تحليلات سياسيةسلايد

خفايا الصفقة: خيبة أملٍ إسرائيليّةٍ من قطر ومصر لدورهما بالحرب …

زهير أندراوس

خيبة أملٍ إسرائيليّةٍ من قطر ومصر لدورهما بالحرب … فما زالت قضية الرهائن الإسرائيليين الذين تحتجزهم المقاومة الفلسطينيّة في قطاع غزّة محّط أنظار الصهاينة في الكيان، وللتدليل على ذلك، قال 67 بالمائة منهم في استطلاعٍ للرأي العّام نشرت نتائجه القناة الـ 12 بالتلفزيون العبريّ إنّ حكومة بنيامين نتنياهو لا تفعل ما هو كافٍ من أجل إطلاق سراحهم.

 في غضون ذلك، تواصِل دولة الاحتلال العربدة والاستعلاء والاستكبار. فقد نقلت (يديعوت أحرونوت) العبريّة عن مسؤولين إسرائيليين مطلّعين جدًا قولهم إنّه على الرغم من الغضب الإسرائيليّ العارم من الوسيطتيْن قطر ومصر، إلّا أنّهما ستكونان ضمن المفاوضات التي ستتجدد، على ما يبدو، يوم بعد غدٍ الثلاثاء. لأنّها قادرتان على التفاوض مع (حماس)، لافتةً في الوقت عينه إلى أنّ مشاركة مصر في المفاوضات تأتي على خلفية التوتّر الذي وصل ذروته بعد اكتشاف قيام القاهرة بتغيير بنودٍ في مسودة الاتفاق السابق، والذي ألقى بظلاله السلبية على كلٍّ من إسرائيل وواشنطن.

الكيان يرفض حتى اللحظة عقد (صلحةً) مع قطر

وشدّدّت المصادر. بحسب الصحيفة، على أنّ إسرائيل تخشى من أنْ يقوم قائد حماس بغزّة، يحيى السنوار بالتشدّد بمواقفه، بسبب قرار محكمة الجنايات الدوليّة في لاهاي أوّل من أمس الجمعة. مضيفةً أنّ لمصر وقطر دور مهم جدًا، ومع ذلك، فإنّ الكيان يرفض حتى اللحظة عقد (صلحةً) مع القطريين. على الرغم من خيبة الأمل في تل أبيب من مصر وقطر منذ بداية الحرب وبوتيرةٍ أعلى في الأيّام الأخيرة، بحسب تعبيرها.

في غضون ذلك، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية العامّة أنّ وكالة الاستخبارات الخارجيّة (الموساد)، بالتعاون مع جهاز الأمن العام (الشاباك) والجيش الإسرائيليّ، وضعوا إطارًا جديدًا لاتفاق هدنة يهدف لإطلاق سراح الرهائن. لكن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو رفضه.

ولم يتّم الكشف عن تفاصيل الإطار. لكن الهيئة قالت إنّ الاقتراح تمّ وضعه من قبل رئيس الموساد ديفيد بارنيع، ورئيس الشاباك رونين بار واللواء نيتسان ألون، الذي يقود الجهود الاستخباراتية للعثور على الرهائن.

وطبقًا للمصادر التي اعتمدت عليها الهيئة، فقد تمّت مناقشة الاقتراح مع نتنياهو عدة مرات، وفقًا للتقرير، وتمّ طرحه مؤخرًا خلال اجتماعٍ تحضيريٍّ لاستمرار المفاوضات مع الأمريكيين والقطريين والمصريين.

وبحسب الهيئة، رفض نتنياهو الخطوط العريضة للخطة دون تقديم أفكارٍ جديدةٍ أوْ تقديم إجابة رسمية لمطالب حماس، التي وصفها نتنياهو بـ “الوهمية”.

