خفقة القلب 52
فارقتني ..ابيضّت عينُ قلبي من الحزن ..كنت أشبه بإنسان رفعوه إلى أعالي السماء، ثم تركوه يهوي إلى الأرض فتناثر حطاماً !
فارقتني ..جفّ ورد ذاكرتي ..أستطيع أن أحتمل أي شيء في هذه الحياة إلا أن أفارقها فراقاً عقيماً لا لقاء بعده !
فارقتني ..صار الزقاق عارياً من المارة، والأغصان عارية من أوراقها!
فارقتني ..رحت أعصر إليها من سنوات عمري الذي ضاع مني، مأساة الحب الكبير أنه يموت دائماً صغيراً!!
جميع أفراحه وأعياده ..يتعطل ويحزم حقائبه ويستعد في طريقه إلى إجازة مفتوحة !
فارقتني .. لاشيء بعدها يملأ الدنيا ، لاشيء بعدها يملأ قلبي الحزين، لا حب بعدها ،لا اشتياق ولا حنين، ولا دواء لي إلا الصبر!
من لم يشاهدها لم يعرف ما الذي آلم قلبي ! حين أذكرها لا أستطيع أن أملك عيني عن البكاء ولا قلبي عن الخفقان ، تفجّر منبع الدمع في مقلتي ، ورحت أبكي متفرداً بألمي الذي لا يمكن لأحد أن يقاسمني إياه ،وسكبتْ عيني من الدموع كل ما تستطيع أن تسكبه عين!
جفّت الدموع التي ذرفتها عيناي والتي كنت أساهر بها الكواكب شوقاً إليها! أمسكتُ بين أهداب عيني دمعة مترقرقة ما تكاد تتماسك ، كانت تنطق بما يصمت عنه لساني، تناولت منديلاً أمسح به ما تبقى من دموع ، لقد تعبتْ..وعندما يتعب الجسد يتوقف عن الفصاحة والبلاغة والبيان ..يدخل في وضع العصيان..يتجاهل.