خلل (الساونا) الاوكرانية : من يطفئ الحريق؟!
خلل (الساونا) الاوكرانية : من يطفئ الحريق؟!.. بينما يروج الغرب لفكرة تتهم الرئيس بوتين بإشعال نار الحرب في البيت الأوروبي، يستحضر مثقف روسي قصة مؤسسة في فكر بوتين تتعلق بعلاقته ببيته وعائلته. ويستذكر هذا المثقف قصة وقوع بيت بوتين في خطر الحريق، عندما تسبب عطل في حمام الساونا بإشعال النار في البيت، وكيف اندفع بوتين إلى قلب النار يفصل الكهرباء ويطفئ الحريق وينقذ العائلة. الزوجة والفتاتين الصغيرتين يومئذ.
وعندما يصبح الوطن هو البيت، والشعب هو العائلة، يصبح تحصينهما من نار محتملة هو الحكمة المستخلصة التي تصون الحاضر وتحمي المستقبل. هذه الخلاصة التي أرادها المثقف الروسي من وراء استحضار قصة حريق بيت بوتين، و اندفاعه لاطفائها وإنقاذ العائلة. ورغم محاولات الإعلام الروسي التركيز على فحوى وجوهر هذه القصة، باعتبار العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا عملاً دفاعياً استباقياً، إلا أن الإعلام الغربي يضخ وبكثافة ومهنية فكرة أن الحريق الذي يخشاه بوتين غير ممكن، ولا احد يسعى له ولا حاجة لأي عمل إستباقي لإحتمال حريق غير موجود.
يغيب عن الإعلام العالمي، أو يحضر بشكل باهت يقربه من الغياب، الحكاية التي يتابعها الجميع ولا ينتبه إلى سياقها، وهي أن (الغرب بقيادة أمريكا تابع مسار خشية بوتين من حريق بلاده وواكب مبادرته إلى العملية العسكرية الاستباقية، وفي هذه المواكبة وعبر هذه المتابعة كمن الغرب بقيادة أمريكا لبوتين ولروسيا وجعل عمليته الدفاعيه الاستباقية “خلل الساونا” الذي نفخ الأطلسي في ناره ليؤججه حرباً تضعف روسيا و تنهكها وتحط من قدراتها. وغلف كل ذلك طبعاً باتهام روسيا بالوقوف وراء هذه الكارثة)، وهذه الرواية يؤكدها وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن عندما قال في اجتماع الأطلسي سنعمل على إضعاف روسيا.
يبدو أن المشرفين على الساونا الاوكرانية، سواء كانوا قادة الأطلسي أم القيادة الروسية، مهتمون بإتهام بعضهم البعض بإحداث الخلل في الساونا لإشعال النار في أوروبا، والمصيبة أنهم لم يفكروا في التفاهم على إصلاح الخلل الذي حصل وأشعل النار. كما أنه من الواضح أنهم لا يسعون حتى الآن لإطفاء هذه النار التي بدأت في أطراف أوروبا وتهدد العالم كله بحريق يهدد أمن العالم واستقراره والحياة فيه.