تحليلات سياسيةسلايد

“حماس” تُسلم ردها بشأن مقترح تهدئة غزة وتوقعات باتفاق قريب.. الجهاد الإسلامي تطلب بـ”ضمانات” والقاهرة تبدأ التحرك وإسرائيل تتحدث عن مطالب وتدرس تفاصيله

أعلنت حركة حماس مساء الجمعة أنها “جاهزة بكل جدية للدخول فورا” في مفاوضات حول آلية تنفيذ مقترح وقف إطلاق النار مع إسرائيل في غزة حيث أفاد الدفاع المدني بمقتل أكثر من 50 شخصا في هجمات إسرائيلية.

إعلان حماس صدر قبيل زيارة سيجريها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الإثنين إلى واشنطن حيث سيلتقي الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي يمارس ضغوطا على الطرفين من أجل التوصل إلى هدنة.

وقالت الحركة في بيان إنها “أكملت مشاوراتها الداخلية، ومع الفصائل والقوى الفلسطينية حول مقترح الوسطاء الأخير لوقف العدوان على الشعب الفلسطيني في غزة”، وإنها سلّمت “الرد للإخوة الوسطاء (المصريين والقطريين)”، مؤكدة أن ردها “اتّسم بالإيجابية. وأن الحركة جاهزة بكل جدية للدخول فورا في جولة مفاوضات حول آلية تنفيذ هذا الإطار”.

وقال مصدر فلسطيني مطلع لفرانس برس إن المقترح الجديد “يتضمن هدنة لستين يوما، وإفراج حماس عن نصف الأسرى الإسرائيليين الأحياء في مقابل إفراج إسرائيل عن أعداد من الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين”.

وأعلنت حركة الجهاد الإسلامي، أبرز حليف لحماس في الحرب ضد إسرائيل في غزة، مساء الجمعة أنها تدعم قرار حليفتها الدخول في مفاوضات حول آلية تنفيذ مقترح الهدنة، لكنها طلبت “ضمانات” بتحويل الهدنة المؤقتة إلى وقف دائم لإطلاق النار.

وقالت حركة الجهاد الإسلامي في بيان إنها “قدمت (لحماس) بعض الملاحظات التفصيلية حول آلية تنفيذ المقترح”، ولفتت إلى أنها “معنية بالتوصل إلى اتفاق” لكنها تريد “ضمانات دولية إضافية لضمان عدم استئناف الاحتلال الإسرائيلي لعدوانه بعد تنفيذ بند الإفراج عن الأسرى”.

اندلعت الحرب في قطاع غزة عقب هجوم غير مسبوق نفّذته حركة حماس ضد الدولة العبرية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.

أتاحت هدنة أولى لأسبوع في تشرين الثاني/نوفمبر 2023 وهدنة ثانية لحوالى شهرين في مطلع 2025 تم التوصل إليهما عبر وساطة قطرية وأميركية ومصرية، الإفراج عن عدد من الرهائن المحتجزين في قطاع غزة مقابل إطلاق سراح فلسطينيين من السجون الإسرائيلية.

ومع عدم التوصل إلى اتفاق للمرحلة التالية بعد الهدنة، استأنفت إسرائيل هجماتها على قطاع غزة في منتصف آذار/مارس وكثّفت عملياتها العسكرية في 17 أيار/مايو، قائلة إن الهدف هو القضاء على حركة حماس وتحرير الرهائن الذين لا يزالون محتجزين في القطاع.

وأكد نتانياهو مجددا الأربعاء عزمه على القضاء على حماس “حتى الجذور”.

وفي مواجهة ضغوط شديدة من الرأي العام، تعهد الخميس بإعادة جميع الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في غزة “بدون استثناء”، خلال زيارة لكيبوتس نير عوز حيث خطف معظم الرهائن خلال هجوم حماس غير المسبوق.

الخميس قال الرئيس الأميركي إنه يريد “الأمان” لسكّان غزة، مضيفا “لقد مرّوا بجحيم”.

– مقترح هدنة لستين يوما –

وقال مصدر فلسطيني مطلع لفرانس برس إن المقترح الجديد “يتضمن هدنة لستين يوما، وإفراج حماس عن نصف الأسرى الإسرائيليين الأحياء في مقابل إفراج إسرائيل عن أعداد من الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين”.

