تحليلات سياسيةسلايد

حمدوك يدعو البرهان لاغتنام الفرصة لإنهاء الحرب

رئيس الوزراء السوداني السابق يحذر من تفتيت السودان ويشيد بمرونة قائد قوات الدعم السريع ورغبته الجادة في حل ينهي الحرب.

دعا رئيس الوزراء السوداني السابق عبدالله حمدوك قائد الجيش رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبدالفتاح البرهان إلى اجتماع عاجل ومباشر مع تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) لبحث وقف الحرب وإنقاذ البلاد من التفتت واغتنام الفرصة التي لاحت في الأفق لإنهاء الأزمة.

وقال حمدوك الذي عزله البرهان في انقلاب على السلطة المدنية في 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021 واحتجزه ووزراء من حكومته لفترة وهو الانقلاب الذي فجر أزمة طاحنة “لسنا الدولة الوحيدة التي تتعرض لتجربة حرب، ولكن الشعوب الحية هى التى تحول الكوارث إلى فرص لصناعة مستقبل باهر. لذلك أجدد اليوم دعوتى إلى قيادة  القوات المسلحة للقاء عاجل نتدبر فيه سبل وقف الحرب وإنقاذ بلادنا من التفتت”.

وأضاف في تغريدة على حسابه بمنصة اكس (تويتر سابقا) “خاطبت اليوم السيد القائد العام للقوات المسلحة السودانية لحثه على قبول طلب الاجتماع المباشر مع تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم)، لاغتنام الفرصة التي لاحت لإيقاف الحرب والتي تم التعبير عنها في إعلان أديس أبابا الموقع بين تقدم وقوات الدعم السريع والذي أبدت فيه قوات الدعم السريع استعدادها التام لوقف غير مشروط للعدائيات عبر تفاوض مباشر مع القوات المسلحة”.

وشدد على أن هذه فرصة للسلام ولا يجب تضييعها، مشيرا إلى المرونة التي أبداها قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) الذي يقوم بدوره بجولة في شرق افريقيا، سعيا لحل الأزمة وإنهاء الحرب، لكن تعنت البرهان أعاد مجددا خلط الأوراق إذ لغم مسار أي مفاوضات باشتراطات قد تجعل الطرف الآخر يعيد حساباته قناعة بأن قائد الجيش لا يرغب في السلام وأنه يدفع فقط لتأزيم الوضع.

وكان حميدتي قد أعلن الثلاثاء خلال اجتماع مع حمدوك في أديس أبابا أنه “مستعد لعقد اتفاق سلام اليوم قبل غد”، معتبرا أن “الطرف الآخر ليس مستعدا لذلك”. وكان يشير بذلك إلى قائد الجيش الذي يبدو أنه لا يملك القدرة على اتخاذ القرار اذ تؤكد مصادر سودانية أن فلول النظام السابق وقادة في الحركة الإسلامية في الجيش هم من أشعلوا الحرب في 15 أبريل/نيسان وهم من يريد إطالة أمدها أملا في العودة للسلطة.

وقال حمدوك الذي يرتبط بعلاقات جيدة مع قادة القوى المدنية في السودان “إن هذه الفرصة للسلام يجب ألا نضيعها وأن نعمل وسعنا لوقف الحرب وبناء سلام مستدام في بلادنا الحبيبة. إننا نمد أيادينا نظيفة من غير سوء للوصول لحل سلمي تفاوضي ونأمل أن تستجيب الأطراف المتقاتلة لذلك حتى نرفع المعاناة عن كاهل شعبنا ونبني وطننا على أساس جديد يجعل حرب 15 أبريل آخر حروب السودان، ليعقبها سلام مستدام”.

وتابع أنه “وانطلاقا من إرادة وطنية صادقة وفى إطار مساعينا لوقف هذه الحرب المدمرة، عقدت ووفد من تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) اجتماعات باديس أبابا خلال اليومين الماضيين مع الفريق أول محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع أجرينا   خلالها نقاشا سودانيا صريحا حول الحرب العبثية وأثارها الكارثية وما يتعرض له المدنيون من ويلات في كل أنحاء الوطن”.

وعبر عن سعادته بالتوصل إلى إعلان اديس أبابا الذي يشكل في توقيته مخرجا للأزمة الراهنة إن توفرت الإرادة والرغبة الجادة في انهاء الحرب، مشيرا إلى أنه “تضمن نتائج طيبة ستعيننا حتما في مساعى وقف الحرب والتأسيس لدولة سودانية ديمقراطية يعيش فيه أبناؤنا في أمان وعز وكرامة”.

وقال “لعل أهم نتائج اجتماعاتنا بأديس أبابا الاستعداد التام لقوات الدعم السريع لوقف فورى غير مشروط لإطلاق النار وتدابير حماية المدنيين وتسهيل عودة المواطنين إلى منازلهم وإيصال العون الإنساني والتعاون مع لجنة تقصى الحقائق فضلا عن الاتفاق على إعلان المبادئ وخارطة الطريق المقترحين من تقدم”.

