خالد تاجا… أربع سنوات على الغياب
«شكراً لكم يا سادتي لقبولكم مأدبتي، فالجوع لا يرحم، لترتوي عروقكم ولتنتفخ كروشكم! فأكثر ما أكره في الحياة الجوع والخنوع، وصرخة الموجوع، وكل ما أرجوه أن تكتبوا على قبري هنا يرقد حاتم الطائي ولم يكن بخيلاً على قومه وأهله (..) بعد أن يسفك الدم تصبح الكلمات حبراً على ورق».
يردد الفنان الراحل خالد تاجا (1939-2012) تلك الكلمات في شريط مصوّر على خلفية موسيقى حزينة، متقمصاً ببراعة استثنائية شخصية «رمز الكرم العربي» حاتم الطائي. الفيديو انتشر للمرة الأولى في 28 نيسان (إبريل) عام 2013 أي بعد وفاة «أنطوني كوين العرب» (كما سماه الشاعر الراحل محمود درويش) بحوالي عام كامل. أوّل من أمس، مرّت الذكرى الرابعة على رحيل «ابن عباد» (نسبة لدوره في مسلسل «الزير سالم» سنة2000 لممدوح عدوان وحاتم علي). بعضهم ظن أنّ هذا الشريط الذي يعاد تداوله بين فترة وأخرى عبر السوشال ميديا، عبارة عن تجربة أداء لشخصية حاتم الطائي، في مسلسل يسرد سيرته كان يُفترض أن يخرجه السوري أحمد إبراهيم أحمد عن نص كتبه صديقه الشاعر وفيق خنسة، واشترت حقوق إنتاجه شركة «كلاكيت»، لكنّها سرعان ما ألغت الفكرة.
لكن الحقيقة أن نجم «التغريبة الفلسطينية» (لوليد سيف وحاتم علي2004) اعتاد تسجيل مقاطع من هذا النمط بنفسه. وقد اختار أحد أصدقائه أن يبثّها بعد رحيله كنوع من الوفاء، فيما اعتبرها ناشطون أنها تعبير عن مواقفه المعارضة ورسالة مبطنة للقتلة، بخاصة أنه يفتتح هذا الشريط بآية: «تبّت يدا أبي لهب وتبّ» وأعيد بث الشريط مكتوباً عليه: «آخر ما قاله وجه ثائر تأثر به الزمن والفن». بعد غد، يحتفي الشاعر والسيناريست السوري عدنان العودة ببطل «رجال تحت الشمس» (1970 عن رواية غسان كنفاني إخراج نبيل المالح) في «ملتقى الرواق» الذي يقيمه مساء كل جمعة في إمارة دبي. بحسب العودة، سيعرض «فيلم قصير عبارة عن فوتومونتاج من أهم أعماله وبعض الكلمات التي تحيي حضوره مجدداً في ذاكرة لا تجرؤ على نسيانه».
صحيفة الأخبار اللبنانية