ويعتقد أن العدد الإجمالي للرهائن الأحياء يبلغ 22 شخصا.

وبحسب مصادر إعلامية، ينص الاقتراح على إطلاق سراح 10 أسرى أحياء ما زالوا محتجزين في غزة وإعادة جثث 18 أسيرًا، مقابل إطلاق سراح عدد من الأسرى الفلسطينيين.

كما قال مصدر إسرائيلي، مساء الجمعة، إن تل أبيب تلقت من الوسطاء، رد حركة حماس على مقترح تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، موضحا أن تل أبيب تدرس تفاصيله.

ونقلت قناة (12) العبرية الخاصة عن مصدر إسرائيلي مسؤول، لم تسمه، قوله إن تل أبيب تلقت من الوسطاء رد حماس حول مقترح وقف إطلاق النار، وإنها تدرس تفاصيله.

وأوضح المصدر أنه من المتوقع “توجه بعثة إسرائيلية إلى العاصمة القطرية الدوحة لإجراء مفاوضات بشأن المقترح المذكور”، دون تحديد موعد الزيارة.

لكن القناة ذاتها نقلت عن مصدر إسرائيلي مطلع، في وقت سابق الجمعة، أن توجه البعثة إلى الدوحة لن يستغرق أكثر من يوم ونصف.

بدورها، قالت هيئة البث العبرية الرسمية، إن حماس ما زالت تُصرّ على ثلاثة مطالب أساسية لتعديل بنود الاتفاق، نقلا عن مصادر مطلعة.

وأضافت المصادر أن المطلب الأول يتعلق بالعودة إلى نموذج توزيع المساعدات الإنسانية السابق، الذي يتيح لحماس استعادة جزء من السيطرة على دخول البضائع إلى قطاع غزة.

أما المطلب الثاني فيتعلق بما سيحدث بعد انقضاء فترة الـ60 يوما من وقف إطلاق النار، فبينما ترى إسرائيل أن انتهاء المدة دون اتفاق يسمح باستئناف القتال، تُصرّ حماس على تمديد وقف إطلاق النار حتى بدون اتفاق نهائي، وفق ما أورده المصدر.

أما المطلب الثالث فإنه يركز على خريطة انسحاب الجيش الإسرائيلي من أراضي قطاع غزة، إذ تطالب حماس بانسحاب واضح وملموس من المناطق التي ينتشر فيها الجيش داخل القطاع.

من جهتها، قالت صحيفة “يسرائيل هيوم” الخاصة، إن التقديرات في إسرائيل تشير إلى أن الصعوبة الرئيسية في مواصلة المحادثات ستكون بشأن خريطة انسحاب قوات الجيش الإسرائيلي من القطاع.

وأشارت إلى أن حماس تطالب بانسحاب كامل، بينما تريد إسرائيل الإبقاء على محور موراج وكل المناطق الواقعة جنوبه.

بدورها، أفادت مصادر مصرية، بأن القاهرة تبدأ اتصالات مكثفة إلى صيغة نهائية تحظى باتفاق كافة الأطراف بشأن وقف إطلاق النار في غزة بعد تسلم رد من حركة “حماس” فتح المجال لمفاوضات غير مباشرة لمدة 60 يوما.

جاء ذلك بحسب ما نقلته قناة “القاهرة الإخبارية” عن تلك المصادر دون أن تسميها.

وأفادت المصادر ذاتها، بأن “حـماس سلمت الوسطاء ردها على المقترح الأخير المقدم من الوسطاء”.

وأكدت أن “رد حـماس تضمن فتح المجال أمام مفاوضات غير مباشرة للتوصل للتهدئة لمدة ستين يوما فور إقرارها”.

وأضافت المصادر أن “مصر تبدأ في إجراء اتصالات مكثفة مع مختلف الأطراف خلال الساعات المقبلة للوصول إلى صيغة نهائية تحظى باتفاق كافة الأطراف”.

وأشارت إلى “مصر تكثف اتصالاتها وتحركاتها مع جميع الأطراف لاستئناف المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين”.

 

 

صحيفة رأي اليوم الالكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى