خالد أبو النجا متّهم بالخيانة العظمى!
لم يكن خالد أبو النجا يعلم أنّ إجابته عن سؤال صحافي خلال إحدى ندوات «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي»، ستكون كافية لتفتح عليه أبواب جهنّم. يشارك الممثل المصري في المهرجان بفيلمين هما «ديكور» لأحمد عبد الله، و«عيون الحراميّة» لنجوى نجار، وقد تعرّض لهجوم شرس من قبل إعلاميين وفنانين مصريين، بعدما أعرب عن عدم رضاه عن «طريقة إدارة السيسي للحكم في مصر، بعد اتخاذه عدّة قرارات خاطئة، منها تهجير أهل سيناء»، رداً على سؤال وجّه له حول رأيه في سياسات الرئيس المصري.
كان أبو النجا من أوائل النجوم المتواجدين في ميدان التحرير في «25 يناير»، و«30 يونيو»، ولم يكن يعلم أنّه سيقابل بأسوأ التهم، لمجرّد تعبيره عن رأيه بصراحة، وشفافية، ومن دون تطبيل. قال إنّ التفويض الذي «منحه المصريون للسيسي لم يجدِ نفعاً، ولا زال المصريون يعانون من التفجيرات بشكل يومي ضدّ المدنيين والعسكريين في كل شوارع ومحافظات مصر»، على اعتبار أنّ ذلك حقّه الطبيعي في بلد شهد ثورتين رفعتا شعار الحريّة.
تصريح الممثل المصري قوبل بحرب شرسة عليه، في الوسط الفنّي وخارجه، انطلقت شرارتها بعدما تقدّم المحامي سمير صبري ببلاغ للمدعي العام العسكري ضدّه، بتهمة «التحريض على قلب نظام الحكم، والإساءة للقوات المسلّحة وقيادتها». وجاء في البلاغ أنّ أبو النجا هاجم قانون التظاهر، وأساء للقوّات المسلّحة، واتهمها بتهم باطلة على «تويتر»، مستشهداً بتغريدة للممثّل جاء فيها: «الحرب على الإرهاب تتحوّل، كما توقعنا، إلى حرب على الشباب الثائر ضدّ الفكر العسكري والأمني في حكم البلاد».
ويبدو أنّه كان هناك من ينتظر هذا البلاغ، ليحصل على حجّة للتشهير بأبو النجا، إذ خرج ميدو منيب، أحد منتجي الموسيقى في مصر، ليتهم الممثل بالشذوذ الجنسي. ودخل على الخطّ الممثل عزّت أبو عوف، قائلاً إنّ خالد وأمثاله «لا ينتمون للوطن، ولا يعرفون معنى الوطنية، وهدفهم فقط هو هدم مصر وتشويه صورة السيسي». وقاد الهجوم على أبو النجا بتهمة «الخيانة العظمى»، عدد من أبرز مذيعي الـ«توك شو» في مصر، وطالبت بعض المداخلات الهاتفيّة في تلك البرامج الحواريّة، بترحيل أبو النجا خارج مصر، ومحاكمته بتهمة الخيانة.
الممثل المصري ردّ على تلك الاتهامات بشكل مقتضب، في تغريدة استشهد فيها بالمادة 65 من الدستور المصري، والتي تنصّ على أنّ «حرية التعبير مكفولة لكلّ إنسان بالقول أو الكتابة أو التصوير أو أي وسيلة من وسائل النشر»، وأضاف أنّه سيلاحق قضائياً كلّ من هاجمه أو تطاول عليه بسبب رأي هو من حقّه. وقام أبو النجا عبر حسابه الرسمي على “تويتر” بإعادة تغريد كلمات عدد كبير من المتضامنين معه، عبر وسم “ندعم نجا”. لاحقاً أصدرت مجموعة من الفنانين والمثقفين المصريين بينهم السينمائيون يسري نصر الله، وعمرو سلامة، وأيتن أمين، بياناً أعلنوا فيه تضامنهم مع «حقّ الفنان المصري خالد أبو النجا في التعبير عن رأيه، من دون إرهاب من أشخاص ينصّبون أنفسهم حراساً على الوطنية المصرية، ويسمحون لأنفسهم بوصم المختلفين معهم في الرأي بالخيانة العظمى، والأكثر يحركون ضدهم الدعاوى القضائية». وطالب البيان بشطب المحامي الذي رفع دعوى على أبو النجا من جدول نقابة المحامين، «لأنّ ما يفعله يعتبر تعدياً على حق كفله الدستور المصري لكلّ المواطنين أولاً، ويضرب أسوأ مثال على شكل الحياة السياسية في مصر، ويعتبر أفضل دعاية ضدّ النظام السياسي المصري الحالي».
صحيفة السفير اللبنانية