وتأتي دعوة حمدوك بينما حل حميدتي أمس الأربعاء ضيفا على كينيا في محطة جديدة ضمن جولة في شرق إفريقيا حيث تتكثف الجهود الدبلوماسية لإجراء مفاوضات سلام.

واستقبل الرئيس الكيني وليام روتو قائد قوات الدعم السريع، مشيدا في منشور على حسابه بمنصة إكس بـ”التزام حميدتي بإنهاء النزاع في السودان عبر الحوار”، مضيفا أن “المحادثات الجارية التي تقودها الهيئة الحكومية للتنمية في شرق إفريقيا (إيغاد) يجب أن تفضي إلى تسوية سياسية تتيح تحقيق السلام الدائم في البلاد”.

وقال حميدتي، إن المناقشات مع روتو ركزت على آخر التطورات في السودان “ودراسة الأسباب الجذرية للحرب وإيجاد حلول للتخفيف من الأزمة ومن معاناة شعبنا”، مضيفا في تغريدة على حسابه بمنصة إكس “لقد عرضت إستراتيجيتنا لوقف الأعمال العدائية وبدء المفاوضات للتوصل إلى حل شامل”.

وأضاف “ناقشت معه التطورات الجارية في السودان وأسباب نشوب الحرب وسبل التوصل إلى حل للأزمة يرفع المعاناة عن كاهل شعبنا. طرحت لفخامته رؤيتنا لوقف إطلاق النار وبدء التفاوض للوصول للحل الشامل الذي يحقق السلام العادل والدائم في البلاد. شكرته على الجهود الكبيرة التي تبذلها كينيا ودول الإيقاد لإنهاء الحرب وأخرها اجتماع رؤساء الإيقاد في جيبوتي الذي رحبنا به وأكدنا التزامنا بمخرجاته. لمست تفهماً ورغبة من رئيس جمهورية كينيا للعمل مع جميع الأطراف لإيجاد مخرج للأزمة يعيد الآمن والاستقرار للسودان.

ومنذ أسبوع، جالقائد قوات الدعم السريع في أوغندا وإثيوبيا وجيبوتي، في أولى زياراته الرسمية إلى الخارج منذ بدء الحرب في السودان في منتصف أبريل/نيسان.

وتأتي هذه الجولة في وقت تضاعف “إيغاد” التي تتولى جيبوتي رئاستها، جهودها لحمله وقائد الجيش السوداني الفريق عبدالفتاح البرهان، على التفاوض.

ولم يلتق القائدان العسكريان منذ اندلاع حرب أدّت إلى سقوط 12 ألف قتيل، وفق تقدير منظمة “أكليد”، ويعتقد أن هذا الرقم أدنى من الحصيلة الفعلية. كما تسببت المعارك بنزوح أكثر من سبعة ملايين شخص، وفق الأمم المتحدة.

وفي محطاته المختلفة، ضاعف الجنرال دقلو إشارات الانفتاح، قائلا إنه عرض في أوغندا “رؤيته لبدء مفاوضات” وبحث في إثيوبيا “ضرورة وضع حد بسرعة لهذه الحرب” وأكد في جيبوتي للرئيس إسماعيل عمر جيلة رغبته في “إنهاء الحرب والتوصل إلى حل شامل”.

وخلال زيارته جيبوتي في 31 ديسمبر/كانون الأول، أعلن وزير الخارجية محمود علي يوسف عبر إكس (تويتر سابقاً) أنه “خلال الأسبوع المقبل، ستمهّد جيبوتي التي ترأس منظمة إيغاد، لحوار في السودان وستستضيف اجتماعا حاسما”.

وقال “إن الشعب السوداني الشقيق سئم من ويلات الحرب وإن هذه الحرب أخذت الأخضر واليابس والبلد دخل في نفق مظلم وعلى جميع الدول المجاورة والمجتمع الدولي الاهتمام بجدية بالحرب السودانية السودانية حتى يتوقف نزيف الدم ويعم السلام في هذا القطر الاصيل من أمتنا”.

وكان من المقرر عقد اجتماع بين طرفي النزاع برعاية “إيغاد” في 28 ديسمبر في جيبوتي، إلا أنه “أُرجئ إلى مطلع يناير لأسباب فنية”. ولم تفض محاولات وساطة سابقة حتى الآن سوى إلى هدنات وجيزة لم يتم احترامها.

وتضم “إيغاد” ثماني دول أعضاء هي كينيا وجيبوتي وإثيوبيا وجنوب السودان والسودان والصومال وأوغندا وإريتريا.

وتوسع النزاع مؤخرا ليصل إلى ولاية الجزيرة (وسط شرق) التي كانت حتى ذلك الحين بمنأى منه وتحولت ملجأ لنصف مليون شخص. وقوات الدعم السريع التي تسيطر على غالبية العاصمة الخرطوم ونجحت في السيطرة على مدينة ود مدني، عاصمة الولاية التي تعد بمثابة مركز للمساعدات الإنسانية وتقدمت نحو جنوب البلاد.

 

ميدل إيست أون لاين

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى