علاقات اجتماعية

خطوات ذكية للتعامل مع الزوج سريع الغضب من دون صدام

سامر سليمان

الغضب عاطفة بشرية طبيعية تحدث عند وجود صراعات، وهو من الصفات السلبية التي يمكن أن يؤثر بشدة على العلاقة الزوجية، ويؤدي إلى سلوكيات غير لائقة، وإلى فقد الشخص السيطرة على ردود أفعاله ويجعله يتفوه بكلمات جارحة، وهو يعتبرعائقًا أمام التواصل الصحي ويزعزع إستقرارالعلاقة، ويجعلها جحيماً يصعب تحمله وقد يؤدي إلى الإنهيار. “سيدتي” التقت خبيرة العلاقات الأسرية رضوى مجاهد لتقديم نصائح للزوجة حول كيفية التعامل مع الزوج السريع الغضب.

 

كثرة الغضب وشدّته قد تفسد التآلف بين الزوجين وتقضي على المودة والرحمة بينهما

تقول خبيرة العلاقات الأسرية رضوى مجاهد لسيدتي : لاشك إن الحياة الزوجية تقوم على أساس متين من التآلف والمودة والهدوء، وعبرالإحترام المتبادل، والثقة، والصداقة الحقيقية، والتواصل الصحي، ولكننا نعلم إن الحياة الزوجية لا تسير على وتيرة واحدة، ولا تخلو من المشكلات والصراعات،  فلقد سمي القلب قلباً لأنه يتقلب من حين لآخر، وكثرة الغضب وشدّته قد تفسد التآلف بين الزوجين، وتقضي على المودة والرحمة بينهما، وتسبب فجوة بينهما، وقد تسبب النفور والبعد، وقد يؤدي الى تدهور العلاقة لتصل إلى الإنفصال في حال عدم قدرة الطرف الثاني على إحتواء الوضع ومساعدة الشريك على تجاوز مرحلة الغضب، وللتعامل مع زوج سريع الغضب دون صدام، لابد أن تضعي إستراتيجية فعالة للتعامل مع زوجك سريع الغضب، فلابد أن تحافظي على هدوء أعصابك، وإعطائه مساحة ليهدأ، وإستمعي إليه بإنفتاح لتفهمي جذور غضبه، كما ينبغي عليك إختيار التوقيت والمكان المناسبين للنقاش، مع إستخدام لغة هادئة أثناء النقاش.

إستراتيجية فعالة للتعامل مع زوجك سريع الغضب دون صدام

تقول رضوى مجاهد لاشك إن الغضب قد يؤدّي إلى تفاقم الخلافات الزوجية وتضخيمها، وللتعامل مع زوج سريع الغضب لابد أن يكون هناك تعامل إيجابي من الزوجة خلال وقت الغضب، وأن تكون لديها القدرة على امتصاص غضبه والتعامل معه لتخفيف حدة غضبه وتهدئة الأوضاع كالآتي :

معرفة الدافع وراء العصبية

للتعامل مع زوج سريع الغضب يمكن معرفة الدوافع وراء العصبية من خلال التفكير في الموقف الذي أدى إلى العصبية، وتحديد السبب النفسي أو الجسدي، مثل الضغوط الحياتية، أوالإرهاق، أوالشعور بعدم التقدير، أوضغوط العمل، أو مشاكل مالية، أو حتى مشاكل صحية وراء عصبيته، أو قد تكون عصبية وتوتر نتيجة للإرهاق والتعب، ففهم أسباب العصبية من أهم الطرق التي تساعد في علاج المشكلة، لذلك حاولي معرفة ما هي محفزات غضبه لتجنبها أو التعامل معها قبل أن تتفاقم، وعليك إحتواء زوجك العصبي بذكاء وفهم مشاعره والتحلي بالصبر في مواجهة هذه المشكلة السلوكية.

تحديد سبب عصبية زوجك

وللتعامل مع زوج سريع الغضب حاولي فهم جذور المشكلة وتحديدها دون إصدار أي أحكام أو تصعيد الموقف، وراقبي المحفزات اليومية مثل ضغوط العمل أو المشاكل المالية، قد تكون هناك أسباب جسدية أو نفسية تحتاج إلى استشارة طبيب أومختص ، فقد تكون العصبية نتيجة لتفاعل غير صحي بينكما، وهنا يجب تقييم طريقة تفاعلكما معا، فيمكنك تتبع التواصل الإيجابي بلغة هادئة ومهذبة، مع إعطاء مساحة ووقت كافيين له لتهدئة نفسه، وإيجاد حل سريع قبل تفاقم الوضع ومحاولة ابعاد المسبب للمشكلة حتى يهدأ الزوج ، وتستطيعين الكلام معه لحل المشكلة وتجاوزها.

