يعتبر الانفصال من أكثر اللحظات الصعبة والمرهقة فى حياة الإنسان، وهو يعني نهاية مرحلة من حياتك الخاصة، وقد ينتابك بعض المشاعر إما من الحزن والأسى على ما فقدته، أو من عدم اليقين والشعور بالقلق الشديد بشأن ما يخبئه المستقبل، وقد تشعرين بمجموعة من المشاعر، مثل انعدام الأمن وعدم اليقين، والقلق والاكتئاب، بالسياق التالي تعرفي إلى 5 طرق للتعامل مع القلق بعد الانفصال.
سبب الشعور بالقلق بعد الانفصال
تقول إستشاري العلاقات الأسرية د. سميرة دعدور لـ”سيدتي”: من الطبيعي أن تشعري بالاشتياق بعد نهاية العلاقة الزوجية مع شخص تربطك به علاقة عاطفية عميقة، فيزداد شعورك بالوحدة وعدم الارتياح، وقد ينتج شعور بالقلق الشديد بعد هذا الانفصال بسبب فقدان التواصل المريح والمألوف الذي قد يجعلك تشعرين بالإرهاق والضعف، وجعل مشاعرك تتحول إلى قلق وتوتر مستمر وخوف أو ذعر، وعدم تركيز، وقد يكون السبب صعوبة التخلي عن الأحلام المرتبطة بالعلاقة، وعلى الرغم من أن القلق بعد الانفصال لا يدوم إلى الأبد، إلا أنه قد يكون منهكاً أثناء استمراره ولكن يجب أن تتذكري أن هذه مرحلة مؤقتة، ولن تدوم.
خمس طرق للتعامل مع القلق بعد الانفصال
الاعتراف بالمشكلة والإيمان بقدراتك
لكي تتعرفي إلى أعراض قلق الانفصال، لابد أولاً من الاعتراف بوجود مشكلة تواجهك، ومعرفة أسبابها وأنسب الطرق للتعامل معها، فالتنبه للمشاكل فور نشوئها والوعي بوجودها والاعتراف بها، يساعد في تبني خطوات عملية وآليات واقعية لدراستها والوقوف على أسبابها، والإسراع بمعالجتها قبل أن يستفحل أمرها أكثر وأعمق فتزداد تعقيداً، ولابد من معرفة أن القلق بعد الانفصال أمر وارد بعد انتهاء أي علاقة، وهو أمر شائع ما قد يزيدك اطمئناناً من فهم سبب الأعراض المزعجة التي تنتابك، فيعد معرفة ما يحدث في جسمك وأسبابه إحدى أفضل الطرق للتعامل مع القلق، من المهم أن تضعي في اعتبارك أن قلق الانفصال مؤقت ويمكن تخفيفه من خلال الإيمان بنفسك، كما ينصح الخبراء بإشغال الوقت إما بالعمل أو الدراسة أو أية أنشطة هادفة أخرى، ومن المهم أن تتجنبي أي نوع من التواصل مع شريكك السابق، فالتواصل أو متابعة أخباره قد يطيل فترة الألم ويزيد من المعاناة.
التدوين يساعد على تهدئة القلق
القلق والاضطراب بعد الانفصال، واحد من أكثر المشاعر السلبية التي تؤثر على سلامتك النفسية، لذا فتدوين اليوميات هو تمرين تم اختباره ونتائجه مضمونة، بل ويوصي به الخبراء، ليساعدك على تهدئة القلق والحصول على الراحة، فكتابة مشاعرك وتدوين المواقف التي تحدث يمكن أن تساعدك على التخلص من المشاعر المتصاعدة والشعور بالقلق، ويساعدك التدوين أيضاً على التعامل بشكل أفضل مع أفكارك وعواطفك، ويمكن أن يمنحك مساحةً للتعبير عن مخاوفك وقلقك، ويتيح لك الوقت لمواجهة التحديات السلبية لأفكارك.
التواصل مع أحبائك
زوجة شابة منفصلة تتحدث بحزن وصديقتها تواسيها حيث يمكن اللجوء إلى الأحباء والأقارب للحصول على الدعم والراحة والتواصل
بعد الانفصال يدخل الشخص في مرحلة العزلة، والشعور بالإحساس بعدم الأمان والثقة، حيث يعيد عقلك عرض ذكريات العلاقة مراراً وتكراراً في رأسك، ويتفاعل فقط من خلال الذكريات، فيمكنك اللجوء إلى أحبائك للحصول على الدعم والراحة والتواصل، ويساعدك هذا على الشعور بالثبات، لذلك بدلاً من الانغلاق على نفسك، حاولي قضاء الوقت مع الأصدقاء والعائلة والأقربين الذين يحبونك، فتلك اللحظات ستساعدك على تحسين حالتك المزاجية، لذا فعليك القيام بتعزيز العلاقات مع العائلة والأصدقاء، وقضاء الوقت مع أحبائك لكي يتوفر لك الدعم العاطفي ويقوي روابطك الاجتماعية، التي تحتاجينها، وقد يكون من المفيد مراقبة العلاقات الناجحة في محيط المقربين لك، إذ تعطي هذه الأمثلة الدماغ نموذجاً لكيف يمكن أن تكون العلاقة الصحية التي تخلو من الأفكار غير الآمنة، ويمكنك من خلال الأصدقاء الانضمام إلى مجموعة دعم من الأصدقاء لتبادل الخبرات عبر التحدث إلى الآخرين ومشاركة التجارب المماثلة.
الاهتمام بنفسك
من المهم أن تمنحي نفسك فترة للاستراحة من الحزن والتوتر والقلق بسبب الانفصال، بأن تحاولي ممارسة حياتك الطبيعية، والاهتمام بصحتك البدنية، ومن المهم أن تعطي نفسك وقتاً للاحتواء والتأمل بعد الانفصال، ولكن لا تتركِي هذا يستمر طويلاً، امنحي نفسك أسبوعاً أو أقل للتعافي، واستغلي هذا الوقت لزيادة الوعي الذاتي وبناء أو تعزيز احترامك لذاتك والعمل على تصحيح بعض من أنماط السلوك التي قد تكون ساهمت في عدم نجاح علاقتك الأخيرة، فهذه الخطوات البسيطة قد تساعدك في التغلب على مشاعر الحزن والقلق بعد الانفصال، وتجعل الطريق إلى التعافي أسرع وأكثر سلاسة.
الاستثمار في الوقت
من أصعب الأحاسيس التي تشعرين بها بعد الانفصال هو المساحة الفارغة، لذلك للتغلب على ذلك الإحساس يمكنك استكشاف الأنشطة التي بداخلك والتي لم يكن لديك وقت للقيام بها أثناء علاقتك والقيام بها، لذلك إبحثي بداخلك عن نشاطات مختلفة تفعلينها، كممارسة الرياضة، أوالتركيز على هدف ترغبين في تحقيقه، سواء كان هذا الهدف متعلقاً بالعمل، أو تعلم مهارة جديدة، أو التركيز على شيء إيجابي كعمل الخير وتقديم المساعدات الخيرية، وقومى باستغلال وقتك، سيساعدك ذلك في التغلب على حالة القلق التي تنتابك باستمرار.
مجلة سيدتي