رسالةٍ واضحةٍ إلى حماس – يمكن تحقيق هدنة دون صفقة

وتابعت: “يربط بعض المسؤولين الإسرائيليين موقف حماس المتشدد بالأزمة مع الرئيس الأمريكي جو بايدن وإدارته. إذ تزعم المصادر أنّ المكالمة الهاتفيّة التي جرت مؤخرًا بين بايدن ونتنياهو بعثت برسالةٍ واضحةٍ إلى حماس. مفادها بأنه يمكن تحقيق هدنة دون صفقة”.

ومضت موضحة “رغم أنّ البيت الأبيض أوضح في وقتٍ لاحقٍ، أنّه لا يوجد تغيير في سياسته. وأنّ وقف إطلاق النار يجب أنْ يأتي مع إطلاق سراح الرهائن. إلّا أنّ إسرائيل مترددة في المشاركة فيما تعتبره عرضًا لا أساس له من الصحة”.

وخلال الأسابيع الأخيرة اتسّعت الفجوة بين رؤية الإدارة الأمريكية وحكومة نتنياهو بشأن معالجة الحرب الدائرة منذ 8 أشهر في غزة. ومؤخرًا تباحث بايدن ورئيس الحكومة الإسرائيلية عبر الهاتف بشكلٍ مقتضبٍ، ما يعكس عمق الخلافات، في وقت تشعر فيه واشنطن بالغضب جرّاء التصرّفات الإسرائيليّة.

على صلةٍ بما سلف، اتهمت عائلات أسرى الاحتلال، نتنياهو بإفشال جهود الوصول لصفقة التبادل مع المقاومة الفلسطينية. وذكر بيان لعائلات الأسرى الإسرائيليين، أنّ “حكومة نتنياهو تخلت عن أبنائنا، والسبيل الوحيد لإنقاذهم وقف الحرب فورًا”.

توسيع العملية العسكرية في رفح يعني التخلي عن الأسرى الأحياء

وأضاف البيان. أنّ توسيع العملية العسكرية في رفح يعني التخلي عن الأسرى الأحياء. مبينًا أنّ الطريقة الوحيدة لإعادة الأسرى هي وقف الحرب فورًا. مؤكِّدًا أنّ هدف تدمير حركة حماس الذي يتبناه نتنياهو يناقض هدف إعادة الأسرى.

وتوقفت المفاوضات غير المباشرة بين الاحتلال وحماس حول هدنة محتملة تفضي إلى وقف لإطلاق النار. والإفراج عن الأسرى، قبل أكثر من أسبوع. بعد عدة أيام من المحادثات في العاصمة المصرية القاهرة.

وقالت دولة الاحتلال إنّ “الاقتراح الذي قدمه وسطاء قطريون ومصريون يتضمن بنودًا غير مقبولة”. في المقابل، قالت حماس التي قبلت الاقتراح في وقت سابق، إنّ “رفض إسرائيل.. أعاد الأمور إلى المربع الأول”. وقبلت الحركة بمقترح وقف إطلاق النار في غزة، الذي تقدمت به مصر وقطر.

وقال المدير العام السابق لحركة (السلام الآن)، ياريف أوبنهايمر. إنّ نتنياهو يرفض إبرام الصفقة مع (حماس) . لأنّه يعلم يقينًا بأنّه في حالة إخراجها إلى حيّز التنفيذ ستسقط حكومته لمعارضة الوزيريْن المتطرفيْن سموتشريتش. الذي نعته بالكذّاب ابن الكذّاب، وبن غفير. لافتًا إلى أنّ الاقتراحات التي تمّ تقديمها للكيان في الأشهر الأخيرة ثمنها أقّل بكثيرٍ من الصفقة التي أبرمها نتنياهو نفسه لإطلاق سراح المجنَّد غلعاد شاليط، مقابل أكثر من 1100 أسير. بمن فيهم قائد حماس بغزّة، يحيى السنوار، وذلك بالعام 2011.

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على الفيسبوك

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على التويتر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى