حكومة ( مهمة و مهلة ) : هل ينجح الحريري أم يظل ضمن ( كلن يعني كلن)؟!

 

خاص بوابة الشرق الأوسط الجديدة

بعدما أستقال قبل عام ، إستجابة لإنتفاضة اللبنانيين ضد المنظومة الحاكمة منذ عشرات السنين، هاهو سعد الحريري  يعود ليكلف برئاسة الحكومة لتنفيذ الإصلاحات التي نصت عليها مبادرة الرئيس ماكرون . فهل عاد سعد الحريري القديم، أم أنه سيثبت أن سعد الحريري الذي تعلم من إنتفاضة اللبنانيين ليفتح باب الإصلاح و يسجل نفسه خارج المقصودين بشعار (كلن يعني كلن) . حتى الآن، ليس هناك إلا كلام بكلام ، وكما يقول أهل الشام و ضمنهم اللبنانيين ( الحكي ما عليه جمرك ) أي أنه سلعة ليست ذات قيمة .

الحريري أعلن أنه يسعى لتشكيل حكومة إختصاصيين غير حزبيين مهمتها وقف الإنهيار و تحقيق الإصلاح وفق المبادرة الفرنسية ، وذلك خلال ستة أشهر . أي أنه يتعهد بإحترام أن حكومته ستكون حكومة مهمة خلال مهلة . وبطبيعة وزرائها غير الحزبيين والإختصاصيين يرى البعض أن منظومة الحكم، متسلحة بالبرلمان القادر على عرقلة عمل الحكومة، ستعمل على مماطلة الحريري، أثناء التأليف، لتتضح نتيجة الإنتخابات الأميركية. وستسعى إلى إفشاله إذا أنجز تأليفه. و يبدو أن الصراع الإيراني الأميركي ينعكس بشكل ما على إمكانيات نجاح حكومة الحريري العتيدة، بينما حال لبنان واللبنالنيين وصلت إلى قعر الكارثة، ولا يجوز لأي قوى سياسية، وأولها الحريري، والثنائي حزب الله والتيار العوني، السماح بتعطيل التوجه نحو الإصلاح ووقف الأنهيار .

وهناك من يرى الصراع حول هذه الحكومة ما هو إلا إنطلاق الصراع على رئاسة الجمهورية اللبنانية. ومرشحو أنفسهم للرئاسة ، سليمان فرنجية وجبران باسيل وسمير جعجع، يريدون من التعامل مع هذه الحكومة تعاوناً أو رفضاً، مفتاح عمل بإتجاه الرئاسة. وهذا إستثمار للكارثة لتحقيق مطامح سياسية إن صحت هذه الرؤية .

كما أن هناك رؤية تقول أن تسهيل تشكيل وعمل هذه الحكومة من معظم الأطراف ناتج عن تفاهمات تمهد لتسويات حول مستقبل المنطقة ، و سيكون من أهم مهمام الحكومة العتيدة إنجاز وإنجاح ترسيم الحدود مع إسرائيل. فهل صحيح أن التفاهمات بإتجاه الإتفاق حول التسوية الساعية لرسم صورة وهوية وخرائط القوى في المنطقة ؟؟ وهل تستخدم معاناة الشعب اللبناني  في الوصول إلى تسويات إقليمية دولية ؟؟ و كيف ستتصرف الحكومة والقوى السياسية و القوى الشعبية تجاه كل ذلك ؟؟ الأسئلة تحوم هذه الحكومة، رغم أن الشعب يتعلق بحبال الهواء أملاً بالخروج من الحفرة الكارثية التي رمته بها الطبقة الحاكمة بفسادها ولصوصيتها .

يستمر لبنان واللبنانيون بالمعاناة نتيجة الإنهيار الإقتصادي والمالي، ونتيجة الدمار المتولد عن إنفجار المرفأ … فهل ينجح الحريري بإنجاز حكومته ؟ وهل ستنجح هذه الحكومة بإنجاز مهمتها ، ضمن مهلتها المحددة ؟؟؟

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى