتاج هذا البرنامج تلفزيونيا تحت الاسم نفسه.