خوفًا من انفجار غزة
خوفًا من انفجار غزة بصورة مفاجئة أرسلت إسرائيل ، وفدًا أمنيًا وسياسيًا رفيع المستوى إلى القاهرة، للتباحث مع المسؤولين في جهاز المخابرات المصري حول ملفات حساسة قد تحدد مصير المنطقة.وتكون سببًا في إشعال أو إخماد جبهة مواجهة جديدة مع دولة الاحتلال.
زيارة الوفد الإسرائيلي للقاهرة التي جاءت سرًا وبعيدًا عن ضجيج وسائل الإعلام. تزامنت مع حالة التوتر على الحدود اللبنانية، وما شهدت من تصعيد عسكري وقصف متبادل بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله اللبناني. وكشفت عن مدى التخوف الإسرائيلي الكبير من امتداد نيران هذا التصعيد لقطاع غزة، وتشارك فصائل المقاومة في فتح جبهة قتال جديدة ومؤقتة مع دولة الاحتلال.
الوفد الإسرائيلي الذي ضم رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق، مئير بن شبات. وخلفه. إيال حولتا الذي سيتولى مهامه رسميا في منتصف آب/ أغسطس الجاري، إضافة لمسؤولين إسرائيليين آخرين، أجرى لقاءًا سريًا مع مسؤولين في جهاز المخابرات المصرية استمر لأكثر من 4 ساعات متواصلة.
وبحسب المعلومات التي حصلت عليها “رأي اليوم”.فإن الهدف الأول والرئيسي من زيارة الوفد الإسرائيلي المفاجئة للقاهرة، منع فصائل المقاومة في غزة وعلى رأسهم حركتي “حماس” و”الجهاد الإسلامي”. من مساندة حزب الله في تصعيده العسكري، وإشعال التوتر على حدود القطاع، بالمظاهرات والبالونات الحارقة، أو حتى الطلب من الفلسطينيون التوجه نحو نقاط التماس على حدود غزة.
وطالب الوفد الإسرائيلي من الجانب المصري ممارسة أشد وأقصى الضغوطات على الفصائل الفلسطينية لمنع فتح جبهة قتال جديدة في الوقت الراهن وفي ظل حالة التوتر على الحدود اللبنانية مع حزب الله.وانه في حال تم ذلك فسيكون هناك رد إسرائيلي رادع وقوي ضد أهداف وقادة الحركتين.
وإضافة لملف التصعيد العسكري المقلق لجميع الأطراف، بحث الوفد الإسرائيلي مع جهاز المخابرات المصرية. ملفات أخرى حساسة متعلقة بتثبت التهدئة في غزة، التي تشهد ترنح بين الحين والأخر. إضافة للتسهيلات الممكنة لسكان القطاع غزة، عبر المعابر ومساحة الصيد عبر البحر، وفتح ملف صفقة التبادل الذي يشهد جمود كبير دون أي تقدم منذ سنوات طويلة بسبب الشروط الموضوعة على الطاولة.
وحصل الوفد الإسرائيلي على “ضمانات” من الجانب المصري بمحاولة السيطرة على حالة الهدوء في قطاع غزة، ومنع انفجارها، من خلال سلسلة اتصالات ستجري مع قادة الفصائل الفلسطينية، لمحاولة التهدئة ومنع الانجرار لجولة تصعيد جديدة قد تكون نتائجها قاسية على الجميع.
وتأتي زيارة الوفد الإسرائيلي للقاهرة، وسط تصاعد حدة التوتر على جبهة غزة، وفي أعقاب العدوان المتواصل للجيش الإسرائيلي على قطاع غزة والمتمثل بشن الغارات والقصف المدفعي على أهداف في غزة، وذلك بذريعة إطلاق البالونات الحارقة باتجاه مستوطنات “غلاف غزة”.
وإضافة لجبهة غزة الساخنة، تشهد جبهة لبنان حالة توتر مشحونة بعد قصف متبادل بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، لكن حالة الهدوء عادت من جديد للمنطقة الجنوبية بعد تدخل العديد من الوساطات العربية والدولية، ومناشدة دولة الاحتلال للإدارة الأمريكية بالتدخل لوقف إطلاق النار في لبنان.
وكان حزب الله أعلن أنه قصف محيط مواقع إسرائيلية في مزارع شبعا المحتلة بعشرات الصواريخ. وأوضح أن قصفه هذا يأتي ردا على الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت مناطق مفتوحة في جنوبي البلاد فجر يوم الخميس.
وهذه هي المرة الأولى التي يتبنى فيها حزب الله استهداف مواقع إسرائيلية منذ تصعيد عسكري بين الطرفين عام 2019، فيما تكرر قيادة حزب الله تأكيدها على ضرورة “تثبيت قواعد الاشتباك” التي أرستها آخر حرب مع إسرائيل في يوليو/تموز 2006.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤول أمني أن استمرار العمليات منوط بالاحتياجات والجداول الزمنية المناسبة لإسرائيل. وأن أجهزة الأمن تعد خيارات رد إضافية وفقا لتطورات الأوضاع الأمنية.