حافظي على هدوئك

عندما ترتفع حدة غضب زوجك، حاولي أن تبقي هادئة ولا تردي الغضب بالغضب، ولكن تجنبي الصدام، وخذي مساحة للتفكير، وإستمعي له بإنصات دون مقاطعة، للتعامل مع زوج سريع الغضب لابد أن تتفهمي مشاعره وحاولي تهدئة الموقف، وحددي وقتاً لاحقاً للحديث بهدوء، فالهدوء هو أفضل طريقة لمنع تفاقم المشكلة، وتجنبي الرد بنفس الطريقة أو تصعيد الموقف.

إمنحيه مساحة

عندما يكون غاضبًا جدًا، فقد يحتاج إلى مساحة ليهدأ، لذا فإمنحيه مساحته الخاصة لتهدئة أعصابه من خلال إقتراحك للإبتعاد قليلاً أو التواجد في غرفة منفصلة حتى تهدأ الأعصاب، وحافظي على هدوئكِ وتجنبي تضخيم الأمر أو إستنفاذ طاقتكما بالجدال، وللتعامل مع زوج سريع الغضب لابد من منح زوجك المساحة التي يحتاجها يمكن أن يكون مفيدًا، فإن ممارسته لإهتماماته خارج العلاقة يمكن أن تقوي الرابط بينكما.

الإستماع وعدم المقاطعة

وللتعامل مع زوج سريع الغضب ينبغي على الزوجة الإستماع للزوج  بتعاطف، وعدم المقاطعة، مع فهم مشاعره والإعتراف بها لتخفيف حدة الموقف، فقط إمنحيه فرصة للتعبير عن مشاعره بحرية، وإستمعي إليه بإنصات وتفهم دون الحكم عليه، وإمنحيه كامل إنتباهك، وانظري إليه، فهذا يقلل من حدة غضبه، كما لابد من إحتواء مشاعره، فذلك يخفض من نوبات الغضب والعصبية لديه، ويجعله يشعر بالإحتواء والتقدير بعد أن يهدأ، وحاولي فهم ما يزعجه، فقد يكون الغضب ناتجًا عن ضغوط خارجية لا علاقة لك بها.

التحلي بالصبر

قد يستغرق وقت تحسين سلوك الغضب وقتاً وجهداً من الزوجين، وللتعامل مع زوج سريع الغضب عليك بالصبر والهدوء والحفاظ على مساحتك الشخصية، وحاولي فهم أسباب غضبه، وتجنبي الهجوم اللفظي أوالمواجهة المباشرة، وعبري عن مشاعرك بطريقة بناءة، فالتوتر المتبادل يزيد الموقف سوءً، والتحلي بالصبر والمثابرة جزء مهم في عملية التعامل معه، فهما المفتاح للتعامل مع هذه المشكلة، وتجاوزها.

إختيار الوقت المناسب

لا تحاولي مناقشة المشاكل في لحظة غضب زوجك الشديد، بل إنتظري حتى يهدأ الجميع، ومن الأفضل تأجيل الحديث إلى وقت يكون زوجك هادىء، فهذا سيجنبكما الوقوع في نقاشات حادة، وناقشي المشكلات والخلافات بعد أن تهدأ عاصفة الغضب، وليس أثناء إنفعال زوجك، فهذا يساعد لإستيعاب الموقف أفضل، بل ويساعد في الحفاظ على الحوار البنّاء.

تجنبي المواجهة المباشرة

تجنب التصادم والمواجهات المباشرة هو جزء أساسي من التعامل مع الزوج سريع الغضب، ولا تلقي باللوم أو تتهميه بما يزيده غضبًا، بل إستخدمي لغة لطيفة وهادئة لتقليل التوتر، فإذا شعرتِ أن النقاش يتصاعد، اقترحي تأجيل الحديث لوقت لاحق، مع إخباره أنكِ تقدرين غضبه لكنكِ تفضلين مناقشة الأمر عندما تهدؤون  فالتوتر والإنفعال  قد يزيد من تفاقم حدة الغضب، فبدلاً من الرد بغضب مماثل، حاولي إدارة الموقف بأسلوب يعتمد على الحوار المفتوح، أو تحويل الموقف إلى شيء فكاهي لتقليل حدة التوتر، أوتحويل الصدام إلى نقاش هادئ حيث يمكنكما من التعبير عن مشاعركما دون زيادة المشاكل.

