خواطر| آلام الفقر
استقبلته زوجته كما تستقبل كل زوجة مطيعة ومحبة زوجها. قالت له : ” الله يعطيك العافية “، لم تلمه لأن أكياس الخضار والفواكه والحلويات لم تسبقه في الدخول كعادته.. ساعدته في خلع ملابسه، وأدخلته إلى الحمّام. علّقت ملابسه، ثم دخلت المطبخ. مرّت بجوار الحمّام فسمعت زوجها يبكي.. جهزّت مائدة العشاء وعادت تنتظره وهي تداري دمعها بابتسامتها!
جلس إلى مائدة الطعام. التصقت عيناه بالأرض، فهو لم يرزق هذا اليوم. ما أصعب أن يدخل الرجل إلى بيته صفر اليدين، إنه لا يملك نقوداً في جيبه!
نظرتْ إليه وقالت له: أنت عندي أغلى من كنوز الدنيا يا حبيبي، وارتمتْ على صدره. ضمها كأنما يضم الدنيا كلها، لا يدري كم من السنين بقيت بين ذراعيه ! نظر إليها ورأى ابتسامتها ، حمد الله تعالى وشكره.. جلسا معاً كل ينظر إلى عيني الآخ، يشغلهما الحب عن مشاكل الدنيا، لكنه الفقر ،هذا الألم الذي يحاول الدخول واقتحام جدران الحب !
عادت آلام الفقر، ماذا سيطعم أولاده ؟ هل سيطهو الحجارة أم يطهو قلبه لهم؟!