حمية فقيرة بالدهون أم بالكربوهيدرات؟
حمية فقيرة بالدهون أم بالكربوهيدرات؟ ! ما الأفضل لإنقاص الوزن؟ اتباع نظام غذائي منخفض الدهون؟ أم اتباع نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات؟ هذا السؤال كان محط دراسة حديثة لباحثين من جامعة ستانفورد الأميركية.
وكي يجيب الباحثون على السؤال، قاموا بدراسة شملت أكثر من 600 شخص تراوحت أعمارهم بين 18 و 50 سنة، كانوا يشكون من زيادة في الوزن أو من السمنة لكنهم لا يعانون من مرض السكري. توزع هؤلاء على مجموعتين: واحدة اتبعت نظاماً غذائياً فقيراً بالكربوهيدرات، وأخرى نفّذت برنامجاً فقيراً بالدهون. كما قام العلماء بتحليل البطاقة الوراثية لجميع المشاركين لمعرفة الجينات التي تشارك في انتاج بروتينات يعتقد بأن لها أثراً في عملية استقلاب الكربوهيدرات والدهون.
أيضاً، تمّ لجميع المشاركين قياس مستوى هرمون الأنسولين على الريق لكل شخص بعد اعطائه جرعة من الغلوكوز، وتم توزيع المشاركين وفقاً لاعتبارات جينية على ثلاث مجموعات: الأولى حساسة على الكربوهيدرات، والثانية حساسة على الدهون، أما الثالثة فليست حساسة لا على هذه ولا على تلك. فماذا كانت نتائج الدراسة؟
بعد مقارنة خسارة الوزن في كل المجموعات بناء على المعطيات الغذائية والوراثية وقياسات هرمون الأنسولين، خلصت نتائج الدراسة التي استغرقت 12 شهراً ونشرت نتائجها في مجلة الجمعية الأميركية الطبية ” جاما”، الى الآتي:
– كان متوسط فقدان الوزن متقارباً جداً لدى الذين اتبعوا ريجيماً فقيراً بالكربوهيدرات أو حمية فقيرة بالدهون فقيراً بالدهون، فالفارق في نقصان الوزن كان ضئيلاً لا يمكن أخذه في الاعتبار.
– لم يسجَل اختلاف كبير في تغيرات الوزن الفردية اعتماداً على الصورة الجينية.
– لم يكن طرح هرمون الأنسولين مرتبطاً بالآثار الغذائية لفقدان الوزن.
وخلص المشرفون على الدراسة الى ثلاث نصائح لخفض الوزن يتفق عليها جميع خبراء التغذية، وهي:
1- أن تكون الخضار الحاضر الأول في أي ريجيم غذائي لخفض الوزن. كونها تزود الجسم سعرات حرارية قليلة. اضافة الى غناها بالعناصر الغذائية المهمة. مثل الفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة والألياف.
2- تناول كميات قليلة من الكربوهيدرات.
3- تناول الأطعمة الصحية المنخفضة الدهون.
4- الابتعاد عن الأطعمة الجاهزة والمتحولة لارتباطها الوثيق بزيادة الوزن نظراً الى احتوائها مكونات وإضافات لا تساعد على تخسيس الوزن.
في المختصر، لا أدلة واضحة على وجود فارق بين ريجيم فقير بالدسم أو ريجيم فقير بالسكريات على ضياع الوزن. والعبرة الأساسية التي يمكن استخلاصها من هذه الدراسة، هي أن أنظمة التخسيس بناء على تحليل المادة الوراثية، التي تلقى رواجاً في الوقت الحالي في الولايات المتحدة، ما هي إلا عملية سطو على عقول الآخرين وأنه لا أساس علمياً لها… وما على الرسول إلا البلاغ.