إبتعدي عن الاستفزاز

وللتعامل مع زوج سريع الغضب حافظي على هدوئكِ وتجنبي الإستفزاز، وحاولي فهم أسباب غضبه وتقديم الدعم له في أوقات الصفاء، بل وتجنبي إستخدام كلمات تعميم أو توجيه إتهامات، وحاولي السيطرة على ردود فعلكِ، وعدم الاندفاع لإغضابه وركزي على ترجمة توقعاتك إلى طلبات محددة.

قدمي الدعم والتفهّم

وللتعامل مع زوج سريع الغضب أظهري له أنكِ تفهمين مشاعره أو تدركين ما يمر به، واستخدمي عبارات إيجابية مثل “أتفهم شعورك” بدلاً من “أنت دائم العصبية، وقولي له عبارات مثل “أتفهم أنك تشعر بالغضب” دون إصدار أحكام على غضبه أو إنتقاده.

تفهم الإحتياجات العاطفية

أحيانًا يكون الغضب ناتجًا عن عدم تلبية إحتياجات الزوج العاطفية، وللتعامل مع زوج سريع الغضب فحاولي تفهم إحتياجاته العاطفية، لأنه إذا شعر زوجكِ أنه يحصل على الدعم العاطفي الذي يحتاجه، فقد يؤدي ذلك إلى تهدئة غضبه وتخفيف حدة التوتر بينكما، فمعرفة احتياجات الزوج العاطفيه والاهتمام بها يُظهر له أنكِ تقدريه وتهتمي به.

اعتذري إذا كنتِ المخطئة

إذا كنتِ مخطئة، فالإعتراف بخطئك هو خطوة جيدة لتخفيف حدة الموقف، ويهدئ زوجك ويشجع على التفاهم بينكما، لذا فإعتذري بصدق، وإذا شعرتِ أن هناك عوامل تزيد من غضبه، حاولي التخلص منها مع مرور الوقت، فمبادرتك بالإعتذار، حتى لو لم تكوني المخطئة، يمكن أن تخفف من حدة الموقف ويؤثر إيجابياً على العلاقة، ويساعد علي عدم إطالة لحظات الغضب.

ضعي حدودًا واضحة

من المهم وضع حدود للسلوك غيرالمقبول، حتى لو كان غضب الزوج طبيعيًاوللتعامل مع زوج سريع الغضب من المهم وضع حدود للسلوك غيرالمقبول، حتى لو كان الغضب طبيعيًا، وضحي له أنك لن تقبلي الإهانة أو الصراخ الدائم أو توجيه كلمات جارحة إليك، وفي حال استمر السلوك الغاضب معك، ضعي حدودًا واضحة بأنك لن تتحدثي معه إذا استمر بالصراخ، وانسحبي من النقاش لتعود الأمور إلى طبيعتها، وكوني حازمة ولا تسمحي له بالإساءة إليك، فالحزم مهم للحفاظ على إستقرار العلاقة.

تقدير جهوده

وللتعامل مع زوج سريع الغضب عبّري عن تقديرك لجهوده بصدق في غير أوقات الغضب، واختاري الوقت المناسب للتواصل، مع التركيز على الحلول بدلاً من اللوم، قدّري أي شيء إيجابي يقوم به، حتى الأعمال الروتينية، ليشعر بالتقدير، وأخبريه بجهوده التي تقدرينها بشكل مباشر وصادق ليسمعها ويشعر بها.

إظهار الحب والدعم

وللتعامل مع زوج سريع الغضب اجعليه يشعر بحبك وتقديركِ له، وعبري عن حبك بطرق تعزز شعوره بالأمان، وإجعليه يشعر بدعمك له، خاصة في الأوقات الصعبة، فالعناق، والكلمات الطيبة، والإمتنان يمكن أن يكون لهما تأثير سحري في تهدئة الأجواء، ويبعث على الهدوء والإستقرار النفسي لديه.

طلب المساعدة عند الحاجة

إذا شعرتِ أن غضب زوجك مستمر، ومتكرر أو خارج عن السيطرة، و يضر بالعلاقة أو لا تستطيعين التعامل معه بمفردك، فلا تترددي في طلب إستشارة من خبير علاقات أسرية أو نفسية، فلا تترددي في عرض الحالة على طبيب مختص، فقد يحتاج التعامل مع زوج سريع الغضب إلى علاج دوائي أو تعديل بعض العادات، فإن طلب المساعدة المهنية، قد يصبح ضروريًا لتجاوز المشاكل الأساسية.

مجلة سيدتي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى