خلافات بين أردوغان واوغلو تهوي بالبورصة التركية
سجل المؤشر الرئيسي للاسهم التركية الثلاثاء أكبر هبوط في اكثر من خمسة اشهر بفعل توترات سياسية في البلاد ومبيعات في الاسواق الناشئة وهو ما غطى على بيانات إيجابية بشأن التضخم.
وقال متعاملون إن أنباء عن سحب حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا سلطة تعيين مسؤولي الحزب في الاقاليم من رئيس الوزراء أحمد داود اوغلو أثارت قلق المستثمرين ووصفوا ذلك بأنه انقسام في الرأي بين رئيس الحكومة والرئيس رجب طيب أردوغان. وقال محلل طلب عدم نشر اسمه “تركيا تتجه الى انفصال سلبي بعد انباء عن انقسام مهم في الرأي بين أردوغان وداود اوغلو.”
واغلق المؤشر الرئيسي للاسهم في بورصة اسطنبول منخفضا 3.3 بالمئة إلى 81069 نقطة بعد ان هبط بما يصل الى 3.5 بالمئة اثناء الجلسة مسجلا أكبر انخفاض ليوم واحد من حيث النسبة المئوية منذ اواخر نوفمبر/تشرين الثاني 2015.
وتضررت الليرة التركية ايضا مع تراجعها إلى 2.8447 مقابل الدولار من أقل من 2.80 الاثنين. وكانت العملة التركية سجلت مستوى قياسيا منخفضا عند 3.0750 مقابل الدولار في 24 سبتمبر/ايلول 2015.
ومن ناحية اخرى أظهرت بيانات تركية أن التضخم الشهري تباطأ إلى 0.78 بالمئة في أبريل/نيسان وهو أقل من متوسط التوقعات البالغ 1 بالمئة إلى جانب بيانات ضعيفة لمديري المشتريات وهو ما يعزز التوقعات لتخفيضات في أسعار الفائدة.
والهبوط الحاد في البورصة التركية واحد من نتائج التوترات السياسية التي تشهدها البلاد بما فيها داخل الحزب الحاكم الاسلامي المحافظ.
وليست هذه المرة الأولى التي تؤثر فيها سياسة أردوغان الطامع والطامح للتفرد بالسلطة في شؤون اقتصادية، فقد سبق أن خاض معركة في 2015 للسيطرة على البنك المركزي وتطويعه وإخضاع قراراته البنك لسلطة حزبه وأجنداته الأيديولوجية من خلال مطالبته مرارا بمواصلة خفض أسعار الفائدة، وهو ما عارضه حينها البنك المركزي والخبراء الذين يقولون إن ذلك يمكن أن يسبب أضرارا جسيمة للاقتصاد التركي.
وألقت سياسة الرئيس التركي بظلال ثقيلة على مختلف القطاعات فيما أصبحت طاردة للاستثمارات الأجنبية مع تصاعد مخاوف المستثمرين من جهود الاسلاميين لتطويع الاقتصاد لأجندتهم. كما تسبب احتضان الحزب الحاكم لجماعات الاسلام السياسي وتدخل أردوغان في الشؤون الداخلية لدول اقليمية وعربية في ضرر كبير للسوق التركية.
وفي الوقت ذاته يشهد قطاع السياحة تراجعا كبيرا في الايرادات بفعل موجة العنف في جنوب شرق البلاد حيث تسكن غالبية كردية بعد انهيار هدنة هشة بين حزب العمال الكردستاني والنظام التركي.
ويتمسك الرئيس التركي بالتصعيد متجاهلا كل الدعوات للتهدئة والجنوح للسلم بل إنه وصف الداعين للسلام بالخونة، فيما بدأ القضاء في سلسلة ملاحقات لمن دعوه لفتح الحوار مع الأكراد وانهاء الحرب.
ميدل ايست أونلاين