خالد خليفة يوقع افتراضيا ‘لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة’

 

دمشق – لأنه يصرّ على البقاء في دمشق رغم صعوبة الأحداث هناك، ولأنه ألف صوت القذائف هناك ولم يعد يخافها، ولأن "كل شيء مختلف في دمشق التي لم تعد تقبل بما قبلت به سنوات طويلة"، قرر الكاتب السوري خالد خليفة توقيع كتابه الجديد في القاهرة عبر السكايب.
وسيقام حفل توقيع رواية خليفة "لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة" الصادرة عن دار (العين) للنشر في القاهرة الاثنين بنفس دار النشر، وهو ليس حفلاً تقليدياً لتوقيع كتاب بقدر ما هو سهرة تضامنية يوجه فيها المهتمين والمتضامنين تحية دعم للكاتب المصر على البقاء في عاصمة بلده.
وسيوجّه الكاتب رسالة بالفيديو للحضور عبر سكايب، كما سيكون حسابه الشخصي على الفيسبوك ساحة لتبادل التواقيع والرسائل بين الكاتب والمعتمين بأعماله، كصورة من صور المشاركة الجماعية.
ورواية "لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة" هي العمل الروائي الرابع للكاتب بعد رواية "حارس الخديعة" الصادرة عام 1993، ورواية "دفاتر القرباط" الصادرة عام 2000، ورواية "مديح الكراهية" التي وصلت إلى التصفيات النهائية لجائزة البوكر العربية في دورتها الأولى عام 2008، والتي تناولت فترة حرجة من تاريخ سورية الحديث وهي فترة الثمانينات من القرن الماضي حيث دارت حرب طاحنة بين السلطات السورية ومجموعات مسلحة من تنظيم الإخوان المسلمين المحظور في تلك الأيام.
وفي روايته التي سيوقعها "افتراضياً" يكتب خليفة عن كل ما هو مسكوت عنه في حياتنا العربية والحياة السورية خصوصاً، يتناول فيها الأسى والخوف والموت الإنساني، وهي وفقاً للناشر "حفر عميق في آليات الخوف والتفكك خلال نصف قرن، كما هي رواية عن مجتمع عاش بشكل متواز مع البطش والرغبات المقتولة، عبر سيرة عائلة اكتشفت أن كل أحلامها ماتت وتحولت إلى ركام كما تحولت جثة الأم إلى خردة يجب التخلص منها ليستمر الآخرين في العيش".
ويؤكد الناشر أن الرواية مكتوبة بـ"حساسية صادمة ولغة رفيعة تأخذ بقرائها منذ الصفحات الأولى إلى أسئلة أساسية وتضعهم أمام حقائق خراب الحياة العربية في ظل الأنظمة التي استباحت حياتهم ودمرت أحلامهم".
وللروائي السوري العديد من السيناريوهات التلفزيونية أيضاً أشهرها مسلسل "سيرة آل الجلالي" و"قوس قزح" و"زمن الخوف" و"هدوء نسبي" وغيرها، إضافة لعدد من الأفلام السينمائية مثل "سهرة مهذبة" و"باب المقام" و"حجر أسود" و"خريف حار".
وخليفة المولود بحلب والحاصل على الإجازة في الحقوق من جامعتها مناصر للثورة السورية منذ انطلاقتها، ولم يخف معارضته السلمية للنظام في أكثر من موقف، وأكد في أكثر من مناسبة مشروعية الثورة كخيار لا بديل عنه في مواجهة الظلم، وسبق أن تعرض للضرب خلال مشاركته في تشييع الموسيقي السوري ربيع غزي وكُسرت يده خلال اعتداء أجهزة الأمن السورية عليه واعتبر ما جرى له "لا يوازي ظفر طفل شهيد".
ويشار إلى أن روايته الأشهر "مديح الكراهية" التي صدرت عام 2006 اكتسبت أهميتها من جرأتها في تناول واقع سورية خلال فترة حكم حزب البعث، ومُنعت من التدوال في سورية عند صدورها، ووضعت اسم صاحبها في صدارة الأسماء الروائية على الصعيد العربي، وتُرجمت لنحو عشر لغات، وكانت الرواية العربية الوحيدة في القائمة الطويلة لجائزة الإندبندنت للرواية العالمية خلال هذا العام.


ميدل ايست أونلاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى