يتقاطع القائمون وأعضاء كورال «حنين» وكورال «حلم» في سوريا على محبّة المدرسة الرحبانية، التي تمثّلهم فنياً بشكل كلّي، مع تذوّقهم لبقية الألوان الغنائية، لكن الحصّة الأوفر وجدانياً تنحو باتجاه الرحابنة وفيروز على وجه الخصوص.
لذا راحت كلّ تجارب هذا الكورال باتجاه أعمال الرحابنة خلال ١٦ عاماً من العمل لتكريس التجربة، رغم غياب أي دعم مادي أو لوجستي، عدا عن بعد مقر العمل عن دمشق واختصاره على الساحل السوري … ومع ذلك تمكّن الكورال من خلق حالة فنية العدم والإنجاز باللحم الحي في ظروف صعبة، حتى صار حاضراً عربياً وشارك في مهرجانات عديدة.
يحنّ القائمون على هذه التجربة الفنية إلى أيّام زمان، عندما كان حضور فيروز في ليالي معرض دمشق الدولي بمثابة طقس وتقليدي سنوي، كما أنهم معنيّون بفكرة غناء صاحبة الصوت الملائكي أجمل القصائد إلى سوريا وهو ما خلق علاقة خاصة وعميقة بين فيروز والأخوين رحباني والشعب السوري.
كما يحاول القائمون على الكورال الافادة من تجربة زياد رحباني عندما أعاد توزيع بعض الأعمال بأسلوب موسيقي مختلف ومبدع في ألبوم «إلى عاصي» وإعادة تدوير الأغاني بأسلوب كورال موزع. وقد سبق أن قدم الكورال منذ سنوات حفلة من أعمال زياد رحباني بعد اطلاعه على التجربة. لذا فقد قرر الكورال أن يكرّس طقساً سنوياً في يوم رحيل عاصي الرحباني وانطلق بتنفيذ ذلك هذا العام في مناسبة مئوية عاصي الرحباني ..
وسيقدم اليوم في ٢٢ حزيران (يونيو) احتفالاً في القصر الثقافي في طرطوس وحفلة ثانية في 23 حزيران (يونيو) في القصر الثقافي في صافيتا.
عن مضمون الأمسيتين، تقول نهى بشور مديرة الكورال لنا: «سنقدم أعمالاً غنائية للسيدة فيروز والأخوين رحباني موزعة هارمونياً لأربعة أصوات، كذلك نعرض فيديوات قصيرة سبق لريما الرحباني أن أنتجتها من أرشيفهم وعرضتها على صفحتها على الفيسبوك… وفيها لقطات ومشاهد نادرة يحكون فيها عن مسيرتهم الفنية ومقاطع من أغنيات وأعمال لهم، كذلك يتضمن الحفل فيديوهات لأشخاص عملوا معهم وعاشوا التجربة من الداخل مثل الفنان جوزيف عازار والفنانة جورجيت صايغ وقصيدة من صديقهم الشاعر الكبير طلال حيدر»
وماذا عن ضيوف الحفلتين؟ توضح بشور «سيحل كل من سيمونا ضو سالم الحاج من لبنان للمشاركة في الحفلتين كونهما أيضاً عملا طويلاً مع السيدة فيروز ومع الأخوين رحباني»