دانا مارديني: نجمة ولو في قصة خيانة ساذجة؟
انطلقت النجمة السورية دانا مارديني (1988) من المسرح الدائري في «المعهد العالي للفنون المسرحية» في مشروع تخرّج بعنوان «سيليكون»، مستفيدة من الحالة التسويقية التي يقدّمها مخرج العمل ومشرف تلك الدفعة عبد المنعم عمايري لطلّابه.
لم تحتج خصوصيّتها أكثر من دقائق على الخشبة حتى تتلمّسها العيون الثاقبة الموجودة في صالة العرض! وبالفعل لم تمض سنوات قليلة حتى تحوّلت مارديني إلى رقم صعب في عالم الدراما العربية. هي «حنين» توأم روح المقدّم «رؤوف» (عابد فهد) في ثلاثية «الولادة من الخاصرة» (سامر رضوان ورشا شربتجي وسيف الدين السبيعي)، وبائعة الورد المشرّدة في «سنعود بعد قليل» (رافي وهبي والليث حجو)، ثم البطلة المطلقة في «حلاوة روح» (رافي وهبي وشوقي الماجري). من خلال هذا الدور، تمكنت من حمل المسؤولية، والأداء بسوية عالية في مواجهة أستاذها عبد المنعم عمايري، وصاحب الحضور العالمي غسّان مسعود، والراحل خالد الصالح، وبقية نجوم العمل.
بعدها، عادت للشغل أمام كاميرا حجو في «الندم» (كتابة حسن سامي يوسف)، إذ شكّلت مع النجم محمود نصر ثنائية مبهرة كسرت بشكل ما كليشيه العاشقَين ومصائرهما المحتملة. ولأنّ الحرب في سوريا وظرف الإنتاج الدرامي يفرضان على الممثلين، والشباب تحديداً، اللعب بـ «المقصقص حتى يأتي الطيّار» كما يقول المثل الشعبي الدارج، كان مسموحاً لها بهنّة في مسلسل «جيران» (مجموعة كتاب وإخراج عامر فهد).
لكن هذا الموسم، اختارت دانا أن تطّل في تجربة يتيمة هي مسلسل «تانغو» (سيناريو وحوار إياد أبو الشامات عن مسلسل «حب بعد حب»، إخراج رامي حنا) الذي يعيد تقديم فرضية الخيانة الزوجية التي أتخم بها الجمهور على الأقل بسلسلة «صرخة روح» (مجموع كتّاب ومخرجين)، ويبني مسافة مع المتلقي بدءاً من شارته التي تفيد بأنّ التأليف لأبو الشامات رغم أنّه مسلسل أجنبي اشترت «إيغل فيلمز» حقوق تعريبه، ثم تمرير اسم الممثل اللبناني أليكو داوود على أنه فنان قدير، رغم أنّنا لا نتمكن من التميز بين دوره هنا، وشغله في مسلسل «طريق» (عن قصة الشريدة لنجيب محفوظ، سيناريو وحوار سلام كسيري وفرح شيّا، وإخراج رشا شربتجي ــ mbc4 وmtv)، ثم يبدأ بمشهد تأسيسي مُربك لحادث سيارة (يمكن الحديث عن العمل باستفاضة مع تتالي حلقاته وتوسّع الحدث).
وعلى الرغم من أنّ مفاصل المسلسل تحتمل حديثاً نقدياً لاذعاً، إلا أنّ مارديني (تجسّد شخصية «لينا»، زوجة «عامر» الذي يؤدّيه باسل خيّاط) تستطيع حتى الآن عدل مزاج مشاهدها من خلال أداء مضبوط بعناية إخراجية... هنا يُترك لها مساحة الاتكاء على مخزونها المسرحي، عندما تذهب نحو مبالغات بحركات الجسد بطريقة محسوبة لصالح الشخصية المهزومة، التي تهرب نحو الإدمان على الكوكايين، بعد اكتشافها فجأة هول الكارثة التي كانت تسيّج حياتها الاجتماعية، ثم تعود للاعتماد على الـ «ري أكشن» الحاد بعضلات وجه لم تصل إليه حتى الآن مباضع التجميل. يبدو ذلك تحديداً في المشهد الذي تحاول فيه الانتحار، وتظهير حالة الصراع بين نقيضين هما التمسّك بالحياة والانتصار لأمومتها، أو الانسحاب نحو عالم الموت المجهول.
كلّ ذلك، تقف وراءه ممثلة ليّنة ومطواعة تتماهى مع الهوامش الدرامية لشخصيّتها.
حتى الحلقة السادسة من «تانغو»، يمكن القول بثقة إنّ أداء دانا مارديني هو من النقاط المضيئة القليلة في قصة خيانة مطروقة تنحدر نحو السذاجة، لدى إقحامها في السياق العام للمجتمع العربي. وللحديث تتمة!
صحيفة الاخبار اللبنانية