تحليلات سياسيةسلايد

خلال مؤتمر صحفي مشترك.. ميقاتي يعول على دور تركيا في تجاوز أزمات المنطقة لا سيما في سوريا وأردوغان يطالب المجتمع الدولي بإلزام إسرائيل بوقف إطلاق النار في لبنان

أعلن رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، الأربعاء، أن بلاده تعول على “الدور التركي المهم” في تجاوز أزمات المنطقة لا سيما في سوريا.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في العاصمة أنقرة، خلال زيارة رسمية تستمر ساعات عدة، وفقا لبيان صادر عن رئاسة الحكومة اللبنانية.

وقال ميقاتي: “نعول على الدور التركي المهم في تجاوز أزمات المنطقة لا سيما في سوريا”.

وأضاف: “نقدر التضامن الإنساني التركي مع لبنان جراء العدوان الإسرائيلي على لبنان (..) وعلاقة لبنان وتركيا ستفتح أمامنا الكثير من المجالات”.

ولفت ميقاتي، إلى أنه “عند كل محطة مفصلية يمر بها لبنان، تكونون السند والعضد على المستويات كافة (..) لمسنا إحاطتكم الواسعة ومتابعتكم الدؤوبة والتفصيلية لكل ما من شأنه ان يدعم لبنان، خاصة التضامن الانساني والسياسي مع لبنان خلال تعرضه للعدوان الإسرائيلي في الأشهر الأخيرة”.

وأردف: “مما لا شك فيه أن دعمكم أساسي لوقف العدوان في هذا المجال وأنتم تملكون شبكة واسعة من العلاقات العربية والدولية، ما قد يعجّل في وقف العدوان نهائيا والانصراف إلى ترميم المجتمعات المتضررة جراء العدوان”.

وتابع: “بتنا اليوم أيضا نعوّل على الدور الذي تتمتعون به والحضور الفاعل لتركيا في المنطقة والعالم خاصة في ما يحفل به محيطنا الجغرافي من تغييرات سياسية جذرية خاصة في سوريا التي تشهد احتلالا إسرائيلياً لجزء من أرضها ويجب الضغط بقوة لإنهائه فوراً”.

وأعرب رئيس الحكومة اللبنانية عن تمنياته للشعب السوري الشقيق الحرية والاستقرار، مشددا على وحدة سوريا وشعبها وسيادتها الكاملة على أراضيها.

كما أكد على العمل لأجل أفضل العلاقات بين لبنان وسوريا على قاعدة الاحترام المتبادل وحسن الجوار.

بدوره أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على ضرورة إلزام إسرائيل لوقف إطلاق النار وتعويض الأضرار التي سببتها في لبنان.

وقال أردوغان: “يجب على المجتمع الدولي أن يواصل الضغط على إسرائيل لإلزامها بوقف صارم لإطلاق النار وتعويض الأضرار التي سببتها في لبنان”.

وأكد الرئيس التركي أن بلاده ستواصل القيام بدورها في هذا الصدد.

وأوضح أنه لا يمكن النظر إلى أمن لبنان بمعزل عن استقرار المنطقة ولا يمكن تحقيق السلام دون وقف إطلاق النار والسلام الدائم بغزة.

وذكر أن تركيا وقفت بكل إمكاناتها إلى جانب لبنان ضد العدوان الإسرائيلي وواصلت تقديم المساعدات الإنسانية.

وأكد أردوغان أن أنقرة ستواصل المساهمة بوحدة شعب لبنان وسلامه الداخلي والوقوف ضد أي محاولة لاستهداف استقراره.

وذكر أردوغان أن إسرائيل قتلت أكثر من 4 آلاف لبناني وشردت أكثر من مليون شخص حتى اليوم، معربا عن تعازيه لعوائل الضحايا والرحمة على أرواح القتلى.

وأشار إلى أن الهجوم الإسرائيلي على لبنان لم يكن الأول، فقد تعرض لبنان لهجمات مماثلة في الماضي.

وأكد أردوغان أن من يعتقد أنه سيزيد أمنه بسفك الدماء وقتل المدنيين والتدمير هو “مخطئ تماما”.

وأضاف “نرى أن الحكومة الإسرائيلية ما زالت لا تعي هذه الحقيقة، أو بالأحرى لا تريد أن تفهمها”.

في 8 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، سيطرت فصائل سورية على العاصمة دمشق وأسقطت نظام الأسد بعد حكم دام أكثر من نصف قرن، لتستغل إسرائيل هذه التطورات، حيث قامت بإلغاء اتفاقية فصل القوات مع سوريا، واحتلت المنطقة العازلة منزوعة السلاح في الجولان.

كما شنت مئات الغارات الجوية دمرت على إثرها طائرات حربية وصواريخ متنوعة وأنظمة دفاع جوي في مواقع عسكرية عديدة بأنحاء سوريا.

وتستمر زيارة ميقاتي الرسمية إلى أنقرة ساعات عدة يرافقه خلالها وفد حكومي مؤلف من وزير السياحة وليد نصار، ووزير الطاقة والمياه وليد فياض، ووزير البيئة ناصر ياسين، ووزير الأشغال العامة والنقل علي حمية، وسفير لبنان لدى تركيا غسان المعلّم، وممثل قيادة الجيش العميد يوسف حداد.

وعقدت محادثات لبنانية – تركية موسعة تناولت ملفات التعاون المشترك بين البلدين.

وشارك عن الجانب التركي وزير السياحة محمد نوري أرصوي، ووزير الطاقة ألب أرسلان بيرقدار، ووزير الزراعة إبراهيم يوماقلي، ووزير الدفاع يشار غولر، ووزير البيئة مراد قوروم، ووزير النقل والبنية التحتية التركي عبد القادر أورال أوغلو، والسفير التركي لدى بيروت مراد لوتيم، ومحافظ أنقرة واصب شاهين.

وكانت المحطة الأولى في زيارة ميقاتي إلى أنقرة، زيارة ضريح مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال اتاتورك.

ووضع ميقاتي، إكليلاً من الورود على الضريح، ثم وقف دقيقة صمت، وكتب في السجل الذهبي كلمة، وقام بعدها بجولة في متحف أتاتورك.

 

صحيفة رأي اليوم الالكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى