حوار قصير مع طفل يبيع العلكة
طفل صغير يبيع العلكة في الحديقة، قدم لي العلبة، وعرض عليّ شراء قطعة ، فسألته عن السعر، قال : 200 ليرة . قلت له : أنا لا أملك نقوداً، هل يمكن أن تقدم لي قطعة على حسابك؟
وافق الطفل ، وقال : تفضل.
أخذت القطعة وراقبت رد فعله، كان هادئاً، لم يظهر على وجهه علائم امتعاض، فسألته : ما اسمك؟
ــ شادي.
كان يرتدي قبعة متسخة سوداء لتقيه حرارة الشمس، فسألته :
ــ هل أنت في المدرسة ؟
ــ نعم .
ــ في أي صف ؟
ــ في الرابع .
ــ كيف تترك المدرسة وتأتي إلى هنا لتبيع العلكة؟
ــ عندما أضطر، أطلب الإذن من الآنسة، وأخبرها أننا بحاجة إلى نقود، فتسمح لي على أن أعود في اليوم التالي.
ــ وكم تربح في اليوم ؟
ــ عشرة آلاف.
ــ ماذا تفعل بها ؟
ــ أعطيها إلى أبي ؟
ــ هل هو بحاجة ؟
ــ راتبه لايكفي أجرة بيت.
ــ وأمك ؟
ــ مطلقة ، سافرت ..
ــ هل تنام في الحديقة ؟
ــ لا أنام في البيت مع أبي .
ــ هل لديك وقت لتكتب الوظيفة وتراجع دروسك ؟
ــ أحيانا أنام من التعب، وأحيانا أراجع وظائفي وأقرأ دروسي عن يومين .
ــ هل أنت شاطر في المدرسة .
ــ إسأل الآنسة .
ــ عندما تكبر ماذا تفضل أن تكون ؟
ــ ميكانيكي .
ــ لماذا ؟
ــ لأني أحب السيارات.
ــ هل ستشتري سيارة ؟
فضحك ، وقال : السيارات غالية .
ــ في الحديقة هناك بعض المشردين والشاذين ، هل يتحرش بك أحد ، هل يطلب منك أحد أن تذهب معه ؟
ــ لا ، أنا أعرف كيف أتصرف ، لا تخف عليّ .
وأخرجت من جيبي مبلغا من المال ، وأعطيته له ، وأخبرته أنني سأدفع عن كل قطعة ألف ليرة ، فشعر بالسعادة ، وأعطاني عدة قطع إضافية . فقلت له :
ــ اسمع ياشادي ، أنا صحفي، وأريد أن أنشر الحوار معك في الصحيفة ، فهل توافق ؟
ــ هل تنشر صورتي ؟
ــ طبعا ، إذا سمحت لي .
ــ انشرها. أنا موافق .