خواطر

أنا ووطني أيائل عطشى
ليتنا ماء…أشربه ويشربني
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـ 1 ـ

أحياناً السؤال عن “مهنة الكتابة” يضعك أمام مسؤولية الإجابة الدقيقة، وليس هناك إجابة دقيقة.
مهنة الكتابة أحياناً هي ما يلي: 17 مليون جائع في اليمن. مليون مصاب بالكوليرا . 2000 إمرأة ماتت. 3000 طفل مات. 763 مدرسة هدمت. 400 ألف منزل هدم. 270 مشفى هدم… وكلفة الغارات اليومية للطيران السعودي وغير السعودي 300 مليون دولار.
هذا التقرير الموجز، يجعل الكاتب يرتجف بأصابع الكتابة. فكيف إذا فرش الكاتب تقرير الفداحة والكارثة الكبرى في سورية التي لم تحص كارثتها بعد لأنها مستمرة؟
كيف إذا ساقنا الحديث إلى بقية الأرض؟
الكتابة أصعب مهنة، باستثناء مصارعة التماسيح، في مستنقع أفريقي، بين أفراس النهر وأفاعي الطين، وتحت شمس لاهبة تصل الحرارة في الظل إلى 50 درجة.
ما الذي يجعلنا نكتب؟ هنا السؤال.

ـ 2 ـ

لا تحتاج المصالح التي تصنع الحروب إلا كمية من الكذب. الرئيس بوش قاتل العراق وأفغانستان بأمر من الله. وكل المجاهدين يقولون إنهم جند الله. وإنهم يقاتلون في صفوفه، ومن أجله.
أحد المتسائلين قال: هل يحتاج الله إلى كل هذا العدد من المرتزقة في هذا العالم للدفاع عن ممالكه وقضاياه؟
متسائل آخر: أمن المعقول أن يكون النفط يعينه، ما دام لديه كميات لا تنفذ من النيران المقدسة المخصصة لتدفئة جماعة الجنة، ولحرق جماعة النار؟
إن تكاثر المرتزقة في الحروب باسم الأديان وللآلهة… يجعل العالم الآخر مزدحماً بالموتى من أجل لا شيء.

ـ 3 ـ

الدول الصناعية العظمى تضطر إلى غض النظر عن “العامل الأخلاقي” وهي تدفع إلى بلدان المقابر النووية ثمناً تعويضياً عن الأضرار.
البلدان ـ المدافن ـ هذه يقل دخل الفرد فيها عن دولار واحد.
ويذهب الظن إلى أنها بلدان قليلة، وعدد سكانها قليل. إن عدد هؤلاء البشر مليار ونصف المليار بني آدم. والمضحك أن حصتهم من النفايات النووية تحويلهم هم إلى نفايات بعد أن تفتك بهم الأمراض المجهولة.

ـ 4 ـ

سألني صديقي الذاهب في وفد المعارضة الداخلية السورية… إلى موسكو:
اقترح علي شيئاً يخص طلب الروس بتشكيل قوة ديمقراطية سورية، تستطيع في المستقبل أن تلعب دورا في إنتاج نظام جديد وحياة سياسية جديدة:
قلت : “الروس منعوا سقوط النظام بعاصفة السوخوي”. قل لهم: “الآن نريد منكم المساهمة في إنقاذ سورية بفرقة البولشوي”.

ـ 5 ـ

على قارعة السرير ينتظر عارياً كل من تهدمت بيوتهم.
على قارعة الطريق تمشي طوابير التيه لتنجو بالحلول في تيه آخر.
على قارعة الوقت يأكل الزمن السريع خطانا البطيئة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى