خدمات الفيديو المباشرة عبر الانترنت …ثورة تتوعّد القنوات التلفزيونية
من شأن النجاح الساحق للتطبيقات الكترونية، مثل “بيريسكوب” و”يوناو” و”ستريماب” أن تسمح لمستخدميها بتصوير مقاطع فيديو ونشرها في وقت حصولها، “إحداث ثورة في المشهد التلفزيوني التقليدي”، على ما أكّد اخصائيون في القطاع على هامش السوق الدولية للبرامج التلفزيونية في مدينة كان في جنوب فرنسا.
وتجذب هذه الخدمات جمهوراً متزايداً من المحبين خصوصاً بفضل طابعها العفوي غير الاحترافي. وهذا الامر لاحظه الشاب الفرنسي ريمي بويزين البالغ 25 عاما الذي نقل مشاهد مباشرة عن حركة احتجاجية اجتماعية شبابية في باريس تابعها الاف الاشخاص على مدى ساعات من خلف شاشاتهم.
وقال الشاب في تصريحات لموقع اخباري فرنسي أنّ “كثيرين ينتقدون القنوات الاخبارية خصوصاً تلك التي تبث الأخبار بشكل متواصل”. وأضاف: “البعض يتشاركون تسجيلاتي المصورة قائلين هذا ما لن تريكم اياه وسائل الاعلام، كما لو كان هدف القنوات التلفزيونية التلاعب بالمعلومات او توجيهها”.
وعلّق رئيس شركة “ستريماب”، المالكة لأحد اكثر تطبيقات البث المباشر رواجا،ً على هامش مشاركته في ملتقى كان بأنّ “نجاح هذه الخدمات للمشاهد المنقولة مباشرة والتي تشهد تزايداً مطرداً عبر الانترنت يجب أن يدفع بقنوات التلفزيون التقليدية الى مراجعة حساباتها في ظل التراجع الكبير في عدد متابعيها حول العالم”.
وقال: “هذا الامر مردّه الى ان الكثير من الصيغ التلفزيونية او الالكترونية يمكن تنفيذها عبر الانترنت كبرامج الكاميرا الخفية وتلفزيون الواقع ونصائح الجمات، تتم بالعودة الى بدايات التلفزيون”. وأكّد أنّ “النقل المباشر خطوة جديدة في مجال المرئي والمسموع بعد الانترنت”.
وقد ركبت كبريات المجموعات العاملة في قطاع المعلوماتية هذه الموجة، ومن هؤلاء جذبت “بيريسكوب” التابعة لـ”تويتر” اكثر من عشرة ملايين مستخدم قاموا بتصوير اكثر من مئتي مليون تسجيل فيديو. ويشاهد مستخدمو “بيريسكوب” يومياً ما يوازي 110 سنوات من خدمات الفيديو المباشرة عبر “بيريسكوب”.
وأوضح المسؤول عن عقود الشراكة في مجال الفيديو في الفرع البريطاني دان بيدل لـ”تويتر” أنه بات في الامكان “تشغيل كاميرا، غو برو، وتسييرها عن بعد”. كذلك طورّت “امازون” خدماتها في هذا القطاع مع منصتها الالكترونية “تويتش” التي كانت مخصصة في البداية لألعاب الفيديو قبل ان تنوع خدماتها.
ويلجأ مستخدمو الانترنت الى هذه الخدمة لتصوير احداث كما أنّ “امازون” اطلقت اخيراً برنامجاً مباشراً عن الموضة يحمل عنوان “ستايل كود لايف” يُبث ضمن حلقات يومية مدة كل منها نصف ساعة، اضافة الى قناة خاصة بالمطبخ.
من ناحيتها اعلنت شبكة “فايسبوك” بالامس اضافة تحسينات على خدمتها “لايف” لتطوير استخدام تسجيلات الفيديو المصورة بواسطة الهواتف الذكية والتي تبث بشكل مباشر. وسيتمكن مستخدمو الشبكة من مشاهدة تسجيلات الفيديو الاكثر شعبية عبر مساحة مخصصة لهذه الخدمة فضلاً عن البحث عن التسجيلات وفق المواضيع او ابلاغ اصدقائهم بها. كما أنّ اصحاب التسجيلات المصورة في امكانهم تشاركها مع اصدقائهم او مع الجميع على الشبكة. كذلك تحضر “غوغل” ردها مع تطبيق تماثلي لخدمتها لتسجيلات الفيديو يحمل عنوان “يوتيوب كونكت” سيتم اطلاقه وفق الصحافة الاميركية في ايار.
ومن اللاعبين الاخرين في هذا القطاع الصاعد شركة “ستريماب” الاميركية التي تؤكد أنها متابعة من جانب 20 مليون مستخدم شهرياً و”ضعف عدد متابعي بيريسكوب وثلاثة اضعاف عدد متابعي يوناو”. الا ان عدداً كبيراً من هذه الخدمات الالكترونية لا تدر ارباحاً على اصحابها على رغم عزمها اطلاق نماذج قائمة على الرعاية او الشراكات.
وبذلك تسمح “ستريماب” و”تويتش” لمستخدمي الانترنت بتقديم “اكراميات” اذ ان اصحاب المقاطع المباشرة التي تحظى باكبر قدر من المتابعة يتقاضون نحو 250 دولارا عن ساعة البث بحسب رئيس “ستريماب”.
كذلك ثمة نموذج آخر للرعاية يتمثل بعقد شراكات مع قنوات تلفزيونية، فقد وقعّت “تويتر” اتفاقات مع برامج تلفزيونية بينها “ذي فويس” للحصول على تصريحات للنجوم في الكواليس عبر “بيريسكوب”.
وفي ظل استخدام المشاهير “بيريسكوب” لاظهار جوانب من “حياتهم الحقيقية” لمعجبيهم، تمنح تقنيات البث المباشر لتسجيلات الفيديو مستخدميها امكانات مختلفة. فمثلاً عبر خدمة “يوناو” التي تحقق انتشارا مطردا خصوصا في فئة الشباب، اعتاد المراهقون على تصوير اكثر التفاصيل رتابة في حياتهم اليومية لدرجة أنهم يصوّرون انفسهم طوال الليل خلال نومهم وهو ما يثير حماسة كبيرة لدى المتابعين.
صحيفة النهار اللبنانية